باركت هيئة علماء المسلمين في العراق، التي تعد أعلى مرجعية لأهل السنة هناك، "الانتصارات الباهرة" التي حققها الثوار في مدينة الموصل، شمالي البلاد، مطالبةً بـ"الحفاظ على الأمن والاستقرار في محافظة نينوى وحفظ سلامة المواطنين فيها والرفق بهم".
وقالت الهيئة في بيان لها تلقت مفكرة الإسلام نسخة منه: "كما هو متوقع تهاوت قوات المالكي وأجهزته الأمنية أمام ضربات الثوار في مدينة الموصل؛ لتؤكد الأحداث أن الخائن خائف والظالم لا ينجو بفعلته مهما طال الزمن".
وأضافت: "لقد فرت قوات المالكي وفر شركاؤه السياسيون كما هي العادة، وتأكد للقاصي والداني أن هؤلاء ليسو رجال دولة وأنهم لا يعدون كونهم أدوات كانت تنفذ لأسيادها في خارج العراق مخططاتهم وأطماعهم مقابل فتات يحصلون عليه منها ليس إلا... فروا وتركوا وراءهم الكثير من أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بما في ذلك الطائرات والدبابات والمدافع؛ ليغنمها أهلها الجديرون بها، وتركوا أهالي المدينة خلفهم بلا راع وهم الذين تعهدوا بحمايتهم والذود عنهم".
وباركت الهيئة "للثوار بكل فصائلهم وعناوينهم هذه الانتصارات الباهرة التي تقر بها العيون وتطمئن لها القلوب"، مؤكدةً أن "المهمة لم تنته بعد، فالظالم يجب أن يلاحق في كل مكان وتطهر من أدرانه أرض العراق كل العراق، من دون استثناء لدين أو مذهب أو مكون".
وحثت "جميع الشباب القادرين على حمل السلاح الالتحاق بصفوف الثوار؛ لأداء واجبهم في تطهير الأرض من فلول الظالمين وإعادة الحق إلى نصابه".
وفيما يلي نص البيان:
بيان رقم (996) المتعلق بالانتصارات الباهرة التي حققها الثوار في مدينة الموصل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فكما هو متوقع تهاوت قوات المالكي وأجهزته الأمنية أمام ضربات الثوار في مدينة الموصل؛ لتؤكد الأحداث أن الخائن خائف والظالم لا ينجو بفعلته مهما طال الزمن.
لقد فرت قوات المالكي وفر شركاؤه السياسيون كما هي العادة، وتأكد للقاصي والداني أن هؤلاء ليسو رجال دولة وأنهم لا يعدون كونهم أدوات كانت تنفذ لأسيادها في خارج العراق مخططاتهم وأطماعهم مقابل فتات يحصلون عليه منها ليس إلا.
فروا وتركوا وراءهم الكثير من أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بما في ذلك الطائرات والدبابات والمدافع؛ ليغنمها أهلها الجديرون بها، وتركوا أهالي المدينة خلفهم بلا راع وهم الذين تعهدوا بحمايتهم والذود عنهم.
إن هيئة علماء المسلمين إذ تبارك للثوار بكل فصائلهم وعناوينهم هذه الانتصارات الباهرة التي تقر بها العيون وتطمئن لها القلوب، وتسأل الله أن يثبت أقدامهم، ويسدد رميهم، فإنها تبين ما هو آت:
أولاً: إن المهمة لم تنته بعد، فالظالم يجب أن يلاحق في كل مكان وتطهر من أدرانه أرض العراق كل العراق، من دون استثناء لدين أو مذهب أو مكون.
ثانياً: ستضاف بهذا الانتصار مهمة جديدة ومن نوع آخر إلى عاتق الثوار، وهي الحفاظ على الأمن والاستقرار في محافظة نينوى وحفظ سلامة المواطنين فيها من كل المكونات والأطياف والرفق بهم والاجتهاد في التخفيف عنهم وتوفير الحاجات الأساسية لهم بالمستطاع، وإدخال الطمأنينة إلى نفوس الجميع، وحماية مؤسسات الدولة والأموال العامة، وتغليب لغة العفو على لغة الثأر والانتقام؛ مراعاة لحرمة الدماء البريئة.
ثالثاً: على جميع الشباب القادرين على حمل السلاح الالتحاق بصفوف الثوار؛ لأداء واجبهم في تطهير الأرض من فلول الظالمين وإعادة الحق إلى نصابه، فلابد أن يشترك الجميع في هذا الشرف الكبير الذي سيذكر لأهله ويكتبه التاريخ، وقبل ذلك يسجل عملا صالحا في صحائف العباد؛ ليكون لهم - إن أخلصوا - شفيعاً يوم القيامة.
رابعاً: على أهلنا في مدينة الموصل تقديم الدعم الكامل للثوار، وإبداء الخدمة لتشكيلاتهم وتقديم العون لهم، وعدم الوقوع في فخ الشائعات المغرضة أو في دائرة الخوف والارتباك، وعدم ترك منازلهم إلا من يشير عليه الثوار بذلك، كما عليهم أن يتابعوا جميع بيانات الثوار وإرشاداتهم، ولاسيما بيانات المجلس العسكري العام، وليتذكروا أن التاريخ سيذكر وقفتهم بكل فخر واعتزاز.
وأخيرا وليس آخرا فإن هيئة علماء المسلمين تسأل الله سبحانه أن يمن على العراقيين بيوم النصر الكبير الذي تتحرر فيه كل أرضهم وتعود إليهم سيادة البلاد، ويعيشون فيه معاً بكل فئاتهم ومكوناتهم، لا ينال من وحدتهم عدو، ولا يسوء حالهم صديق.
( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
الأمانة العامة
11شعبان /1435 هـ
9/6/2014 م