بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || نقلة بعيدة في المسار الثوري
::: عرض المقالة : نقلة بعيدة في المسار الثوري :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: نقلة بعيدة في المسار الثوري
كاتب المقالة: د.عطية عدلان
تاريخ الاضافة: 27/06/2013
الزوار: 597

لم تكن مليونية نبذ العنف ودعم الشرعية - كما بدت في أعين البسطاء المفرطين في التفاؤل – قاصمة الظهر للمناوئين للمشروع الإسلامي، ولم تكن – كما بدت في أعين المعقدين المفرطين في التشاؤم – مجرد استعراض ينتهي أثره بانتهاء أصداء صرخاته، وإنما كانت شيئًا آخر؛ إن لم نفطن إليه ونحسن توجيهه واستثماره فمن العسير بعد ذلك أن نستفيد من الفرص السانحة التي هي محض وهب من الله تعالى.

لقد تميزت هذه المليونية بالحشد البشري المذهل، الذي انساب في اتجاهات الحيِّ الأربعة؛ متحديًا اتساعها الرحيب وامتدادها المهيب، والذي بلغ من كثافته – إلى جانب امتداده - أن من رام الوصول إلى المنصَّة لا يمكنه ذلك إلا أن يكون من المشاهير؛ فيسبح فوق ثبج الأمواج البشرية محمولاً على أطراف الأنامل التي لا يحصيها إلا من أحصى الرمال عدًّا.

وتميزت كذلك بالطهارة والنقاء والمثالية الخلقية، إلى الحد الذي تستطيع – إن كنت خالطت هذا الجمع الطهور - أن تقسم - غير مستشعر حرجًا - أنه لا يمكن أن يخطر ببال نسمة من هذه النسمات خاطرة تحرش بعرض أو مال أو حتى مشاعر إنسان، ولكم تمنيت وأنا أتقلب وسط هذا البحر اللجي من البشر أن لو تدفق منه جدول إلى ميدان التحرير؛ لا لشئ إلا ليعيد إليه وجهه الحضاري الصبوح الذي طفت عليه الدمامل والبثور وغشَّاه القيح والصديد؛ من أثر ما وقع فيه من فضائح وقبائح على أيدي هؤلاء الذين لا يُعرَف لهم هوية إلا العداء لكل ما هو جميل ونظيف.

وتميزت كذلك بالروح التي لم نجدها – حتى في جميع المليونيات الإسلامية المتتابعة –الروح التي كانت - دون غيرها - وقود ثورة الخامس والعشرين من يناير، تلك الروح التي تتولد من احتكاك الإرادة الشعبية الماضية بالتحدي الصعب، ولكنها في هذه المرة جاءت مصطبغة بصبغة جديدة كنَّا نتمناها ونحن نعيش الثورة الأولى، كنَّا نرجوها ولكن كان يقف بيننا وبينها جبل من الجليد أذابته اليوم حرارة الأحداث، إنها الصبغة الإسلامية، الصبغة الإسلامية الصراح صراحة الماء القراح.

هذه الصبغة الجديدة هي النقلة البعيدة التي تعتبر فرصة تاريخية كبرى لتوجيه دفة السفينة إلى الوجهة التي يرضاها الله تعالى، ولا نظن بالشعب المصريِّ – إن بلغته الصورة على وجهها الصحيح – أن يرضى بها بديلاً، إنها تمثل وقودًا جديدًا فريدًا (لديناميكية) ثورية عالية المدَّ، ومددًا متميزًا غاية التميز لحراك شعبيِّ أكثر اهتداءً من الماء العذب المنساب في مجرى النهر.

من هنا ننطلق غير مخدوعين ولا مغرَّرٍ بنا، من هنا ننطلق غير عابئين بمن ينوح بنا ولا بمن ينبح علينا، ومن هذا المنطلق نمضي في الطريق الذي ابتدأناه من أكثر من نصف قرن وتعثرت فيه خطانا، نمضي على طريق وضع الله تعالى أقدامنا عليه على غير اختيار منا ولا تدبير ولا ترتيب، طريق الثورة الشعبية المصطبغة بالصبغة الإسلامية.

إننا الآن في ظرف تاريخي متميز؛ لو حاولنا أن نصنعه بأيدينا لما استطعنا ولو بذلنا في سبيل ذلك ما تجود به قرائح المجتهدين وأنفس المجاهدين، ولَكَم لعنَّا من الأحداث ما لو كنا ندرك يومها أنها مقدمات لما نحن فيه اليوم من تمايز الصفوف ووضوح الرايات لباركناها وعددناها من هدايا القدر، ولَكَم ارتكب المخدوعون من الفعال التي ظنوها بطولات ما لو يدركون أثرها الانتكاسي عليهم اليوم لما وسعهم إلا أن يقتلوا أنفسهم ندمًا وحسرة، ولقد يعجب الدهر ذاته مما حدث؛ إذ كيف اجتمعت كل هذه المتناقضات بهذه السرعة وبهذا الإصرار الذي بلغ من الغباوة أن كفر بالثورة لكونها أتت بالإسلاميين، وعبر عن كفره بها بشتى أدوات التعبير، عدا التصريحات التي لم تعد تستر شيئًا من عوراتهم المفضوحة إلا بقدر ما يستر الزجاج الشفيف من توارى خلف ألواحه.

