تجدد القصف الجوي، يوم السبت، على الزبداني، وذلك لليوم الثاني والعشرين، من بدء النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني عدوانهما الشرس على المدينة، الواقعة في ريف دمشق الشمالي الغربي، فيما بدأت تلوح في الأفق بوادر كارثة إنسانية، حيث تتفاقم معاناة المدنيين الذين فروا من هناك، ولجأوا إلى بلدات قريبة أكثر أمناً، لكن النظام يحاصرها، مانعاً دخول المواد الغذائية إليها.
وقالت الناشطة، ميس زبداني إن الطيران الحربي "شن 4 غارات بخمس صواريخ فراغية على الزبداني هذا الصباح"، مضيفة في حديثها أن "الطيران المروحي استهدف وسط المدينة بأربعة براميل متفجرة حتى ظهر اليوم"، بحسب صحيفة "العربي الجديد".
وبحسب روايات الناشطين الذين يتحدرون من المدينة، فإن طيران النظام ألقى، منذ بداية الحملة في الرابع من هذا الشهر، "أكثر من 800 برميل متفجر، فضلاً عن استهدافها بمئات القذائف المدفعية والصاروخية"، قائلين إن النظام "يستخدم سياسة الأرض المحروقة، ويغطي نارياً وجوياً ممهداً الطريق لعناصر حزب الله، الذين يقودون العمليات البرية"، والتي فشلت جميعها حتى الآن في تحقيق أي تقدم.
إلى ذلك، قال مدير المشفى الميداني في الزبداني، عامر برهان، إن الوضع الطبي أقرب ما يكون إلى كارثة حقيقية، وهناك نقص حاد في المواد الطبية والأدوية".
وقال برهان الذي تواصلنا معه بصعوبة بالغة، نتيجة القصف الكثيف الذي يستهدف المدينة، والذي يُجبر من فيها على التحرك في أي لحظة وتغيير مكانه، إن عدد القتلى الذين قضوا في المعارك بلغ "ثلاثة وستين شخصاً أثناء دفاعهم عن مدينتهم من العدوان"، مؤكداً أن المشفى الميداني الضعيف الإمكانيات، والذي يعمل في ظروف بالغة السوء والخطر "استقبل حتى الآن نحو مائة وعشرين جريحاً".
من ناحية أخرى، قال ناشطون، إن أوضاع النازحين في البلدات المجاورة "مأساوية وكارثية، فالجيش لا يسمح بدخول المواد الغذائية أبداً، والنازحون يعتاشون، الآن، مما خزنوه من الخبز اليابس والمعلبات، والتي شارفت على النفاد".
ويبلغ عدد النازحين من الزبداني بحسب ناشطين، ما بين خمسة عشر وعشرين ألفاً، يتوزعون في بلدات، بلودان، بقين، مضايا، وسرغايا، وجميعها تقع في محيط الزبداني، و يسيطر النظام على بعض هذه المناطق، فيما يشهد بعضها الآخر، هُدناً تم توقيعها في وقت سابق، لكن جميعها هذه الأيام، تشهد حصاراً خانقاً، حيث تمنع الحواجز المحيطة بها دخول أي مواد طبية أو إغاثية لآلاف الأسر المقيمة فيها، ما يهدد حياة مئات الأسر، كون مؤنهم شارفت على النفاد.
وكان الناشط الإعلامي، عمر الزبداني، قال، في وقت سابق ، إنه وفي سياق وسائل الضغط التي تتبعها القوات المهاجمة في حملتها الشرسة، فإن "النظام يحاصر الزبداني عامة ويفرض طوقاً مماثلاً على البلدات القريبة خاصة في بقين ومضايا، لضرب الحاضنة الشعبية للثوار". مضيفاً أن النظام "يتبع سياسة التجويع لكسر إرادة المقاتلين والمدنيين على حد سواء". مضيفاً أن "على الأمم المتحدة أن تسعى إلى وقف إطلاق النار ولو ساعات عدة، وأن ترسل خلال ذلك، إن تم، لجنة تتابع أمور النازحين المحاصرين وتغيثهم على الأقل ببعض المواد الإغاثية".