سقط ستة قتلى في اشتباك مسلح فجر الأحد بين الجيش التونسي ومسلحين مجهولين بمحافظة المنستير شرق العاصمة، بعد أقل من 24 ساعة من اندلاع اضطرابات داخل سجن بالمحافظة ذاتها قتل فيها العشرات من النزلاء إثر اندلاع حريق أثناء محاولتهم الفرار.
ونقلت وكالة "يونايتد برس إنترناشونال" عن شهود عيان، إن اشتباكًا مسلحًا وقع في بلدة الوردانين في محافظة المنستير بين وحدة من الجيش ومسلحين مجهولين كانوا في ثلاث سيارات، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقال تاج عزيزي أحد الشهود، إن مسلحين مجهولين وصلوا على متن ثلاث سيارات إلى أحد أحياء بلدة الوردانين فجرًا، وقدموا أنفسهم للجان الحماية الشعبية على أنهم من أفراد الجيش التونسي.
وأضاف إنه عندما طلب من المسلحين إبراز هوياتهم فتحوا النيران عشوائيًا، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى على الفور هم: فيصل شنيوي ومحمد زعبار ومعز الكعبارجي، بالإضافة إلى سقوط العديد من الجرحى قبل أن قفر المسلحون في سياراتهم.
وذكر أن الجيش طارد المسلحين واشتبك معهم ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى منهم عرف منهم المدعو "بديع" وهو أحد أعوان الحرس الوطني التونسي سابقًا.
وتجوب مجموعات من المسلحين الشوارع التونسية ليلاً بسيارات وتنشر الرعب بين السكان من خلال إطلاق النيران، ويسعى الجيش للقضاء على نشاط المسلحين الذين يعتقد أنهم من عناصر الحرس الرئاسي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وكان الجيش التونسي ألقى ليلة السبت القبض على نحو خمسين من الحراس الشخصيين للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، في ولاية تطوان (500 كلم جنوب العاصمة تونس).
في الأثناء، استمر الجيش التونسي الأحد في ملاحقة عناصر الحرس الشخصي لبن علي. وقنلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في تونس قبل ظهر الأحد إن عناصر الحرس الشخصي ترفض تسليم نفسها. وأضافت أن دوي طلقات الرصاص الذي سمع مجددا ليل السبت له علاقة على ما يبدو بتصدي الجيش للحرس الشخصي. ولم يعرف بعد عدد الجرحى أو القتلى جراء الاشتباكات.
وقال مصدر صحفي بمدينة تطوان: "اعتقلت قوات الجيش الوطني نحو خمسين من الأمن الرئاسي (الحرس الشخصي) لبن علي عندما كانوا هاربين نحو ليبيا على متن سيارات لا تحمل لوحات (معدنية)". وأوضح أن عددا منهم "نقلوا إلى المستشفى بعد أن أصيبوا بجراح جراء تعرضهم إلى أعيرة نارية خلال مواجهات مسلحة وغير متكافئة مع قوات الجيش التي أحكمت السيطرة عليهم".
وأضاف المصدر أن نحو عشرة آخرين من حرس الرئيس الهارب فروا إلى الجبل هاربين على متن سيارات وأن الجيش يتعقبهم، مشيرا إلى أن العديد من "رموز النظام البائد" حاولوا الفرار إلى ليبيا إلا أن رجال الأمن وسكان المناطق الحدودية المتاخمة لليبيا ألقوا القبض عليهم.
ويقول مراقبون إن الحرس الشخصي للرئيس التونسي أصيب بحالة ارتباك كبير بعد فرار الرئيس للخارج، فيما يتهمه آخرون بتخطيط وتنفيذ عمليات "النهب والتخريب وترويع الأهالي" التي تشهدها حاليا عدة مرافق خاصة وعامة في البلاد.
وتفرض في تونس حالة الطوارئ منذ هروب بن علي إلى المنفى في السعودية أمس الجمعة. ويحكم بن علي البلاد منذ 23 عاما، وتم الإطاحة به خلال احتجاجات عارمة ضد الفساد وارتفاع معدلات البطالة.