قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر ان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اتفق مع الحوثيين أن يسلم لهم الشمال بكل محافظاته ووسط اليمن (المرتفعات الجنوبية)، مقابل أن يسلموه الجنوب (انفصال) الا ان تزايد ضغوط الحوثيين عليه جعلته يقدم استقالته لخلط الاوراق.
وذكر فى حوار له مع "مفكرة الاسلام" ان هادي تسلم من إحدى الدول الخليجية مليار دولار، ووزير دفاعه محمد ناصر أحمد تسلم 200 مليون دولار من أجل تسهيل القضاء على القوة العسكرية للإخوان المسلمين في اليمن.
وهذا نص الحوار:
كيف ترى دور علي عبدالله صالح في التخطيط لاستيلاء الحوثيين على حكم البلاد؟
بحسب التسريبات الأخيرة، فإن دور علي عبدالله صالح كان كمن يحاول أن يلحق المركب من الغرق، وعمل علاقات مع الحوثيين لكي يؤمن مستقبل وجوده في اليمن، ومن ثم العملية السياسية، لاسيما وأن صالح يعلم جيدا أنه العدو الأول لجماعة الحوثي نتيجة لشنه ستة حروب عليهم، وطاردهم في جبال مران، ومن يتحمل وصول الحوثيين إلى السلطة بهذه السهولة هو عبده ربه منصور هادي.
هناك من يري أن دولا خليجية دعمت الحوثيين في البداية أو تركتهم من اجل إقصاء الإصلاح من المشهد ثم إعادة ترتيب مساحات النفوذ في ضوء سياسة خليجية مصرية وعربية تهدف لإقصاء الإسلاميين؟
هو ليس إقصاء الإسلاميين، وإنما إقصاء الإسلام السياسي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، ومن دعم إقصاء الإخوان في اليمن دولا خليجية بالفعل، كانت مقايضة بالمال.. فالرئيس هادي تسلم من إحدى الدول الخليجية مليار دولار، ووزير دفاعه محمد ناصر أحمد تسلم 200 مليون دولار من أجل تسهيل القضاء على القوة العسكرية للإخوان المسلمين في اليمن.
هل ترى أن هناك علاقة بين التصعيد الحوثي في اليمن وتراجع أسعار النفط وتأثيرها على إيران؟
لا يوجد علاقة بين ذلك.. فارتفاع النفط العالمي هدفه انهيار اقتصاد روسيا..
ما حجم التفاهم الحوثي الإيراني.. هل نحن إزاء تابع أم حليف؟ وما مستقبل هذه العلاقة؟
البيت الأبيض الأمريكي يقول إنه لا يوجد سيطرة إيرانية على جماعة الحوثي، والحقيقة أن إيران تتحكم بكل صغيرة وكبيرة لدى جماعة الحوثي، وهي جماعة تابعة، ومستقبلها كمستقبل حزب الله في لبنان وربما أكثر من ذلك بحكم الموقع الاستراتيجي الهام لليمن.
بدا في بداية هجمة الحوثيين على المحافظات اليمنية ان الرئيس عبدربه منصور هادي يريد التمسك بمنصبه باي وسيلة حيث لم يقف في مواجهة الحوثيين ...فلماذا استقال ؟
كانت هناك اتفاقا بين الحوثيين وعبده ربه منصور هادي على أن يسلم لهم الشمال بكل محافظاته ووسط اليمن (المرتفعات الجنوبية)، مقابل أن يسلموه الجنوب (انفصال)؛ إلا أن مواطني تلك المحافظات رفضوا الخنوع لمليشيات مسلحة ووقفوا سدا منيعا لتقدم الحوثي إلى مناطقهم، واعتقدت الجماعة أن الطريقة الحالية لعودة الحكم إليهم لم يجد نفعا، واعتمدت على الضغط الشرس على الرئيس بالإسراع في تنفيذ الاتفاق بينهم، وتعيين نائب رئيس جمهورية، فشعر أن الحوثيين يريدون تجريده من كافة الصلاحيات من خلال النائب الذي كان من المقرر أن يعينه، وسيبقى هو رئيس بدون صلاحيات، وبالتالي فإن الاتفاق على تسليم الجنوب له ليحكمه أصبح في خطر، وأعلن استقالته، ليخلط الأوراق.
هل ترى عبده ربه منصور هادي كان مشاركا للحوثيين في مخططهم أو أنه هو فوجئ به وتعامل معه؟
كان مشاركا ومخططا لكل ذلك..
كيف ترى الخطر علي القاهرة من هذا التمدد الحوثي ؟
هناك خطر التمدد الشيعي على القاهرة بعد أن وصل إلى شمال اليمن عن طريق الحوثيين، فمن المؤكد أن إيران تضع مصر في الحسبان، فهي تستضيف شهريا شخصيات مصرية، وتعمل على إحكام سيطرتها في البحر الأحمر بعد أن وصل نفوذها إلى إرتيريا، وهي تزحف رويدا رويدًا إلى مصر.
