أعلن مصدر مسئول في حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس أن المسيرة المليونية التي دعا إليها قادة الحزب لدعم الشرعية الانتخابية والمقررة ليوم الجمعة القادم قد تم تأجيلها إلى يوم السبت.
وكان القيادي البارز والمحسوب على الجناح المحافظ بالحزب، الحبيب اللوز، قد دعا يوم الجمعة الماضي إلى تنظيم مسيرة مليونية تنطلق من المساجد بعد صلاة الجمعة لهذا الأسبوع لدعم "الشرعية" وضد دعوات لحل الحكومة المؤقتة الحالية، في إشارة إلى مقترح رئيس الحكومة، حمادي الجبالي، الذي ينتمي للنهضة أيضًا والخاص بتشكيل حكومة كفاءات مصغرة لحين إجراء انتخابات برلمانية جديدة.
وقال المكتب الإعلامي لحركة النهضة لوكالة الأنباء الألمانية: "المسيرة قد تم تأجيلها إلى يوم السبت لتفادي أي ازدحام أو تعطيل للشغل ولأعمال الناس، خاصة وأنها تتزامن مع يوم عمل".
وأشار المكتب إلى انه سيتم تأكيد المسيرة أو إلغائها في موعد لاحق أقصاه مساء غد الخميس على أقصى تقدير تبعا لتطور الأوضاع السياسية في البلاد.
وقوبل مقترح الجبالي حول تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية بتأييد واسع من قوى المعارضة، بما في ذلك الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر نقابة عمالية في البلاد.
من ناحيته رفض حزب النهضة، الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم، مقترح رئيس وزرائه وأطلق هذه الأيام جولة مفاوضات مكثفة وصعبة مع باقي أطراف المشهد السياسي في تونس للتوصل إلى توافق بشأن "حكومة ائتلاف وطني" تجمع بين وزراء تكنوقراط وسياسيين.
وتوقع أحمد قعلول، عضو مجلس الشورى، أعلى هيئة في حركة النهضة، أن يتم الإعلان عن اتفاق بشأن التعديل الوزاري في الساعات القادمة.
وقال قعلول: "نتوقع أن يتم في أقرب وقت الإعلان عن مقترح يكون بمثابة حل وسط بين ما تقدم به رئيس الحكومة المؤقتة، حمادي الجبالي، وبين مقترح حركة النهضة إلى جانب انتظار نتائج المفاوضات مع باقي الأطراف السياسية".
يشار إلى الجبالي يحتاج إلى بضعة عشرات من الأصوات في البرلمان لتمرير مقترحه، لكنه يعول على التوصل إلى صيغة قرار توافقي يجمع مواقف قيادة حزبه ومواقف الأطراف الأخرى.