حذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من مخاطر التدخل الأجنبي العسكري في مالي وآثاره الخطيرة على المنطقة، وما يترتب عليه من القتل والتدمير والتشريد للمدنيين الأبرياء، فضلا عما "يترتب على الحرب من آثار اقتصادية وسياسية، واجتماعية ونفسية وبيئية لا تخفى، ولاسيما الحروب الداخلية التي تقطع وشائج الأخوة والمواطنة، وتترك الأحقاد والضغائن للأجيال، ولا تُمحى آثارها بسهولة".
وانتقد الاتحاد، في بيان أصدره اليوم بتوقيع رئيسه الدكتور يوسف القرضاوي، تسرع فرنسا بإشعال نار الحرب في مالي قبل استنفاد جميع الوسائل المطلوبة للحل السلمي والمصالحة الوطني، مُطالبا "الجماعات المسلحة بتغليب صوت العقل والحكمة، والقبول بالمصالحة والتحاور للوصول إلى حل سلمي عادل".
وأفاد المصدر ذاته بأن فرنسا استعجلت بالتدخل العسكري الذي لا يعرف منتهاه، ولا آثاره الخطيرة من القتل والتدمير والتشريد، والمآسي الإنسانية، ومزيد من الفقر، والبطالة والمجاعة التي تعاني منها مالي أساسًا.
وطالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "منظمة التعاون الإسلامي والدول الأفريقية بالسعي الجاد لإيقاف الحرب، والعمل المخلص لتحقيق المصالحة، وتبني الحل السلمي، والجلوس على مائدة الحوار للوصول إلى حل مرضٍ لجميع الأطراف".
وأوضح الاتحاد، الذي يتخذ قطر مقرا له، بأنه "بذل جهوداً كبيرة من خلال تواصله مع بعض الدول والشخصيات المؤثرة لتحقيق المصالحة والتركيز على الحل السلمي"، مشددا على أن "الحل السلمي والمصالحة الوطنية، والتفاهم والتحاور، هو الحل الوحيد الصحيح لحل المشكلة في مالي، وأن هذا الحل لا يزال ممكنًا ومتاحًا، إذا صدقت النيات، واستبعدت الأجندات الأجنبية عنها"، وفق تعبير البيان ذاته