وافق حزب "العدالة والبناء"، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، على الانضمام للحكومة الجديدة التي يشكلها علي زيدان.
وقال مصطفى المانع، رئيس الهيئة العليا للحزب، إن المرحلة الراهنة في البلاد "حساسة وبالغة الخطورة ولا تحتمل التجاذبات السياسية"، داعيًا إلى أن يكون "الوفاق الوطني هو عنوان المرحلة".
وحول أداء كتلة "العدالة والبناء" داخل المؤتمر الوطني (البرلمان المؤقت) قال إن حداثة التجربة قد تكون أفرزت "بعض اللغط فى أداء الكتلة"، مضيفًا "لكننا نسعى جاهدين إلى تطوير أداء الكتلة حيث تمت المصادقة على اللائحة الداخلية التى تنظم عمل الكتلة داخل المؤتمر", وفقا لوكالة أنباء الأناضول.
وتطرّق المانع للأحداث التي تشهدها مدينة "بني وليد" حاليًا، مؤكدًا أن "تحقيق الأمن من أولويات الحزب"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية "احترام كرامة الإنسان ورفض المساس بها بأي شكل".
وطالب رئاسة الأركان والجيش الليبى بضرورة التعامل مع الموقف "بحنكة وحذر والسعي إلى تأمين سلامة المدنيين".
وأدان رئيس الهيئة العليا لحزب "العدالة والبناء" ما تعرضت له قناة "ليبيا الحرة" بالأمس من هجوم من قبل محتجين، قائلا: "ندين بشدة أي اعتداء تتعرض له القنوات الإعلامية، ونطالب الحكومة المقبلة أن تكون داعمًا حقيقيًا لبناء إعلام مهني".
غير أنه انتقد وسائل الإعلام الحالية، معتبرًا أن "تخبطها وعدم احترافية ومهنية الكثير ممن يشتغلون فيها ساهمت بشكل واضح فى زيادة الاحتقان لدى الشارع الليبى".وانتخب "المؤتمر الوطني الليبي" (البرلمان المؤقت) قبل أيام "علي زيدان" لرئاسة الحكومة الجديدة.
وجاء انتخاب "زيدان" بعدما سحب "المؤتمر الوطنى العام" الثقة من "مصطفى بوشاقور" بعدما أخفق مرتين لنيل ثقة البرلمان في تشكيل الحكومة.
واعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية أن ليبيا بعد عام كامل من مقتل العقيد معمر القذافى لا تزال تعانى من إرث ثقيل خلفه 42 عاماً من حكمه الديكتاتورى، وكأن شبح القذافى يطارد الليبيين فى سعيهم لإقامة دولتهم الجديدة.
وقالت المجلة، فى تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت: "على الرغم من أن مقتل القذافى فى 20 أكتوبر 2011 أسدل الستار على أطول حكمًا ديكتاتوريًا فى العصر الحديث، وفتح الباب أمام انتخابات حرة أتت آخرها برئيس الوزراء الليبى الجديد على زيدان، إلا أن ليبيا لا تزال تعانى من العنف والفوضى".
وأضافت: "حتى رئيس الوزراء الجديد جاء فى وقت اعتادت فيه وسائل الإعلام الليبية على الانتقاد اللاذع للقادة الجدد لأدائهم الضعيف فى حكم البلاد خلال العام الماضى".