تهدد أزمة الدجاج المستمرة في إيران بانهيار النظام, حيث تعد الأكلة الشعبية الأولى، ولا زالت مفقودة من الأسواق منذ أشهر.
وحين يعثر الإيرانيون عليها بعد الوقوف لساعات في طابور طويل يدفعون في الكيلو ما كان سعره أقل من دولارين العام الماضي، وأصبح الآن 6 دولارات، أي تقريبًا 73 ألف ريال، في بلد دخل الفرد الشهري فيه 370 دولارًا، لذلك بدأت الأزمة "تنتف ريش" النظام بدءًا من مدن الأرياف.
وقبل أسبوع تظاهر آلاف الإيرانيين في مدينة نيسابور الواقعة في مقاطعة خراسان بالشمال الشرقي الإيراني، كما في أريافها، احتجاجًا على ارتفاع أسعار الغذاء والنقص بالدواجن, وفقًا للعربية نت.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن الاحتجاجات التي وصفتها بالأولى من نوعها وأنها بسبب الأزمة التي تعصف بالاقتصاد الإيراني منذ عام، هي أيضًا بسبب العقوبات الغربية المفروضة على إيران، والزيادة الحادة التي طرأت على أسعار المواد الغذائية، وأهمها الدواجن المصنفة بأهم طعام رئيس للشعب الإيراني، خصوصًا للطبقة الوسطى.
ويلقي معظم الإيرانيين باللوم على النظام والحكومات الغربية معًا في انهيار الاقتصاد المحلي وارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى 70% تقريبًا.
وهناك صحف أجنبية تطرقت لأزمة الدجاج، من بينها "وول ستريت جورنال" في تقرير نشرته الأسبوع الماضي، وذكرت فيه أن صناعة الدجاج الإيرانية ما زالت معتمدة على الخارج حتى الآن، حيث يتم استيراد معظم فول الصويا والذرة كعلف، وهما من الحبوب التي حذر البنك الدولي أمس الاثنين من ارتفاع أسعارهما مجددًا بسبب جفاف شديد ضرب الغرب الأوسط الأمريكي، وجفاف مماثل في روسيا وأوكرانيا وقازاخستان.
من جهة أخرى, هدَّد الجنرال مسعود جزائري - نائب رئيس أركان الجيش الإيراني - بأن إيران لن تسمح لـ"العدو" بالتقدم في سوريا، وقال: "إيران لا ترى ضرورة للتدخل في الوقت الحالي".
ووفق صحيفة "شرق"، أضاف الجنرال الإيراني: "في الوقت الحالي ليس من الضروري أن يتدخل أصدقاء سوريا وتقييمنا هو أنهم لن يحتاجوا لذلك".
وكانت صحيفة "الوطن" القريبة من النظام السوري قد أوردت أمس الاثنين أن إيران حذَّرت تركيا من ردٍّ "قاسٍ" في حال تدخُّلها عسكريًّا في سوريا و"تغيير قواعد اللعبة".
وقال جزائري: "كل فصائل المقاومة (لـ"إسرائيل" أي "حزب الله" اللبناني والحركات الإسلامية الفلسطينية) هم أصدقاء لسوريا، بالإضافة إلى القوى التي لها وزنها على الساحة الدولية (روسيا والصين)، وسنقرر وفقًا للظروف كيف سنساعد أصدقاءنا والمقاومة في المنطقة، لن نسمح للعدو بالتقدم".
وجاء هذا التحذير موجهًا إلى الولايات المتحدة والدول الغربية، وأيضًا السعودية وقطر وتركيا التي تتهمها إيران الحليف الإقليمي الأساسي للنظام السوري بتقديم دعم مالي وعسكري للمقاتلين المسلحين المعارضين لنظام بشار الأسد.
وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قد اتصل الاثنين بنظيره السويدي كارل بيلد للتأكيد بأن الوضع في سوريا يتجه نحو العودة إلى "الهدوء".
وأضاف: "الدول الصديقة لسوريا والتي تريد السلام والاستقرار في المنطقة عليها الإعداد لحوار بين السلطة والمعارضة".