أشار الكاتب "عاموس هارئيل" في مقال بصحيفة هاأرتس العبرية إلى مجموعة من الأسرار حول علاقات سرية بين إسرائيل وأطراف عديدة في سوريا كشفها القبض على جاسوس درزي يعيش في إسرائيل كان على اتصال بمكتب بشار الأسد.
ولفت إلى أن هذا الجاسوس أحرج إسرائيل على المستوى العالمي وأظهر علاقات مشتبكة ومعقدة لديها في الداخل السوري، مؤكدا أن نظام بشار الاسد يحاول إيهام العالم بأن إسرائيل على علاقة بالثوار ليجمع العرب حوله.
ويؤكد المقال أنه على العكس تخشى من سقوط بشار الأسد لأنها تعرف أن من سيأتي بديلا عنه سيكون أسوأ منه من وجهة نظر إسرائيل.
وإلى نص المقال..
تلقت المحكمة المركزية في الناصرة لائحة اتهام ضد أحد سكان مجدل شمس، ويدعى صدقي المقت، وذلك بدعاوى تجسس خطيرة ومساعدة العدو في الحرب.
تضمنت لائحة الإتهام وثيقة قانونية غريبة ومن أغرب ما نشر في السنوات الأخيرة في قضية أمنية، فالمقت هو شخص إسرائيلي درزي وهو من مؤيدي نظام الأسد في سوريا، ووفقا لادعاءات النيابة فإنه أول جاسوس "فيس بوك" ألقي القبض عليه في إسرائيل.
أحد الاتهامات التي وجهت له هي إجراء اتصالات مباشرة مع عميل مدير مكتب الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن من المشكوك أن لدى النظام هناك الوقت لتفعيل جاسوس لدى إسرائيل.
أما الاتهامات الأخرى فهي تتعلق بأمور نشرها الجاسوس المقت في صفحته على "فيس بوك"، ونشرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أيضا تسجيلات لمقابلات أجراها في الجولان مع التلفزيون السوري، أما التهمة الرئيسية الموجهة اليه فهي بشأن المعلومات التي نشرها عن نشاطات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع سوريا، وهو قد نشرها على الإنترنت وفي وسائل اعلام علنية، حيث قالوا أنه من شأنها أن تصل إلى أيدي جهات معادية يمكنها استخدامها بصورة ضارة, وليس هناك تهمة مفصلة حول أن ذلك حدث بالفعل.
كما اتضح أن المقت شجع مستخدمين آخرين لـ"الفيس بوك" على المشاركة في “تصريحات متطرفة” ضد إسرائيل، ونشر معلومات تفصيلية عن أنشطة الجيش الاسرائيلي، التي أصبحت في متناول الجميع والنظام السوري.
كما أن تقريره على فيس بوك الذي قال فيه إنه اقترب من معبر القنيطرة ورأى جنود الجيش الاسرائيلي يتدربون تدريبات مدنية بدون سلاح بالقرب من هذه الحدود، حسب النيابة العامة، حصل على 39 لايك و19 مشاركة"، كما نشر فيلم قصير يوثق نشاطات مستشفى ميداني افتتحه الجيش الاسرائيلي بالقرب من معبر القنيطرة وكان الأكثر شعبية – حيث حصل على "6302 مشاهدة و387 لايك و146 مشاركة".
من الواضح والمؤكد أن صدقي المقت شخصية مثيرة للجدل والغضب، ويبدو ذلك من خلال لائحة الاتهام والتقارير التلفزيونية التي وجهت إليه من وجهة نظر إسرائيل.
وهو قد أمضى عشرات السنين في السجون الإسرائيلية بسبب مخالفات أمنية لكنه يصر بعد خروجه من السجن، على نشر أقوال المديح لنظام الأسد الأكثر استبدادية وقتلا في الشرق الأوسط. فمحادثاته الهاتفية مع مدير مكتب الأسد، وسفارة سوريا في الأمم المتحدة تشهد على كونه تحمس لخدمة النظام، كما أنه ليس من المستبعد أن تقوم منظمات معادية باستخدام التفاصيل التي نشرها.
