بدأ الشاب إسماعيل الحلاق (16 عاماً)، تلقّي تدريبات في موقع عسكري لكتائب "القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، من بين آلاف سجلوا في "الجيش الشعبي"، الذي يُراد له أن يكون سنداً للمقاومة في حال اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة بشكل كامل، كما هدد مسؤولون إسرائيليون سابقاً.ومنذ أيام، شرعت كتائب "القسام" بتدريب آلاف الفلسطينيين من جيل الشباب في مواقعها، بعد إعلانها عن دعوة للانضمام إلى "الجيش" في المساجد والشوارع الرئيسية بالقطاع، الذي واجه أخيراً عدواناً إسرائيلياً دام 51 يوماً.وفي الموقع التدريبي المسمى "الجدار"، شمال قطاع غزة، يقف مدرب "القسام" ليعطي تعليمات للشباب الذين سجلوا أسماءهم للتدريب.يبدأ بالتحدث إليهم عن أهمية بناء الجسد والاهتمام بتنمية القدرات العقلية والمواهب الخاصة، ثم يشرح عن بعض الأسلحة الخفيفة التي سيجري تدريب الشباب الغزاويين عليها.يقول الحلاق، لـ"العربي الجديد"، "أتيت إلى التدريب، من أجل الاستعداد للمرحلة المقبلة. وإذا تطلب الأمر فأنا جاهز لأكون في المعركة مع أبناء شعبي من المقاومين ضد الاحتلال".بدت علامات الارتياح مرسومة على وجه الشاب الحلاق، الذي يتمنى أن يكون على قدر المسؤولية، لتضمه فصائل المقاومة إلى أذرعتها العسكرية حين يكبر، على حد قوله.أما الشاب محمد عبيد (18 عاماً)، وهو شقيق شهيد، فيقول إنه جاء لتعلم العقيدة العسكرية للمقاومة "ليجهز نفسه ليكون على درب أخيه الشهيد". يطمح محمد لأن يأخذ بثأر الشهداء الذين قتلتهم إسرائيل بدم بارد في غزة، خلال الحروب الثلاثة التي شنتها على القطاع في ست سنوات.ويقول المدرب العسكري، المكنى بأبي إبراهيم، وهو أحد مدربي كتائب "القسام"، لـ"العربي الجديد"، إنهم "بدؤوا مع الطلبة بمرحلة التثقيف والرياضة البدنية، من أجل تأسيسهم بشكل جيد لتحمل الأعمل الشاقة والأعباء. ولكي يكون جسم الجندي ذا لياقة بدنية صلبة تؤهله ليكون جندياً في حرب شوارع، وإن تطلب الأمر اقتحام مبانٍ". "يهدف التدريب الذي يتلقاه الشباب إلى الحفاظ عليهم في ظل المغريات الكثيرة التي يواجهونها" من جهته، يؤكد أحد مسؤولي التدريب في كتائب "القسام"، ويكنّى بأبي الحسن، لـ"العربي الجديد"، أن التدريب الذي يتلقاه الشباب يهدف إلى "الحفاظ عليهم في ظل المغريات الكثيرة التي يواجهونها"، إلى جانب أنها "جزء من التجنيد وعسكرة الشباب الفلسطيني لأي حرب مع العدو الصهيوني".ويشير أبو الحسن، إلى ضرورة "احتواء الشباب الفلسطيني الناشئ في صالح ولخدمة القضية الفلسطينية حتى لا يكونوا عبئاً عليها".يدرك القيادي القسامي أن مغريات كثيرة توجه للشباب الفلسطيني لحرفهم عن بوصلتهم، وواجب الجميع أن يواجهها كل في تخصصه وبقدراته.ويلفت القيادي، إلى أن المتدربين يتلقون تدريبات على "السلاح والقنابل وسلاح الدروع والهندسة والأنفاق وفنون قتال الشوارع". وأكد أن "الإقبال فاق التوقعات، فنسبة الإقبال أكبر مما توقعنا واضطررنا لإغلاق باب التسجيل لضيق الأماكن التدريبية".وتستمر الدورة التدريبية الواحدة سبعة أيام، بواقع أربع ساعات تدريبية يومياً في مواقع كتائب "القسام" في المناطق. وستكون الدورة تأسيسية وإن استدعى الأمر سيتم فتح باب التسجيل مجدداً للتدرب فيها. وتعهدت "القسام" باحتواء أي متدرب يثبت قدراته في صفوفها.ووفق أبو الحسن، فإن لهؤلاء الشباب دورا كبيرا وفعالا في حرب الشوارع، التي قد تحدث في حال اجتياح الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة.وتبدو خطوة كتائب "القسام"، بعد تهديدات واسعة خلال العدوان الأخير، بتكرار تجربة الاجتياح الشامل للضفة الغربية في عام 2002 على القطاع. وهو ما يعني حاجة المقاومة إلى جيش شعبي يواجه الاحتلال، خصوصاً أن "القسام" أعلنت خلال الحرب الأخيرة عن تصنيعها 250 ألف قنبلة يدوية لمواجهة مثل هذه الحر: