بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || لا شماتة في الميدان
::: عرض المقالة : لا شماتة في الميدان :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: لا شماتة في الميدان
كاتب المقالة: وائل قنديل
تاريخ الاضافة: 07/12/2014
الزوار: 515

لم يكن الثوار بحاجة إلى التجرد، والترفع عن المعاتبات، وتبادل الاتهامات المعلّبة، كما هو الحال الآن، ولم يكن المجتمع المصري في احتياج إلى المحافظة على ما تبقى من حس إنساني، مثل هذه اللحظة.لقد أتت حرائق الانقلاب على محصول الإنسانية، فأوجدت مجتمعاً مشوّهاً، صارت الكراهية فيه عملة رائجة، وسبيلاً للانتقام والصعود الاجتماعي، أحياناً.ولقد كشفت اللحظة التالية لتبرئة حسني مبارك ونظامه، عن انقسام مجتمعي حادّ، من نوع جديد، حيث يغيب التصنيف السياسي، ويحضر الفرز الإنساني، فالمصريون باتوا معسكريْن، الأول يحاول الاستمساك بالفطرة الإنسانية السوية، والثاني لم تعد تعنيه، أصلاً، فكرة العدالة والإنسانية، إذ نجحت آلة الانقلاب في إعطاب آلة الإحساس بالظلم والألم مما يحدث، حيث بلغت الفظاظة حداً لم يعرفه مجتمع إنساني قط.إن مصر لم تنم ليلة التعري مدفوع الأجر لمواطن من أتباع مبارك، في أحداث الاتحادية، إبان حكم الدكتور محمد مرسي، وأذكر أنني، في تلك الليلة البائسة، قلت إنه لو طلع النهار على وزير الداخلية في منصبه، يكون النظام كله بلا شرعية. صحيح أنه تبين، فيما بعد، أن ذلك "المسحول" كان يؤدي مشهداً مثيراً في سينما التحضير للانقلاب، وأن ما بينه وبين وزارة الداخلية كل الود وكل التعاون الوثيق، إلا أن قطاعاً واسعاً من المصريين اهتز من أعماقه ولفّه الحزن، وهو يشاهد الواقعة على مختلف الشاشات، بإخراج واحد تقريباً.كان ذلك في الأيام الأخيرة، قبل إشعال عمارة ثورة يناير، تمهيداً لبناء أبراج الانقلاب، أما الآن فصار عادياً أن يتم اغتصاب طالبات في المعتقلات، وفي مدرعات الشرطة بعرض الطريق، من دون أن تهتزّ الضمائر الثورية المحترفة، وأن تبتر ساق طالبة صغيرة، اسمها أسماء جميل، على يد الشرطة، فلا تقوم قيامة بارونات التغريد على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يصبح الحكم بإعدام المئات ألذ من تناول المقرمشات، فلا ينتفض أحد ضد اغتيال العدالة.وهذا هو الفارق بين أخلاق الثورة وأخلاق الانقلاب، وكما قلت في بدايات التصحر الإنساني عقب الثلاثين من يونيو، فإن ثورة يناير لم تستحل الدماء والمنشآت والممتلكات، ولم تتعامل مع أتباع مبارك، باعتبارهم احتلالاً، يجب تطهير مصر منه.. ثورة يناير لم تطرب لقتل مؤيدي النظام، ولم ترقص فرحاً فوق جثثهم، ولم تستحلّ دماءهم، أو تسترخصها، وتعتبرها بلا ثمن.ثورة يناير واجهت بطش الشرطة، وتصدّت، وهي عزلاء، لكل آليات القتل والتنكيل بالهتاف والاصطفاف، ليس صحيحاً أنها اتخذت الحرق والقتل والعنف منهجاً لمقاومة أشرس منظومة أمنية، فرمت أجساد المتظاهرين بمدرعاتها، ونكلت بفتيات وشباب فى سراديب مظلمة وكهوف سفلية.ثورة يناير جسدت أرقى تجليات الإنسانية المصرية، وقيم التحضر المحترمة، لم نسمع أن ثوار يناير رقصوا فوق جثة خصم لهم، أو مثلوا بها، ولم نعرف أن صوتاً منها خرج يستبيح روحاً مصرية، أو يستحل جسد إنسان.ولكل ذلك يصبح من أوجه الخيانة لثورة يناير أن تستسلم فصائلها لروح الشماتة ورياح المعاتبات الصغيرة التي اندلعت عقب الحكم ببراءة مبارك، فالحاصل أن اللحظة باتت أكبر وأجل من أن تفسدها تلك المهارشات الصغيرة، خصوصاً مع استدعاء سلطات الانقلاب لميليشيات "المواطنين الشرفاء" لمحاربة بواكير تجمعات الاصطفاف الثوري التي بدأت، بعد أن أطلّت مومياء مبارك المتوحشة مجدداً.لقد أخطأ الجميع سابقاً، لكن الخطأ سيصبح جريمة إذا استسلم شركاء الثورة للعبة "اعتذر أنت أولا"، هذا لغو لا يفيد أحداً إلا الخصوم الأوغاد

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 995573

تفاصيل المتواجدين