هناك من يري أن الخليج فوجئ بهجمة الحوثيين ولم يستطيع أن يتعاطي معها ورأى أن الإسلاميين قد لا يستطيعون أن يكونوا شريكا في مواجهته فسعي إلى مواجهة إيران عبر تخفيض سعر النفط. فما تقييمك لذلك؟
الخليج لا يستطيع أن يتحكم بصادراته النفطية حتى يواجه إيران اقتصاديا، من يتحكم بصادرات النفط الخليجي هي الولايات المتحدة الأمريكية، والأخيرة تواجه روسيا لا أكثر.
كيف ترى الموقف الأمريكي من الانقلاب الحوثي علي السلطة؟ وهل ترى أن الولايات المتحدة تريد اعتماد الحوثيين شريكا في مواجهة القاعدة في إطار تغذية الصراع السني الشيعي؟
الولايات المتحدة الأمريكية راضية عما يفعله الحوثي في اليمن، وما يحدث حاليا هو تحت أنظار الاستخبارات الأمريكية، والاتفاق تم بين جماعة الحوثي والاستخبارات الأمريكية في 23 نوفمبر 2014 عندما زار وفدا من الحوثيين واشنطن تحت مسمى بحث مستقبل اليمن السياسي والاقتصادي.
كيف كان دور التفاهمات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي ومواجهة داعش؟
أمريكا لا تريد دخول ايران في مواجهة داعش، لحسبة سياسية دقيقة ستتكشف خلال السنوات القادمة.
كيف تقيم السياسة التي اعتمدها التجمع اليمني للإصلاح من بداية التصعيد الحوثي وحتى الآن؟
التجمع اليمني للإصلاح كان أثناء الحروب الستة التي خاضتها اليمن أثناء رئاسة علي عبد الله صالح، مناصرا لقضية الحوثي بغرض مناكفة النظام، لكن حينما أصبحا شركاء في ثورة 11 فبراير كان "الإصلاح" يعتقد إنه من سيتحكم في اليمن على اعتبار أن جماعة الحوثي مجرد مليشيات لا تفقه شيئا في السياسة، دون أن يعمل حساب المؤتمر الشعبي العام الذي تضرر من ثورة الشباب، وبعد أن أدرك حقيقة الحوثيين وقوتهم بدعم دولي إن صح القول، اعتمد استراتيجية "خذ مني ما تشاء وأتركني أعيش"، أي ضحى بأهم قيادته العسكرية والاقتصادية من أجل أن يبقى الحزب، ويتحمل هو المسئولية التاريخية لما حصل في اليمن حتى اليوم.
ما مستقبل علي عبدالله صالح في المعادلة اليمنية الجديدة.. وهل تتوقع عودته لحكم البلاد أم عودة ابنه كواجهة لحكم الحوثيين؟
علي عبدالله صالح شرب السياسة، ويلعبها بإتقان، وسيكون فاعلا رئيسيا في السياسية اليمنية خلال المرحلة القادمة إن لم يحدث هناك تغيرا وينقلب الحوثي ضده، أما بالنسبة لعودته للحكم فهو لا يريد أن يعود إليه إطلاقا، أما بالنسبة لابنه أحمد فيمكن أن يحالفه الحظ بالرئاسة، لكن لن يكون واجهة لحكم الحوثيين.
كيف تري مستقبل الحراك اليمني ضد الانقلاب الحوثي ؟..هل سيستمر ؟ وهل دوافعه سياسية ام طائفية؟
إن لم يتم التحالف مع علي عبدالله صالح وحزبه "المؤتمر الشعبي العام" سيفشل، ودوافع حراك الشارع اليمني حراك عفوي لا سياسي ولا طائفي.
هل هناك خلاف في الاستراتيجيات تجاه اليمن بين السعودية والامارات وقطر ام هناك تفاهمات؟
هناك خلافات وهناك تفاهمات.. الإمارات والسعودية في مواجهة قطر فيما يخص دعم الأخيرة لثورة الشباب والإخوان تحديدا، والتفاهمات أن أمن اليمن من أمن الخليج، ومواجهة الخطر القادم من جنوب الجزيرة العربية
اسم المقالة:
المؤامرة الكبرى على اليمن 
تاريخ الاضافة:
04/02/2015 
الزوار: 563
الصفحة الرئيسية 
السيرة الذاتية للشيخ 
قســـم الفــتاوى 
قتـــاوى الشيخ 
قســـم المقــالات 
مكتبة الكتب 
ركـــن القـصــص 
الدروس الكتابية 
الـــقــران الــكـريم 
المـكتبة الـمــرئية 
الخـطب والـدروس 
ركــن الانـاشــــيد 
ادعــيــة واذكـــــار 
البرامج الاسلامية 
تــواقيـع اسلامية 
خلفيات اسلامية 
ركــن الــفلاشـات 
شـاشــات تــوقف 
الـجـوال الـدعــوي 
دلـــيــل مــواقــع 
مـركــز التحـمــيـل 
الاحــصـــائــيـــات 
ســجــل الــــــزوار 
اخـبـر صــديــقــك 
اتـــصـــل بــــــنـــا