تعالوا جميعًا نلتقي على رؤية سواء، مفادها أننا لم نمتلك الحكم ولكن امتلكنا ناصية الثورة، لا يغرنكم أننا رفعنا رجلاً منَّا فوق قمة هرم بنيانه من أحجار الدولة العميقة العقيمة، لا يغرنكم هذا فتفرطوا في التعويل عليه أو في توجيه اللوم إليه، لا تنخدعوا بالظواهر عن الجواهر ولا بالمباني عن المعاني، فحقيقة السلطة– كما يعرفها أرباب السياسة كافَّة – الاحتكار الشرعي لأدوات الإكراه المادي؛ فأين هي هذه الأدوات؟! إنها حالة في عالم السياسة لا شبيه لها في حياة البشر إلا أن تعطي مفتاح السيارة لمن يقودها وهي بغير عجلات تجري عليها ولا محرك يحركها، وفوق ذلك وضعت أمامها العراقيل والعقابيل.

لقد بذلنا كثيرًا وقدمنا من التضحيات الغالية ما لم تقدمه أمَّة من الأمم؛ ولم يكن شيء أشد على نفوسنا من افتقاد السبيل والمخرج، فها هو السبيل وها هو المخرج، الثورة الشعبية ذات الصبغة الإسلامية، الثورة التي تنتهج السلمية طريقًا لا تحيد عنه، السلمية التي لا تمنع – على سبيل الاستثناء- من حق الدفاع عن النفس ودفع الصَيَّال بما يندفع به من غير زيادة؛ من مثل ما حدث في ثورة الخامس والعشرين من يناير فيما سمي بموقعة الجمل، وهو حق يقره الشرع ويكفله الدستور والقانون ويوافق عليه العرف العام والخاص، هذا الحق لا يسلب الثورة صفة السلمية، كما لا يصح أبدًا أن يكون استخدامه ذريعة للخروج عن السلمية، والحامل الشرعي على التمسك بالمنهج السلمي هو أن المجتمع مجتمع مسلم، لا يسلبه صفة الإسلام وجود فئام منه يحاربون الإسلام أو يكفرون به.

وما من شك في أن غاية كل مسلم من أبناء التيار الإسلامي هي إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، وأن هدوء نفسه وراحة باله في بيعه نفسه لله في تجارة رابحة، " يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؛ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم؛ ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب، وبشر المؤمنين" وهذه هي كلمة الفصل في قطع السبات وغرس الثبات.

لكن نجاح هذا المسار منوط باستدعاء جملة من المقومات تعد شروطًا ينعدم الأثر بانعدامها، هذه المقومات جزء لا يتجزأ من العمل الثوري نفسه، لذا لايصح إغفالها إلا إذا كنا نرغب في استمرار حال التعثر وتبعثر الخطى الذي لازمنا دهرًا طويلاً، أول هذه المقومات: تماسك الصف الإسلامي ووحدته، ونبذه للفرقة والاختلاف نبذ الجسد المتعافي لآثار الجرب، وثانيها: توسيع الظهير الشعبي بما يوفر الشرعية العامة للحراك الثوري؛ وبما يؤكد تمام البلاغ لقضايا الإسلام، ثالثها: الخروج من حالة ردود الأفعال ومن الاحتباس في دائرة الدفع، إلى السعي المنظم الممنهج الذي يمضي وفق خطة واضحة المعالم والمراحل.

وأخيرًا فإن محاور الحراك الثوري متعددة ومتنوعة وقافزة فوق الأطر الشكلية التقليدية للثورات، فهي ثورة الثوار على ما ألفوه في أنفسهم من الدعة والترف العقلي والاستكانة أمام التحديات والقناعة بما يضعه لهم أعداؤهم من سقف للطموحات، وثورة دعوية تخرج الفرد من جب الصمت والاعتزال إلى مواجهة الخلق بالحق، وثورة سياسية تمارس الضغط بآلياته المؤثرة لتطهير المؤسسات وهيكلتها بما يمهد للمشروع الإسلامي الكبير، وثورة حركية سلمية في الشوارع والميادين، تجوبها وتصول وتجول في أنحائها تظاهرًا ضد الفساد واحتجاجًا على التجاوزات واعتصامًا للتغيير والتطهير.

ولن تقف قوة – مهما كانت – في وجه الثورة ولن يتأتى لها ذلك؛ لأن ما تقتاتُه هو الأرواح المخلصة والأنفس الذكية، وما كان هكذا قُوته لا يهزم ولا يهرم.

وأخيرًا فإن الإسلام لن يقف باكيًا على أعتاب جيل خذله، ولن يعدم - إذا خذلناه - جيلاً ينصره؛ " وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم".

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 996606

تفاصيل المتواجدين