بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

Duplicate entry '1714733980' for key 'PRIMARY'
موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || فتح الله كولن إذ يتشح بالسواد
::: عرض المقالة : فتح الله كولن إذ يتشح بالسواد :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: فتح الله كولن إذ يتشح بالسواد
كاتب المقالة: عاد مناع
تاريخ الاضافة: 04/02/2015
الزوار: 628

لم يكتسب الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية ذلك الاهتمام واسع النطاق لأبعاده الدينية فحسب، وإنما لتداعياته على مستوى الأنظمة العربية ومؤسساتها الإعلامية كذلك.

فجاء هذا التضامن من قبل حكام العرب مع قتلى الصحيفة بشكل غير مسبوق، فتشابكت الأيدي مع السفاحين في شوارع باريس بدعوى الاحتجاج على الإرهاب، والذي لم يعد له معنى في الأعراف الدولية ولدى أذيال الغرب في بلادنا سوى الإسلام.

وهبِّ كل من يحمل حقدا دفينا ضد الفكرة الإسلامية ليتضامن مع الصحيفة التي طالما أساءت لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، في ظل صمت الجهات الرسمية العربية التي تخشى من الدفاع عن رسول الله من الإشارة إليها باعتبارها أنظمة إسلامية.

ولكن أغرب ردود الفعل تجاه الحدث من قِبل الصحف المحسوبة على الكيانات الإسلامية، موقف وسائل الإعلام التابعة والمنتمية للداعية الإسلامي التركي "فتح الله كولن".

وذلك أن مؤسسات هذا الداعية التركي قد تضامنت مع صحيفة شارلي بصورتين كلاهما أقبح من الأخرى، فقامت أولا صحيفة "زمان" بإصدار أول أعدادها عقب الهجوم باللون الأسود.

وقام ثانيا كتّاب ينتمون إلى جماعة كولن بالتضامن مع صحيفة شارلي والدفاع كذلك عن صحيفة "جمهوريت" العلمانية الأتاتوركية التي نشرت غلاف المجلة المسيئة للرسول بدعوى حرية التعبير عن الرأي.

ولكن ما الذي تهدف إليه جماعة "كولن" وهي التي طالما رفعت دعاوى قضائية ضد صحيفة جمهوريت بسبب إساءتها إلى كولن، وعلى صحيفة شارلي كذلك لتطاولها على الرسول بالرسوم التي عرضتها على صفحاتها سابقا؟ ما الذي تغير؟

الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى النظر إلى ثلاثة أبعاد لا ينفصل أحدها عن الآخر:

من هو فتح الله كولن (كأيديولوجية ومشروع).
علاقة فتح الله كولن بالغرب.

علاقة فتح الله كولن بالنظام التركي الذين يترأسه أردوغان.

أولًا: المنهج والمسار

يطلق على كولن الأب الروحي والعمود الفقري للإسلام الاجتماعي في تركيا، وهو صاحب توجه صوفي ورثه عن الداعية والمصلح التركي "بديع الزمان النورسي"، والذي أثرت أفكاره وتعاليمه ومؤلفاته في شخصية كولن.

وكان لهذا التكوين أثره في تحذير كولن من الاشتغال بالسياسة سائرا على ذات الخطى للنورسي، واعتبر كما حال أصحاب التوجه الصوفي أن ممارسة السياسة خيانة للبناء الروحي.

ويتلخص منهج كولن في الاهتمام والتركيز على القيم الروحية، والتعاطي مع العلوم الحديثة، ونشر الثقافة التركية، والانفتاح على العالم، والحوار مع الأديان، وفي المقابل لا يرى تنفيذ الدولة للقانون الإسلامي بل ويعارضه، ويرى أن الدين مسألة شخصية، وأنه لا ينبغي فرضه في إطار قانوني ودستوري على جميع السكان على اختلاف مللهم.

وليس هدف كولن وجود دولة إسلامية، ولكنه ينادي ويعمل على "تركنة الإسلام"، أو ما يطلق عليه الإسلام الأناضولي، في إطار قومي بعيدا عن إسلام العرب، فهو يرى أن إسلام الأتراك مزيج من الإسلام والقومية التركية، مخالفا في ذلك رؤية نجم الدين أربكان من كون العالم الإسلامي وحدة واحدة.

ولا يرفض كولن العلمانية، ويذهب إلى الحفاظ على تركيبة الشعب التركي بكل مكوناته لحفظ إرثها العثماني الذي اتسع للتنوع الإثني والديني واللغوي.

