بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الصناديق أو التوابيت!
::: عرض المقالة : الصناديق أو التوابيت! :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: الصناديق أو التوابيت!
كاتب المقالة: فيصل القاسم
تاريخ الاضافة: 10/07/2013
الزوار: 612

من العبث، لا بل من السخف، أن يعتقد البعض داخل بلدان الربيع العربي أو خارجها بأنه قادر على إقصاء طرف أو اجتثاثه أو الانتصار عليه. لم تعد المعادلة بتلك البساطة التي يتصورها بعض الأطراف في الداخل والخارج. كم هي مغفلة تلك القوى في الداخل التي تعتقد أنها قادرة على سرقة الثورات وتجييرها لصالحها.

وكم هي سخفاء ومتهورة تلك القوى الخارجية، دولياً وإقليمياً، إذا كانت تعتقد أن بإمكانها توجيه الثورات هنا وهناك بالاتجاه الذي يخدم توجهاتها ومصالحها. لقد استفاقت الشعوب، وغدت يقظة جداً، وبالتالي لن تسمح لا لقوى الداخل ولا لقوى الخارج أن تسرق إنجازاتها. ولا نقول هذا الكلام دفاعاً عن فصيل ضد آخر في أي من بلدان الربيع العربي. لا معاذ الله، فلا بد من الاعتراف أن الشعوب التي ثارت تشعر ولأول مرة في حياتها أنها لم تعد مجرد كتل صماء، بل صارت تستمتع باختلافاتها وتنوعاتها وتوجهاتها. وهذا من حق الشعوب تماماً بعدما كان الطواغيت يسيرونها على مدى عقود كما لو كانت قطعاناً. هذا الزمن لن يعود، وحدث الانقسام الصحي والطبيعي داخل كل بلد عربي. ولذلك، فلا بد من العمل على تأمين مصالح الشرائح المتصارعة والتوفيق بينها بالطرق الديمقراطية الصحية والمأمونة، وليس عن طريق التهميش والإقصاء والاستئصال المقيتة التي لا يمكن أن ينتج عنها سوى خراب الأوطان ودمارها.

دعونا نعترف أنه في كل بلدان الربيع العربي دون استثناء، هناك الآن صراع لم يسبق له مثيل بين القوى الشعبية والأحزاب المختلفة. وهذا إفراز طبيعي للأجواء الجديدة التي حلت محل أجواء الطغيان التي كانت تجمع الكل تحت مظلة واحدة، شاء من شاء وأبى من أبى. هذه الأوضاع الجديدة بحاجة لسياسات حكيمة جديدة كي لا تتحول بلداننا إلى ساحة للفوضى "الهلاكة"، وليس الخلاقة التي بشرت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة غوندوليزا رايس. وكل من لا ينتبه إلى الأوضاع الجديدة ويعمل على التعامل معها بحكمة، فهو بالضرورة يدفع الأمور باتجاه المواجهات الكبرى والحروب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر. وبالتالي، على القوى الداخلية والخارجية أن تعلم أنها لن تحقق أطماعها عن طريق الاجتثاث ولا الإقصاء، ولا إعلان النصر على الآخرين. هذا "لعب عيال" وليست سياسة.

إن أكثر ما يمكن أن يدفع الأمور في بلدان الربيع العربي باتجاه الخراب أن يعتقد طرف أو حزب أو تيار بأنه انتصر. من الرعونة إعلان الانتصار على الأطراف التي شاركت في الثورات. هذه حماقة كبرى. الانتصار الوحيد الذي يمكن التباهي به في بلدان الربيع العربي هو الانتصار على الطواغيت الساقطين والمتساقطين. أما أن يعلن طرف أنه انتصر على آخر فهذا هراء. فلو نظرنا مثلاً إلى الأوضاع في مصر وليبيا وتونس لوجدنا أن الانقسام حاد للغاية في الشارع بين القوى الثورية. ويتجلى الانقسام في صراع واضح بين الإسلاميين والعلمانيين. وقد رأينا أن الثورات لم تنته فوراً إلى تحقيق الديمقراطية بعد إسقاط الطغاة، بل تحولت في واقع الأمر إلى صراع بين التيارين العلماني والإسلامي في البلدان المذكورة أعلاه. وقد زادت جذوة الصراع بعد فوز الإسلاميين في صناديق الاقتراع في بعض البلدان. وبدلاً من أن يقبل العلمانيون بنتائج صناديق الاقتراع راحوا يعملون على إسقاط الأنظمة المنتخبة ديمقراطياً بطريقة صبيانية سخيفة للغاية ظناً منهم أن الأمر في غاية السهولة.

لا أدري لماذا ظنت بعض القوى أن إسقاط طرف منتخب ديمقراطياً يمكن أن يمر بسهولة. ألم يدر في ذهنها أن أي قوة منتخبة لن تقبل بالخروج من السلطة، وإذا اضطرت للخروج فإنها مستعدة أن تقلب الأوضاع رأساً على عقب تحت من أسقطوها حتى لو كانت تقف وراءهم كل الجيوش وقوى الأمن. كم هم سخفاء أولئك الذي يعتقدون أنهم قادرون على إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، خاصة في سوريا التي يتوعد فيها بعض مؤيدي النظام المعتوهين معارضيهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، ظناً منهم أنهم سيعودون إلى السلطة بنفس طريقة السبعينيات أو الثمانينيات. الزمن الأول تحول تماماً. والسعيد من اتعظ بغيره، والأحمق من اتعظ بنفسه.

الحل الأمثل في بلدان الربيع العربي لحسم هذا الصراع المرير بين القوى الشعبية كما في مصر وتونس وليبيا يكمن في الاحتكام لصناديق الاقتراع كما يجري الأمر في البلدان الديمقراطية، وليس عبر الانقلابات والإقصاء، فالانقلاب لا ينتج سوى انقلاب، والإقصاء لن يؤدي إلا إلى التطاحن والاحتراب والفوضى. ولا أعتقد أنه حتى الجيوش يمكن أن تضبط الأوضاع الجديدة في بلدان الربيع العربي مهما كانت قوتها وسطوتها. ولعلنا نرى كيف أن الجيش السوري بكل عتاده لم يستطع منذ أكثر من عامين أن يقضي على ثورة شعبية. والجيش الذي يزج بنفسه ضد الشعوب سينهك نفسه، وربما ينهار عاجلاً أو آجلاً.

على بلدان الربيع العربي بكل فئاتها وجيوشها وأجهزة أمنها ونخبها السياسية والثقافية أن تختار بين الصناديق والتوابيت، فاحترام إرادة الشعوب ونتائج الصناديق سيؤدي إلى نهضة الأوطان واستقرارها. أما الإقصاء والاجتثاث وعدم احترام نتائج صناديق الاقتراع فبديله الوحيد التوابيت. وسلامتكم

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 995756

تفاصيل المتواجدين