أفادت تقارير صحافية بقيام الشبيحة في سوريا بفرض "إتاوات" لحماية الطائفة العلوية بحمص مقابل حمايتهم التي كانت في بدء الأمر مجانية كجزء من التضامن معهم.
ويقول السكان العلويون في حمص - حسب تقرير لوكالة رويترز -: إنهم مُكرَهون على المساعدة في تمويل "المجهود الحربي" للشبيحة الذين يتألفون من الطائفة العلوية الشيعية التي ينتمي إليها بشار الأسد، والتي تقف إلى جانبه في حربه ضد المعارضة التي تطالب بإسقاطه.
ويقر طبيب يدعى فريد، ويعيش مع عائلته في حي الزهراء بحمص الذي تقطنه أغلبية علوية، بأن الشبيحة "يستغلون خوفنا ويتذرعون بأنهم في حاجة إلى الطعام أو الذخيرة" ولكن الأمر ينطوي في الأساس على اتفاق غير علني بأن تدفع العائلات الأكثر ثراء مبالغ تصل إلى 300 دولار شهريًّا.
ويخشى فريد أن يتعرض أطفاله للخطف مقابل فدية إذا لم يدفع للشبيحة ما يسمونها إتاوة.
ويجد بعض العلويين - الذين يشعرون بالامتعاض من فكرة دفع أموال للشبيحة - أنفسهم في صراع داخلي يتمثل في أمرين؛ إما أن يخاطروا برفض حملة حكومتهم العسكرية، وإما الخضوع للشبيحة الذين يقولون: إنهم يقاتلون من أجل الوجود ضد السنة.
وأصبحت مليشيات الشبيحة أكثر تنظيمًا في حمص، فقد قسموا الزهراء إلى ست مناطق يتزعم كل واحدة "رئيس" محلي، وفي كل منطقة يرسل الرئيس عددًا من الشبان حالقي الرؤوس للمراقبة وهم يحملون الأسلحة، ويظل الجيش بعيدًا مكتفيًا بحراسة حواجز الطرق المنتشرة في أطراف المنطقة.
ويقول وائل (25 عامًا) - وهو أحد الجباة -: "توجد في منطقتي 15 عائلة، أجمع الأموال لرئيسي عندما تكون هناك حاجة للأسلحة والغاز وإصلاح السيارات والطعام لأبنائنا".
ولا يعتقد وائل أن ما يفعله ابتزاز، بل يعتبره خدمة يتعين على السكان القيام بها للحفاظ على حياتهم، ويقول: إن من يرفض الدفع يستطيع أن يغادر حمص.
يشار إلى أن سوريا تشهد اضطرابات منذ أكثر من عام ونصف العام، وقد صعد النظام من حملته العسكرية ضد المعارضة التي تطالب بإسقاطه.