فالرجل يسعى لجمع الإسلام والقومية والليبرالية في سلة واحدة، أنشأ لاحتضان تلك الأفكار حركته عام 1990 والتي تعرف باسم "خدمة"، تعيش على أفكار ومؤلفات كل من النورسي وكولن.  

وتملك جماعة كولن ما يزيد على 1500 مؤسسة تعليمية بمختلف مراحل التعليم، إضافة إلى 15 جامعة، وذلك في أكثر من 140 دولة حول العالم، منها أمريكا.

هذه المدارس ليست كما يظن البعض أنها مدارس دينية، بل إن مناهجها تتفق مع البرامج التعليمية التركية العلمانية، مع التركيز على القيم الروحية، وتدرس المناهج باللغة الانجليزية ولغة البلدة التي تتواجد فيها المؤسسة التعليمية بالإضافة إلى لغة اختيارية منها اللغة التركية.

فالنموذج التعليمي الذي يقدمه كولن في مدارسه يحتوي على عدة عناصر:" الميراث العثماني، والميراث العلماني، واقتصاد السوق، والديمقراطية".

كما تمتلك جماعة كولن العديد من الصحف والقنوات الفضائية، والعديد من المؤسسات التجارية والثقافية.

ثانيا: كولن والغرب

لاقى توجه كولن ترحيبا لدى النخب العلمانية في تركيا، وهو ما سمح لمؤسساته بالتمدد، بل إن القضاء برأ ساحته من تهمة العمل على أسلمة تركيا وتقويض علمانيتها، وسبق له وأن اعترف بأنه علماني مسلم لا يعادي العلمانية.

وكان هذا المسار الآمن لـ كولن بسبب طبيعة حركته النائية عن الإسلام السياسي الذي كان مسارا للإصلاحيين الأتراك مثل مندريس وأربكان ومن بعدهم أردوغان وحزبه.

وكذلك وجد الغرب ضالتهم في حركة كولن، المنفتحة على الغرب، حيث يرى كولن ضرورة إقامة الحوار مع الأديان واستبعاد صفة العداء في التعامل مع أمريكا وإسرائيل والدول غير الإسلامية، حيث أنها قوى يجب التعامل معها، لكنه يقبل بالتماهي مع هذه الدول التي تعتبره ممثلا عن الإسلام الوسطي.

الإسلام الوسطي لدى الغرب يعني أمرين: البعد عن الإسلام السياسي، والقبول بالتعايش بالإسلام وفق القيم والمصالح الغربية، وهما ما توافرا في توجه كولن.

فمؤسسة راند-على سبيل المثال- في تقرير بها بعنوان "إسلام حضاري ديموقراطي"، قسمت العالم الإسلامي إلى: المتشددون، والتقليديون، والمجددون، والعلمانيون.

وأوصت في التقرير -باعتبارها مؤسسة قريبة من دوائر صناعة القرار في أمريكا- بضرورة دعم أمريكا تيار المجددين وعلى رأسهم فتح الله كولن.

ومن ضمن ما قالته المؤسسة عن كولن:

"يقدم فتح الله كولن صيغة لتحديث الإسلام شديدة التأثر بالصوفية، ويركز على التنوع والتسامح واللاعنف".

"ويشجع القائد الديني التركي (فتح الله كولن) الإسلام الصوفي الحديث المعتدل، حيث إنه يعارض تنفيذ الدولة للقانون الإسلامي مشيراً إلى أن معظم اللوائح الإسلامية تتعلق بالحياة الخاصة للأفراد، ويهتم القليل منها بأمور الحكم، فالدولة كما يعتقد هو لا ينبغي أن تطبق أو تنفذ الشريعة الإسلامية؛ لأن الدين مسألة شخصية".

فاهتم الغرب وخاصة أمريكا بالرجل الذي يدعو للحوار مع الأديان، والذي تقابل مرتين مع البطريرك "بارثولوميوس" رئيس البطريركية المسيحية الأرثوذكسية اليونانية باسطنبول، وزار بابا الفاتيكان في روما عام 1998، كما تلقى دعوة بزيارة الحاخام الإسرائيلي.

لذلك حظي كولن بثناء الساسة الأمريكان مثل كلينتون وبيكر وأولبرايت، وداليا مجاهد مستشارة الرئيس الحالي باراك أوباما، وأنشئت في أمريكا التي يعيش فيها حاليا العديد من الجامعات باسمه.

