أعلنت اللجنة الأممية لمكافحة الإرهاب، أن نتائج مؤتمر الجزائر حول “التطرف العنيف و اسئصاله”، ستكون مادة مهمة يشتغل عليها المشاركون في قمة واشنطن لمكافحة الإرهاب شهر سبتمبر – أيلول المقبل.
ونوهت “سامية لمداغ”، مديرة لجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، بمؤتمر مكافحة التطرف و الإرهاب الجارية أشغاله بالجزائر وهذا بمشاركة 50 دولة و منظمة إقليمية ودولية لبحث “تقديم أهمية ودور مكافحة التطرف العنيف في مكافحة الإرهاب، ودور القضاء في مكافحة التطرف بما فيها داخل المؤسسات العقابية، ودور الهيئات الدينية في مكافحة التطرف”.
ورافعت الجزائر في كلمة الافتتاح، لمعالجة موضوعية وواقعية لظاهرة الإرهاب و التطرف الذي لا يجب أن “تربطه الدول و الحكومات والمنظمات بالإسلام دين التسامح و السلام و الانفتاح”، بحسب إرم الإخبارية.
ووعد الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي و الجامعة العربية، الذي تلا كلمة الافتتاح، ممثلي الدول والمنظمات المشاركة في المؤتمر الدولي حول “مكافحة التطرف و اسئصاله”، بعرض نظرة شاملة حول تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب والتطرف من أجل حماية أفضل لبلداننا وشعوبنا من انحرافات التطرف العنيف ووحشية الإرهاب”.
وخاطب عبد القادر مساهل، الخبراء المشاركين في المؤتمر الدولي الذي انطلقت أشغاله الأربعاء بالعاصمة الجزائرية، بالقول “إن التطرف ليس ظاهرة جديدة، ولكنه في كل مرة لا تتم معالجته بصورة صحيحة نتجت عنه أكبر المآسي التي شهدناها”.
الوزير الجزائري، شدد على أهمية “تعميق الديمقراطية والحكم الراشد والعدالة الاجتماعية كعوامل مساعدة في مكافحة التطرف”، لافتا إلى أن” جذور الإرهاب تنمو في ظل غياب الدولة وهو يتغذى من الفوضى”. وتابع مساهل “أن مكافحة الإرهاب واستئصال التطرف العنيف “يتطلبان دمقرطة المجتمع وهو أمر بالغ الأهمية”.
ويعتقد وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الافريقي والجامعة العربية، أن بلاده “تقوم حاليا بتعزيز دولة القانون في سبيل حماية أنفسنا من الإرهاب والتطرف ، ذلك أن مكافحة الظاهرة العابرة للقارات لا ينبغي أن تكون بطرق عسكرية أو أمنية فقط”.
ويقصد المسؤول الدبلوماسي الجزائري، أن بلاده وفقت إلى حد كبير في “إعادة النظر في البرامج التنموية ودور المسجد وإقرار قانون الوئام المدني والمصالحة الوطنية”، معتبرا المسألة تندرج ضمن “فلسلفة شاملة لمكافحة التطرف والإرهاب”.
المؤتمرون تناولوا أيضا المسائل المرتبطة بـ”مكافحة التطرف وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج، ومكافحة التطرف العنيف من خلال التربية بما فيها التطوير الملموس لطرق التعليم والتكوين المهني والتشغيل، ودور وسائل الإعلام بما فيها القنوات التلفزيونية الفضائية والبرامج الدينية في مكافحة التطرف”.
وركز المشاركون في الأشغال على قضايا تتعلق أساسا بدور المجتمع المدني في مكافحة التطرف و مكافحة التطرف وظاهرتي كره الأجانب والإسلاموفوبيا، وكانت بذلك فرصة سانحة تعرض فيها الجزائر أبرز “منجزاتها” في مجال مكافحة التطرف العنيف و الإرهاب الذي يضرب عموم المنطقة العربية و الإفريقية .