ما زال حتى الآن هناك شيء غريب جدا في هذه القضية، فالشيء المشترك لجزء كبير مما نشره المقت على صفحته في"فيس بوك" وعلى التلفزيون السوري هو تقديم شهادات حية يحاول بها اثبات ما يدعيه نظام الأسد وإيران وحزب الله بأن إسرائيل تشارك في الحرب الاهلية السورية وأنها تحالفت مع منظمات السنيين العاملين في الجانب السوري من الحدود في الجولان.
فالمحور الراديكالي المؤيد للأسد يحاول التذرع دائما بورقة دعائية واحدة وهي اتهام إسرائيل بالتعاون مع الجهات السنية العاملة بقرب الحدود، ومنظمة جبهة النصرة التي تؤيد القاعدة.
من الواضح أن هناك مصلحة للنظام السوري لترويج ادعاءين أمام العالم, أولهما إبراز تآمر اسرائيلي ضده، وذلك على أمل أن يجمع حوله دعما عربيا في هذه المرحلة من الحرب، والإدعاء الثاني حول تحالف بين إسرائيل والقاعدة لأجل أن يشيع بإنه بصورة نسبية، لما يجري في سوريا من قتل فإن هناك مجرمون أسوأ من الأسد.
وفي العامين الماضيين ظلت السياسة الإسرائيلية في سوريا على حالها، أمام صعود المنظمات المتطرفة مثل جبهة النصرة وداعش في معسكر المتمردين، ولذلك فإن إسرائيل لا تتمنى وتعلن أنها لا تريد إسقاط نظام الأسد حيث أنها تعرف أن بديله لن يكون أفضل منه من وجهة نظرها.
على الجانب الآخر, فإن إسرائيل ما زالت تصرح بشكل علني انها ستنفذ ما ترى أنه مناسب للوقوف ضد أي تهديدات مباشرة عليها وقد قامت بذلك بالفعل حيث هاجمت قوافل السلاح في سوريا و لبنان، كما أنها تقوم بدور ما في الجنوب.
الحديث الأكثر وضوحا في هذا الشأن كان لـ"وزير الحرب" موشيه يعلون في حوار له مع صحيفة “هآرتس″ حين قال إن إسرائيل تقدم مساعدات للقرى المحاذية للحدود – أدوات تدفئة، غذاء للاطفال ومعدات إنسانية– ولكنها تشترط أن المليشيات العاملة في تلك القرى تقوم بابعاد المنظمات السنية عن الحدود مثل جبهة النصرة.
ووفقا لتصريحاته، فإنه يرى أن في المنطقة المحاذية للحدود تسيطر مليشيات معتدلة مثل الجيش السوري الحر، وليس سرا أنها تحظى بدعم انساني، ذلك الذي نقدمه لسكان القرى. ذلك يحدث بشرط ألا تسمح للمنظمات المتطرفة من الوصول إلى الحدود”.
وتثار هناك شكوك بأن شبكة العلاقات الإسرائيلية معقدة ومتشابكة أكثر مما هو متصور في التقارير الرسمية – وأن الجاسوس صدقي المقت نجح بالفعل في إحراج إسرائيل من خلال سلسلة منشوراته.
ومن الواضح أن هذا على الأقل جزء من تفسير اعتقال السلطات الإسرائيلية له، ذلك إلى جانب الادعاءات بشأن توثيق أنشطة الجيش والعدد المقلق من الـ"لايكات" التي حصل عليه في منشوراته على "فيس بوك".
اسم المقالة:
إسرائيل والأسد وخفايا أول جاسوس فيسبوك!
تاريخ الاضافة:
13/04/2015 
الزوار: 533
الصفحة الرئيسية 
السيرة الذاتية للشيخ 
قســـم الفــتاوى 
قتـــاوى الشيخ 
قســـم المقــالات 
مكتبة الكتب 
ركـــن القـصــص 
الدروس الكتابية 
الـــقــران الــكـريم 
المـكتبة الـمــرئية 
الخـطب والـدروس 
ركــن الانـاشــــيد 
ادعــيــة واذكـــــار 
البرامج الاسلامية 
تــواقيـع اسلامية 
خلفيات اسلامية 
ركــن الــفلاشـات 
شـاشــات تــوقف 
الـجـوال الـدعــوي 
دلـــيــل مــواقــع 
مـركــز التحـمــيـل 
الاحــصـــائــيـــات 
ســجــل الــــــزوار 
اخـبـر صــديــقــك 
اتـــصـــل بــــــنـــا