أصدر حزب التجمع اليمني للإصلاح بيانا بشأن التطورات
والأحداث الأخيرة التي جرت في العاصمة صنعاء، أدان فيه الانتهاكات الواسعة التي ارتكبها الحوثيون
بعد احتلال صنعاء والمؤسسات الحيوية بها، بحق سكان العاصمة من ترويع ونهب في ظل عجز
القوات الحكومية.
وتطرق البيان إلى
الانتهاكات التي لحقت بحزب التجمع اليمني للإصلاح وأفراده ومؤسساته، مؤكدا على
استمرار الحزب في سياسته السلمية دون الخوض في صراعات تكرس لمزيد من العنف
والاضطرابات.
وأكد الحزب على رفض "التساهل واللامبالاة الذي
تعاملت به الجهات المعنية بحماية العاصمة تجاه محاصرتها وتطويقها من قبل المسلحين
الحوثيين تحت ذرائع مفتعلة إلى تمكين مليشيات الحوثي من عملية المهاجمة والتطويق
المباشر لعدد من المعسكرات ووحدات الجيش وتعريض قياداتها لضغوطات الترغيب والترهيب
وسهلت أجواء الخذلان والتواطؤ ووقوع الكارثة التي لن يبرأ الوطن من آثارها
بسهولة".
وفيما يلي نص
البيان:
"وقفت
الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح أمام الأحداث والتطورات الأخيرة التي جرت في
العاصمة صنعاء وتداعياتها المستمرة جراء ما أقدمت عليه مليشيات الحوثي والمجاميع
القبلية المسلحة التابعة لها قبيل وبعد التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية
من اجتياح مسلح للعاصمة صنعاء، والاستيلاء والسيطرة على العديد من مؤسسات الدولة
السيادية وما نجم عن ذلك من سقوط المئات من القتلى والجرحى عسكريين ومدنيين، والسطو
والنهب والدمار الهائل الذي طال الكثير من المعسكرات والمؤسسات والممتلكات الخاصة
والعامة، والمقرات الحزبية، والخيرية والعلمية والإعلامية الرسمية
والخاصة.
إضافة إلى ما
جرى من ممارسات انتقامية من الخصوم السياسيين ومن انتهاك مشين وعلى نطاق واسع
لحرمات وبيوت ومساكن المواطنين، وتعرضها للنهب وترويع النساء والأطفال والأمنيين في
منازلهم، وغير ذلك من الممارسات التي جرت في ظل حالة غير مسبوقة من التخاذل وتخلي
وعجز الدولة بمختلف أجهزتها عن القيام بواجبها في حماية المواطنين وممتلكاتهم
والحفاظ على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والحفاظ على المعدات والأسلحة الثقيلة
والعتاد العسكري والحربي وغيرها.
لقد أدى التساهل واللامبالاة الذي تعاملت
به الجهات المعنية بحماية العاصمة تجاه محاصرتها وتطويقها من قبل المسلحين الحوثيين
تحت ذرائع مفتعلة إلى تمكين مليشيات الحوثي من عملية المهاجمة والتطويق المباشر
لعدد من المعسكرات ووحدات الجيش وتعريض قياداتها لضغوطات الترغيب والترهيب وسهلت
أجواء الخذلان والتواطؤ ووقوع الكارثة التي لن يبرأ الوطن من آثارها
بسهوله.
إنما فاقم من
فداحة تلك الممارسات ونتائجها الكارثية على الوطن إنها أولا جاءت بعد أن جلس
اليمنيون على طاولة حوار وطني توافقوا جميعا على مخرجاته بما في ذلك نبذ العنف،
وجاءت ثانيا في ظل ما تشهده عموم المنطقة من احتقانات طائفية يجري توظيفها هنا
وهناك لإغراق أمتنا وشعوبنا في مستنقع الصراعات والتمزقات
الطائفية.
ووسط هذه
الأجواء القاتمة والمؤلمة تعرض التجمع اليمني للإصلاح لممارسات العدوان على مقراته
وبيوت الكثير من قياداته وأعضائه بصورة ممنهجة استهدفت جر الإصلاح إلى منزل العنف
والصراع، لكننا أثرنا الحفاظ السلم الاجتماعي واللحمة الوطنية وتجنب الزج ببلادنا
في أتون الحرب الأهلية ومن أجل أن تستمر العملية السياسية القائمة على المبادرة
الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وفي هذا المقام فإن الأمانة العامة للإصلاح
تعبر عن بالغ تقديرها لكل أعضاء وقيادات الإصلاح على تحليهم بالصبر وضبط النفس وعدم
الانجرار إلى دوامة العنف المدمرة.
