أزاحت السلطات التركية الستار عن هوية منفذي التفجير المزدوج بسيارتين ملغومتين في بلدة الريحانية القريبة من الحدود السورية السبت الماضي، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
حيث أكدت مصادر تركية مطلعة لـصحيفة «الشرق الأوسط» أن السلطات التركية تملك اعترافات موثقة للتسعة الموقوفين لديها تفيد بانتمائهم إلى حركة "مستعجلون" المحظورة في تركيا، والتي تسمى باللغة التركية باسم "أجيلجيلر" وتسعى إلى تحرير "الإسكندرون" وتقاتل في صفوف قوات بشار الأسد، ويقودها معراج أورال المعروف باسم علي الكيالي، وهو مرتكب مجزرة بانياس.
يُذكر أن صحيفة التايمز الإنجليزية كانت قد نشرت خبرًا في وقت سابق يؤكد تلقي معراج أورال سفاح مجزرة بانياس تمويلًا من إيران، وأن عناصر من الحرس الثوري الإيراني تحمي بيته في اللاذقية.
وقد أكدت المصادر التركية أن "المتهمين المنتمين لجبهة تحرير لواء "الإسكندرون" المتحالفة مع النظام السوري والتي تضم في صفوفها علويين من إقليم هاتاي ذي الغالبية العربية اعترفوا بأنهم كانوا يعدون للتفجير منذ شهر.
وأضافت المصادر أن "المتهمين اعترفوا أن الهدف الأول لمعتدي الريحانية كان المرآب أسفل جامع قوجة تبة في العاصمة أنقرة، ولكنهم تراجعوا في اللحظة الأخيرة بسبب التدابير الأمنية الشديدة".
وتابعت المصادر أن "الفريق الخاص الذي ذهب من أنقرة إلى الريحانية لمشاهد كاميرات المراقبة، وقارنها مع المشاهد المشكوك بها والملتقطة في أنقرة كشف أن المعتدين قاموا بعمليات استطلاع في كل من "أنقامول" ومرآب جامع قوجة تبة في أنقرة، واعترفوا أن كثرة الكاميرات والإجراءات الأمنية المشددة ساهمت بتغيير الهدف بموجب تعليمات وجهت إليهم في اللحظة الأخيرة".
وأوضحت المصادر أن "المتهمين أقروا بأنهم استخدموا طنًّا من المتفجرات الصناعية التي لا تستخدمها سوى الجيوش النظامية وأجهزة المخابرات، وأنها أدخلت من منطقة "يايلاضاغ" التي تسيطر عليه السلطات السورية، وزرعت في السيارة في مدينة أنطاكية التركية".
وبحسب تصريحات المصادر، فإن "المشاهد التي أظهرتها كاميرات المراقبة بيَّنت أن السيارات المفخخة جلبت إلى مكان التفجير قبل ساعة منه، والتقطت كاميرات المراقبة الأشخاص الثلاثة وهم يغادرون المكان بسرعة بعد أن أوقفوا الميكروباصات المفخخة، وتم التعرف على الأشخاص الثلاثة وهم بين التسعة الموقوفين الذين قاموا بالاستطلاع قبل يوم".