توقع وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى أن تستمر الأزمة السورية لسنوات من القتال العنيف المترافق مع المعاناة وسقوط الضحايا فى ظل لجوء كل الأطراف المعنية إلى "سياسة إدارة الأزمة" بدل طرح الحلول، قائلا: "الاتفاق الأمريكى الروسى على نزع السلاح الكيماوى فى سوريا بأنه مجرد "تهدئة يحتاج إليها الجميع".
وقال "زيبارى" خلال تصريحات صحفية لجريدة "الحياة اللندنية"، اليوم الخميس، إن الإرادة الدولية غير متوافرة لتغيير موازين القوى على الأرض، والآن الجميع فى أزمة، الحكومة السورية والمعارضة والأطراف الدولية".
وقال "أعتقد أن الرئيس السورى بشار الأسد باق بالتأكيد فى منصبه، وأنه ليس هناك شروط مسبقة بتنحيته قبل بدء العملية السياسية"، مشيرا إلى أن المعارضة السورية، كما النظام، تخلت عن الشروط المسبقة للمشاركة فى مؤتمر جنيف- ٢، «نتيجة الضغط الدولى عليها»، مشيراً إلى أن التوقعات الآن لموعد المؤتمر هى فى أواخر أكتوبر أو أوائل نوفمبر المقبلين، وأضاف أن مسار الملف الكيماوى سيكون منفصلاً عن مسار المؤتمر الدولى فى جنيف "وهما سيسيران بالتوازى وليس بالتقاطع".
وأعرب زيبارى عن اعتقاده بأن «سوريا لن تكون مستقرة بالتأكيد، والشرخ الكبير فى نسيجها الاجتماعى لن يندمل بسهولة، بسبب الدماء التى أريقت والقتل الذى طاول تقريباً الجميع... ومن الصعوبة جداً على أى نظام أن يستمر إلى ما لا نهاية، ومن دون تدخل دولى مسئول لإيجاد حلول حقيقة، الأزمة مرشحة للاستمرار».
وشدد على أن «كل الاستراتيجيات التركية والخليجية والعراقية والعربية، لم تؤد إلى أى حل»، وأن الصراع خرج عن دائرة تأثير الأطراف الإقليميين وأصبح «أكبر من القوى الإقليمية، هو صراع إرادات دولية والأزمة السورية مطروحة فى مباحثات ومداولات بين قوى دولية فى مجلس الأمن، هى روسيا وأمريكا».
واعتبر زيبارى أن الاتفاق الروسى- الأمريكى على "نزع السلاح الكيماوى السورى ربما يشكل إشارة للجانب الإيرانى إلى أن هناك التزامات دولية على أن كل الدول تلتزم بها"، وأكد أن لقاء وزيرى الخارجية الأمريكى والإيرانى ضمن اجتماع مجموعة "٥+١" ذو "دلالة مهمة جداً، وهو تغيير يدل على أن الجانب الأمريكى أو الغربى يريد تسوية مع إيران تحت أى ظرف"، وأعرب عن الاعتقاد بأن إيران "طرحت مواقف جديدة لمعالجة هذا الموضوع من خلال التفاوض والجدية، واتخاذ بعض الإجراءات العملية وتغيير الفريق المفاوض، وإرسال رسائل تطمينية، لكن المفاوضات القادمة هى التى ستثبت مدى جدية الأطراف".
وبالنسبة إلى العلاقة بين العراق وإيران، قال زيبارى إن للبلدين "مواقف مختلفة فى المسألة السورية"، رافضاً بشدة مقولة أن العراق تابع لإيران، مشيراً إلى أن عدد الطائرات التى تنقل دعماً عسكرياً إيرانياً إلى سوريا انخفض بشكل كبير، وأن العراق لم يسلم إيران أى معارضين إيرانيين موجودين على أرضه.