بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || درس الديمقراطية البريطانية
::: عرض المقالة : درس الديمقراطية البريطانية :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: درس الديمقراطية البريطانية
كاتب المقالة: علي أنوزلا
تاريخ الاضافة: 13/05/2015
الزوار: 537
لم يُلتفت في المنطقة العربية إلى أهمية نتائج الانتخابات البريطانية العامة التي جرت الأسبوع الماضي، وحملت معها مفاجآت ودروساً كثيرة. أولى المفاجآت الفوز الساحق للحزب الحاكم، والانتصار الكاسح غير المنتظر للحزب القومي الأسكتلندي الذي يدعو إلى الاستقلال عن بريطانيا. لكن، يتوارى، خلف هذين الانتصارين الكبيرين، مستقبل مخيف يهدد بعزل وتقسيم المملكة التي لم تكن تغرب عنها الشمس. ففوز المحافظين أعاد النقاش مجدداً حول مستقبل علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي، وفي حالة قرر البريطانيون ترك الاتحاد، سيجدون أنفسهم في عزلة، كما أن الفوز الساحق للقوميين في اسكتلندا سيشجعهم على المطالبة بقوة بالاستقلال، وهو ما يهدد وحدة بريطانيا.

لكن، بعيداً عن هذه المفاجآت، وما تحمله من رهانات للبلد ولأصحابها، حملت نتائج الانتخابات ما هو إيجابي، وما يمكن أن يكون درساً جديداً في الديمقراطية. فقد شهدت أحزاب عدة استقالات جماعية طوعية لرؤسائها، بعد خسارتهم في الانتخابات. أبرزهم زعيم حزب العمال، إد ميليباند، وزعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين، نيكولاس كليغ، ونايجل فاراج، زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة.

اعترف ميليباند بهزيمة حزبه، وعبّر عن أسفه لما حصل، قبل أن يعلن عن تحمل مسؤولية الهزيمة، ويقدم استقالته حتى يتولى شخص آخر غيره قيادة حزب العمال، لأن بريطانيا، حسب قوله، تحتاج إلى حزب عمال قوي، يمكنه إعادة بناء نفسه بعد هزيمة. وقرر ميليباند، بكل بساطة، العودة إلى بيته، والاهتمام بأسرته الصغيرة. اتخذ القرار نفسه زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة، نايجل فاراج، الذي قدم استقالته من زعامة الحزب، بعد خسارته في الانتخابات، وفشله في الفوز بمقعد في البرلمان. وعلى الرغم من أن زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين، نيكولاس كليج، لم يخسر مقعده بهذه الانتخابات، إلا أنه قرر تقديم استقالته، لأن حزبه خسر الانتخابات.

وتلتقي هذه الاستقالات الثلاث في أمور كثيرة تجمعها، أولها حس المسؤولية العالي عند الزعماء الثلاثة الذين أقروا بهزيمتهم، واعترفوا بتحملهم مسؤولية الهزيمة، وقرروا الانسحاب بهدوء. الثاني أنها جاءت شخصية وفورية. فالمستقيلون لم ينتظروا حتى تجتمع أجهزة أحزابهم لتحاسبهم، وتقرر في مصيرهم، كما لم ينتظروا أن تصدر الانتقادات في الصحف، أو تتعالى الأصوات بين جمهور أحزابهم، وإنما بادروا بمحاسبة أنفسهم بأنفسهم، وبسرعة قبل أن يحاسبهم الآخرون. الأمر الثالث الذي طبع هذه الاستقالات توجه أصحابها مباشرة إلى الرأي العام لتقديم استقالاتهم، وليس إلى الأجهزة الحزبية، أو إلى جماهير أحزابهم، وفي هذا احترام للرأي العام، وتأكيد، أن الحزب ما هو إلا وسيلة تنظيمية لخدمة المصلحة العامة، أولاً، وقبل كل شيء آخر.

أخيراً، من أملى هذه الاستقالات على زعماء رؤساء الأحزاب الثلاثة ضميرهم عندما قرروا التخلي عن مناصبهم، والانتصار لشرف تحمل المسؤولية ضد إغراء التمسك بالمنصب والزعامة.

وليست مثل هذا السلوكات مفاجئة في بيئة ديمقراطية عريقة، مثل البيئة البريطانية التي شهدت ولادة أعرق ديمقراطية في العالم، لأن الثقافة الديمقراطية تعني، بكل بساطة، ربط المسؤولية بالمحاسبة، فمحاسبة المسؤول في النظام الديمقراطي جزء أصيل من الثقافة الديمقراطية الحقيقية.

مع الأسف، مثل هذه الثقافة، ثقافة ربط المسؤولية بالمحاسبة تغيب في المنطقة العربية، وغيابها هو الذي أدى إلى كل الكوارث التي تعيشها هذه المنطقة، منذ أكثر من نصف قرن، حفاظاً على "الزعيم الضرورة". وكانت هزيمة عام 1967 أكبر تجلٍّ لثقافة "الزعيم الخالد"، عندما خرجت الجماهير تبكي في شوارع القاهرة، تتوسل بقاء الزعيم الذي ألحقت إسرائيل أكبر هزيمة بجيشه وبلده في ستة أيام، ومع ذلك خرجت الجماهير تتوسل بقاءه، وليس محاسبته. ويتكرر السيناريو في كل دورة انتخابية لمبايعة الرئيس الأبدي للسودان، والذي مازال يتربع على عرش بلاد قسمها إلى نصفين، والنصف الباقي مهدد بالانشطار إلى أقسام لا عدّ لها. أما اليمن السعيد فقد حولها شمشونها إلى خرابٍ يقف فوقه، ويظهر على شاشات التلفزة ينعيه مثل الغربان.

ليست الديمقراطية مجرد عملية اقتراع صورية، أو تعددية حزبية شكلية، وإنما هي منظومة قيم متكاملة، لا يمكن أن نأخذ منها ما يعجبنا، ونتجاهل ما لا يتوافق مع طبائعنا التي تميل إلى الأنانية والاستفراد والاستحواذ والاستبداد. الديمقراطية، بكل بساطة، هي ربط المسؤولية بالمحاسبة. والمحاسبة هي التفعيل الحقيقي للممارسة الديمقراطية، وعندما تكون هذه المحاسبة ذاتية، وتأتي من أول مسؤول داخل الحزب أو التنظيم أو الدولة، فهي تعبر عن أكبر تجل لترسخ الثقافة الديمقراطية.

المهم في انتخابات بريطانيا، الأسبوع الماضي، أن بريطانيا التي توصف بأنها أعرق بلد ديمقراطي مازالت قادرة على أن تعطي للعالم دروساً جديدة في الديمقراطية، وهذه عبقرية هذا النظام الذي قال عنه رئيس وزراء بريطانيا السابق، وينستون تشرشل، إنه أسوأ أنواع الحكم، لكن المشكلة أنه ليس هناك ما هو أحسن منه.


طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1005380

تفاصيل المتواجدين