وحيال ما سبق فإن التجمع اليمني للإصلاح
يؤكد على ما يلي:
يدين
ويستنكر بشدة كل تلك الوقائع والممارسات التي بدا معها وكأن كل ما صنعته فترة
الحوار الوطني وما فتحته من آمال وصاغته من آفاق لبناء الدولة المدنية التي طالما
حلم بها اليمنيون قد تم تقوضها بهذا الاعتداء الغاشم.
يشعر بالأسى والحزن على كل الضحايا من
مدنيين وعسكريين، فكل الدماء التي سفكت هي دماء أبنائنا وإخواننا، غير أنه يرى أن
الواجب الوطني يحتم علينا أن نخص بالإشادة أولاً أولئكم الضباط والأفراد الذين
واجهوا تلك الأعمال الهمجية وقاوموا بثبات وبسالة وبذلوا أرواحهم ومهجهم ودماءهم
منذ أول هجوم على العاصمة قياماً بواجبهم الوطني والدستوري والقانوني في الدفاع عن
الشرعية وحماية المؤسسات وقيادات الدولة ونال منهم الشهادة من نال وبقي منهم من بقي
رمزاً للثبات والبطولة وسيظلون جميعاً في ذاكرة الأجيال، تغمد الله كل شهداء الواجب
بواسع رحمته ومن على الجرحى منهم بعاجل الشفاء.
يقدر بكل فخرج واعتزاز الموقف الوطني
المسئول الذي تحلت به قيادات وأفراد الوحدات العسكرية التي استعصت على كل ضغوطات
الترغيب والترهيب وحافظت على تماسكها وانضباطها العسكري مما مكنها من الحفاظ على
معداتها وعتادها العسكري وجاهزيتها القتالية الكاملة.
إنه على الرغم من تلك الكارثة التي حلت
بشعبنا ووطننا فقد جاء اتفاق السلم والشراكة الوطنية ومللحقه الأمني والعسكري الذي
وقعته كافة المكونات السياسية ليؤكد على التسامح والتصالح والتعايش والتشارك بين
اليمنيين جميعاً ونبذ العنف ونهج القوة في العمل السياسي ونزع السلاح الثقيل
والمتوسط من الأفراد والجماعات.
وإن التجمع اليمني للإصلاح وهو يؤكد
التزامه التام نصاً وروحاً بهذا الاتفاق ليمد يده لكل شركاء الوطن لاسيما المكونات
الموقعة على هذا الاتفاق للعمل معاً وسوياً بروح الشراكة الوطنية لتنفيذ كافة بنوده
وفقراته على طريق التنفيذ الجاد والكامل لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتحقيق
أهداف وتطلعات شباب وشابات ثورة 11 فبراير 2011م الشبابية الشعبية السلمية وصولاً
إلى دولة يمنية مدنية اتحادية يسودها القانون ويتحقق فيها العدل والمواطنة
المتساوية.
يقدر الإصلاح
لعدد من القيادات السياسية لمكون الحوثيين على ما بذلوه من جهود في احتواء ومعالجة
العديد من الانتهاكات التي مورست بحق الإصلاح والتخفيف من
آثارها.
يدعو الإصلاح
الشعب اليمني كافة إلى التعاون والعمل المشترك من أجل تعزيز وتقوية مركز الدولة
وبسط هيبتها وسلطتها على كل ربوع الوطن وفقاً للدستور والقانون ويحذر من مغبة
التمادي في الممارسات التي من شأنها إضعاف الدولة وإعاقة بنيانها، كما يدعو أبناء
الشعب إلى التعاون والتكاتف والتكافل للتخفيف من آثار ما حدث.
تدعو الأمانة العامة كل أعضاء وقيادات
الإصلاح إلى تجاوز ما تعرضوا له والانطلاق نحو مستقبل رحب مجسدين قيم الإسلام
العظيم بعيداً عن الاستجابة للصراع والتعصب المقيت، والتعاون لبناء يمن آمن ومستقر
ومزدهر.
إن الأمانة
العامة للإصلاح تغتنم هذه المناسبة لترفع تهانيها إلى الشعب اليمني بأعياد ثورتي
سبتمبر وأكتوبر وقدوم عيد الأضحى المبارك سائلين المولى عز وجل أن يجنب شعبنا
ووطننا الشرور والفتن والشقاق. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
صادر عن الأمانة العامة للتجمع اليمني
للإصلاح
صنعاء - الثلاثاء
6 من ذي الحجة 1435هـ الموافق 30 من سبتمبر
2014م"