بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || فلسفة السفالة
::: عرض المقالة : فلسفة السفالة :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: فلسفة السفالة
كاتب المقالة: د / هشام الحمامي
تاريخ الاضافة: 29/06/2013
الزوار: 725

طبيعي جدا أن يكون فى الحياة أشرار و أوغاد وسفلة لكن غيرالطبيعى هو أن يكون لهؤلاء السفلة فلسفة يبررون بها أفعالهم بل ويحاولون إقناع الناس أن ما يفعلونه هو طبيعي وأيضا ضروري بل أنهم يصلون إلى درجة من التبجح يرون معها أن اختياراتهم وأفعالهم هذه هى الصواب الكامل الذى لا يرون غيره صوابا فى حالة من الاعتزاز بالإثم تبعث على النفور والاشمئزاز ..وما أكثر هؤلاء الذين يدافعون عن سفالتهم ووقاحتهم إلى حد أنهم يجعلون منها فلسفة فى الحياة ..والسفالة فى حد ذاتها أمر كريه وقبيح ومرفوض لكن أن تكون للسفالة فلسفة فهو بعينه الأمر الذى يسبب الحيرة والدهشة لأننا نكون أمام موقف غاية فى التبجح والجرأة والوقاحة.
التاريخ ملىء بنماذج كثيرة لفلسفة السفالة هذه التى تدافع عن القبح والرذيلة وسوء الخلق وتبحث لها عن أسباب و مبررات ..كان نابليون بونابرت احد هؤلاء الذين توصلوا الى هذه الفلسفة حين قال لعدد من المحيطين به أن ( الشرفاء لايصلحون لشيء) هذه العبارة العجيبة التى قالها نابليون الذى عاش حياة مليئة بالتجارب الصعبة والقاسية تسهل علينا فهم المجتمعات المضطربة التى تنتشر فيها السفالة حيث يفشل الشرفاء فى تحقيق أهدافهم للأديب الفرنسى بلزاك رواية رائعة تقدم لنا نماذج لفلسفة السفالة هذه اسمها (الأب جوريو) وصف فيها هؤلاء الذين يحاولون تجميل القبح وتزيين الشر والذين لا يشعرون بالسعادة القوة إلا إذا تحققت على جثث الآخرين اسمع لـ(فوتوران) وهو ينصح الشاب الطموح (راستنياك) وهو يرسم له طريق النجاح (إنى أرى على جبينك كلمة قرأتها بوضوح هى الوصول والوصول بأي ثمن..برافو إنك عملاق تلائمنى....أعلم انه ليست هناك مبادئ..هناك أحداث. ليست هناك قوانين..هناك ظروف .والرجل الناجح هو من يحتضن الأحداث والظروف لكى يسيطر عليها وينتفع بها ..إنسي المبادئ والقوانين)
حين فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل وصفته وسائل الإعلام الأجنبية بأنه( بلزاك) مصر ولم أتبين دقة هذا الوصف الا عندما قرأت رواية( القاهرة الجديدة) ستسمع على لسان (محجوب عبد الدايم) كلاما يشابه تماما كلام( فوتوران) عن تبرير فلسفة السفالة والانحطاط .و ستسمع أيضا على لسان (نيتشة) الفيلسوف الألمانى المجنون وأستاذ هتلر وملهمه كلاما يبرر فلسفة السفالة والانحطاط والشراسة والانتشاء برائحة الدم ولونه (أنا لا أنصحك بان تعمل أنا أنصحك بأن تقاتل أنا لا أنصحك بالسلام بل أنصحك بالنصر ..)
فلسفة السفالة هى أخطر الأمراض الاجتماعية التى يعانى منها مجتمع ما أو حضارة ما وعندما تصبح جريئة ووقحة فى الدفاع عن نفسها وتبرير وجودها وتجميل وجهها فذلك إيذانا بشرور عظيمة تلحق بالحياة والناس ..والحل الصحيح أمام هذه الفلسفة أن نفضحها ونعريها ونكشفها ونكشف ما فيها من تزوير وتزييف وألا ننخدع بمظاهر القوة التى تبدو فيها ولا بالثقة بالنفس والتباهي الذى يكون معها ولا بما تحققه من نجاح فى الاعتداء على الآخرين هذه الفلسفة تظهر غالبا فى المجتمعات التى تمر بنفس الظروف التى نمر بها الأن حيث الاضطراب المصاحب دائما لفترات التحول والانتقال .ولنذكر ان نابليون قال كلمته التى ذكرتها أولا فى أوائل القرن التاسع عشرحين كان منطق الصراع قائم على القوة لا الحق وعلى القدرة لا العدل ..وكان الناس ينظرون بإعجاب بليد إلى التفوق والنجاح حتى لو كان مستندا إلى أسس غير أخلاقية .