ثالثا: بين كولن وأردوغان

لـ فتح الله كولن أتباع قد يصل عددهم إلى 4 مليون داخل تركيا، متوغلين في مؤسسات الدولة منها الشرطة والقضاء والجيش إلى جانب الإعلام وغيره من المؤسسات الثقيلة، بالإضافة إلى العديد من رجال الأعمال الأقوياء، فهو يتمتع بنفوذ قوي في تركيا.

وكان الجميع ينظرون إلى العلاقة بين أردوغان وكولن على أنها علاقة التلميذ بأستاذه، باعتبار الجذور الإسلامية المشتركة، وأن ذلك-وفق هذه النظرة- سيترتب عليه الإسهام القوي لحركة كولن بكل مؤسساته في المجتمع المدني، ورموزها ونخبها المتنفذة في الواقع التركي، في المشروع الذي يبني به أردوغان وحزبه تركيا الحديثة بعد استعادة هويتها.

ولكن كشفت العملية الأمنية التي شهدتها تركيا في 17 ديسمبر 2013 التي استهدفت رموز حكومة أردوغان وقيادتها بدعوى مكافحة الفساد، عن تورط كولن في قيادة ما عرف بالكيان الموازي، والذي تم خلاله التحالف بين كولن وحزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي، بمباركة خارجية من قبل الكيان الصهيوأمريكي الذي ترتعد فرائصه من خروج تركيا عن مسار التبعية.

لقد نشب الخلاف السياسي بين الرجلين قبلها بأعوام، حيث لا يرى كولن انتقاد السياسات الأمريكية أو الإسرائيلية، لدرجة أنه أدان أسطول الحرية الذي استهدف كسر الحصار على غزة، وشدد على ضرورة الحصول على الموافقة من إسرائيل لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.

لكنّ هذا الخلاف لم يرق إلى أن تتجه الحكومة التركية لملاحقة كولن وجماعته إلا بعد محاولة الانقلاب، حيث قامت السلطات التركية باعتقالات في صفوف رجال الجيش والشرطة والقضاء والإعلام لتطهيرها من عناصر الكيان الموازي، ودعا أردوغان إلى مقاطعة مدارس الحركة باعتبارها المحضن الذي ينتج أفراد الكيان والتي تتوغل داخل مؤسسات الدولة.

الكيان الموازي لماذا؟

"فتح الله كولن صاحب مشروع وسطي" هكذا يرى كولن نفسه وفق تكوينه المنهجي الذي يتعايش بمقتضاه مع الآخر، ويؤكد على حوار الأديان وعدم وجود ضرورة لدولة إسلامية، وهكذا يراه الغرب الذي له معاييره سالفة الذكر لتحديد الإسلام الوسطي.

فهو إذا صراع مشاريع، بين كولن الذي يلتقي مع الفكرة الغربية في كثير من مفرداتها، وبين أردوغان الذي يسعى لاستعادة الهوية الإسلامية بالتدريج وخرج عن مسار التبعية لأمريكا والغرب، بما يجعلنا نقول أن كولن تم استغلاله من قبل أمريكا والغرب لعرقلة مسيرة أردوغان، انطلاقا من تبنيها دعم الإسلام الوسطي –وفق تصنيفاتها- ليكون بديلا عن الإسلام السياسي.

ومن ناحية أخرى فهناك ضمن الشرائح المؤثرة المكونة لحركة كولن فئة رجال الأعمال، والتي ترغب في جني مزيد من الأرباح من ثمار الدولة عن طريق برامج التجارة الخارجية والأشغال الحكومية، ما يجعل هناك عدم اتفاق بين الطرفين، وهو ما أشار إليه "غونتر زويفرت" الخبير الألماني في الشؤون التركية من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية.

عودة إلى الصحيفة والسواد:

لعل ما سبق يجعل الصورة واضحة لتفسير هذا التضامن من قبل صحيفة زمان والمؤسسات الإعلامية، مع صحيفة شارلي ومن يدافع عنها، حيث أخذت جماعة كولن خطا واضحا في التعامل مع نظام أردوغان ومع الغرب الداعم لها في ذات الوقت.

فهي تعارض نظام أردوغان وتتوافق مع معارضيه، وتتقارب مع الغرب الذي أسهم بصورة أساسية في انتشار حركة فتح الله كولن.

وأخيرًا: صحيفة زمان ليست هي من سودت طبعتها وتاريخها، وإنما هو كولن الذي لوث تاريخه واتشح بالسواد.

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 1008181

تفاصيل المتواجدين