تأملوا معى تطبيقات فلسفة السفالة فى أحوالنا السياسية التى نعيشها الآن ..فمشهد الصراع على السلطة التى استقرت فى مدار الشرعية عند حزب ورئيس تم انتخابهما من الشعب غارق فى السفالة من الرأس حتى أطراف الأظافر ..ليس فقط فى أكاذيب كل يوم فى( الفضائيات الجوبلزية) بل على السنة سياسيين وكتاب كنا نظنهم رجال فكر ومسؤولية ..(الجوبلزية) نسبة الى جوزيف جوبلز وزير الدعاية الالمانى الذى اخترع نظرية اكذب ثم اكذب ثم اكذب فان بعض هذه الأكاذيب ستتحول إلى حقائق يوما ما..وهو أيضا المسئول عن تعبئة الناس و شحنهم ضد اليهود الألمان لإرتكاب مذابح ليلة(كسر الكئوس) سنة 1938م التى أحرقوا فيها عشرات الآلاف من المحلات والمنازل المملوكة ليهود ..وهو ما بدأنا نرى ما يشبهة تجاه مقرات حزب (الحرية العدالة) وعيادات وصيدليات ومحلات وبيوت أعضاؤه فى شراسة وغلظة وبشاعة لم يشهدها المصريون من قبل تجاه بعضهم بعضا ..إسمع لأحد الكتاب المرموقين وهو يقول عن الرئيس محمد مرسى محرضا الناس عليه وعلى الحزب الذى يمثله (كان الدكتور مرسى شريكا لمواطنين فى عملية الصندوق ..صوت له أكثرية الناخبين استنادا إلى اقتناعات وظروف عديدة لم تكن من بينها شهادة من مرشح الرئاسة بأنه وجماعته منفصلون عن أى تنظيم عالمى أو أممى !!وعن أى تيارات إقليمية كانت دائما وأبدا تكن لتطور مصر الحضارى كراهية وبغضا ورفضا !! لم يصرح مرشح الرئاسة لشركائه فى الصندوق بأن هذه الارتباطات قد تدفعه إلى التضحية بمصلحة أو أخرى من مصالح مصر القومية!!...ثم يكمل ناسفا وهادما لفكرة الانتخابات والشرعية (أمور كثيرة أضعفت استعداد المواطنين لاستمرار الاعتداد بشرعية الصندوق ...ويستمر قائلا(ولا يميز هو وجماعته وصبيانه !!بين مصري ومصري ويعلن موقفا واضحا من تدخل رموز الإرهاب فى شئون الدولة الداخلية والخارجية وشئون المواطن الخاصة..) انتهى كلام التحريض المباشر على العنف والقتل والعصيان للحاكم الذى ضحى بمصالح وطنه القومية !!وسهل الإرهاب ضد مواطنيه!!..صاحب هذا الكلام كان ولازال مرشحا لرئاسة( المؤتمر القومى العربى ) وهو يعصر مرارات قلبه حقدا وكراهية لوجود الإسلاميين فى السلطة فيكذب كما كذب جوبلز تحريضا خسيسا وسافلا على هدم الدولة وتخريب العملية السياسية ..موفرا غطاء مشروعا للعنف والبلطجة والفوضى .
هل أحدثكم عن أدوارشبيهة فى وصول أموال من دولة عربية على وشك الإنهيار وأخرى إسلامية إلى أيادي البلطجة السياسية والفوضوية وتحديدا فى يد مرشح رئاسى سابق ..
هل أحدثكم عن القيادة المركزية التى تكونت بعد خروج حسن عبد الرحمن من ضباط امن الدولة السابقين مع هؤلاء البلطجية والجبهة الشهيرة لهدم كل ما يمكنهم هدمه وتدمير كل ما يمكنهم تدميره بدأ من 30/6 وحرق الوطن كله ولا يأتى عليهم اليوم الذى يرون فيه الإسلاميين فى الحكم والسلطة..تأكيدا لمن يقولون أن ما نراه الآن ما هو إلا صراعا تاريخيا بين أنصار تيار(الجامعة الإسلامية) وتيار(التغريب) الذى بدأ من ثلاثة قرون وتنوعت عناوينه عبر السنين.
كل صراع محتدم ومعقد كالذى نراه الأن وتغيب معه مصالح الوطن العليا وجعله مسرحا لهزات عنيفة ..أعلم آن وراءه ألف سافل وسافل كالذين حدثنا عنهم بلزاك ونجيب محفوظ وتربوا على فلسفة نيتشة..ولابد من وضعه فى سياقه التاريخى تحت عنوانه الصحيح وإلا فستختلط علينا الأشياءعلى نحو كارثى..إذا تأملنا المشهد بعين لا تغشاها الأوهام سنكتشف أن القصة ليست قصة إعلان دستورى ولا نائب عام ولا جمعية تأسيسية ولا انتخابات الزيت والسكر ..كل هذه الأشياء قابلة للتصحيح عبر مسارات العملية السياسية وإجراءاتها المعروفة وتراكم الخبرات الاجتماعية والعملية فى إنضاجها وتكونها على النحو الأمثل ..
القصة قصة فهم الحتمية التاريخية ومعرفة الكيفية التى تعمل وتتحرك بها.
ويا أيها الشرفاء تحركوا الأن وليس دقيقة بعده.
لئلا تقولوا حسرة وندما (وعلمت حين العلم لا يجدى الفتى **أن التى ضيعتها كانت معى)

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 996820

تفاصيل المتواجدين