أكد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أن الظروف والمتغيرات المهمة التى تنعقد القمة الأفريقية الحالية فى ظلها تتطلب مضاعفة الجهود والعمل الجماعى الجاد لمواجهة آثارها ومعالجة نتائجها..مشددا على أهمية إيجاد السبل الكفيلة بتعزيز الأمن والاستقرار فى الدول العربية والأفريقية، والعمل بإخلاص على تعزيز التنمية فيها وخلق فرص عمل لهذه الشعوب بما يكفل الحياة الكريمة لهم.
وقال أمير الكويت، فى كلمته أمام قمة الاتحاد الأفريقى التاسعة عشرة المنعقدة فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الأحد - "إننا مطالبون بالعمل سويا والتكاتف لمواجهة آثار الأزمة الاقتصادية التى لاتزال تعصف بالعالم بأسره والنأى باقتصادياتنا عن نتائجها".
وأضاف الصباح الذى تستضيف بلاده القمة الأفريقية العربية فى العام المقبل "أننا نجتمع اليوم فى هذه العاصمة العريقة مستذكرين بكل التقدير والامتنان موقف دول القارة المساند للحق الكويتى إبان الغزو العراقى الغاشم للكويت، وهو موقف ينسجم مع ما سطره الإخوة فى القارة السمراء من صور رائعة فى تاريخ نضالهم ضد الظلم والاستبداد".
وتابع أمير الكويت "لقد عكست دولكم عبر تلك المواقف الرائعة عمق الروابط بين دولنا، ووحدة المصير الذى يربطنا والمبادئ والأعراف التى تجمعنا الأمر الذى يحتم علينا العمل على كل ما من شأنه الارتقاء بعلاقاتنا وشراكتنا إلى المستوى المنشود الذى يتناسب وتلك المواقف"..منوها بأن القارة السمراء لعبت وتلعب دورا حيويا مؤثرا على صعيد العالم.
ونوه بدور الاتحاد الأفريقى مع دول العالم فى وضع التصورات والخطوات الكفيلة بمواجهة التحديات التى تواجه الدول العربية والأفريقية، مؤكدا فى الوقت ذاته حرص قادة الدول الأفريقية على التفاعل والتصدى لمشكلات أبناء القارة برسم خطط تنموية طموحة تهدف إلى الارتقاء بهم وتحقيق طموحاتهم المشروعة وتجسد الحكمة والرؤية الثاقبة لهم.
وقال أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إن الاتحاد الأفريقى حقق عبر السنوات الماضية إنجازات عدة فى مسيرته لتحقيق التنمية المستدامة من خلال الرؤى المشتركة والتوافق حولها، وخاصة فى بناء القدرات الذاتية للقوى البشرية لكى تمتلك زمام المبادرة فى استغلال الثروات الطبيعية التى تزخر بها القارة.
وأشار الصباح إلى أن تعزيز التجارة البينية الأفريقية انطلاقا من التنوع فى مصادر الثروات الطبيعية فى القارة السمراء، يشكل قوة اقتصادية كبيرة فرضت تحول تعامل العالم مع القارة من الاستغلال للثروات إلى شراكة استراتيجية فى كافة المجالات.
وقال إن الكويت أدركت أهمية التنمية والتعاون لما فيه صالح الشعوب، فأنشأت الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية الذى امتد نشاطه إلى 48 دولة فى الاتحاد الأفريقى من أصل 50 دولة عضوا فى الاتحاد، كما أسهم فى تمويل عدة مشاريع فى قطاعات مختلفة منها الزراعة والنقل والطاقة والمياه والصرف الصحى والصحة والتعليم وغيرها، حيث بلغ إجمالى الصرف على تلك الأنشطة ما يفوق 6.4 مليار دولار.
إضافة إلى المساعدات والمنح الكويتية إلى دول الاتحاد والتى تقدر بحوالى 120 مليون دولار لبناء القدرات الذاتية لدول الاتحاد، كما شارك الصندوق - وفقا لأمير الكويت - فى مبادرة البنك وصندوق النقد الدوليين عام 1996 لتخفيف عبء المديونية عن 24 دولة من دول الاتحاد الأفريقى.
ونوه بأن الكويت أطلقت أيضا مبادرة بإنشاء صندوق الحياة الكريمة برأسمال قدره 100 مليون دولار بهدف مساعدة الدول على مواجهة متطلباتها الأساسية فى ظل الصعوبات التى أفرزتها أزمة الغذاء العالمى التى نشبت عامى 2007 و2008 وأعقبتها الأزمة المالية فى أواخر عام 2008.
وقال الصباح: إن الكويت أسهمت فى الكثير من الصناديق التى أنشئت فى قارة أفريقيا لمكافحة الجوع والفقر بمبالغ تتجاوز 300 مليون دولار والتزمت أيضا بمبلغ 500 مليون دولار فى مؤتمر المانحين لشرق السودان.
وأوضح "لقد تابعنا باهتمام بالغ اختيار الأشقاء فى مصر لرئيس الجمهورية فى ممارسة ديمقراطية راقية تعكس ثقافة المجتمع المصرى وحضارته، ونبارك لفخامة الأخ محمد مرسى، حصوله على ثقة الشعب المصرى، كما أننا نتابع بارتياح التطورات الإيجابية التى تحققت فى كل من تونس وليبيا الشقيقتين متمنين لقيادتى البلدين كل التوفيق والسداد فى مساعيهما نحو تحقيق تطلعات شعبيهما".
ونبه أمير الكويت إلى أن الوضع فى الصومال يحتاج من الجميع العمل وتضافر الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار ليعود عضوا فاعلا فى المحيط العربى والإفريقى والدولى.
وحول السلام فى الشرق الأوسط، قال أمير الكويت، إنه لن يتحقق إلا بالضغط على إسرائيل لحملها على وقف الاستيطان وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما يمكن من قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرة العربية.
أما فيما يخص الأوضاع فى سوريا، فأكد أن النظام السورى هناك مطالب بتحقيق مطالب شعبه وتنفيذ مبادرة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفى عنان بنقاطها الست حقنا لدماء الأشقاء وحفاظا لسوريا من الانزلاق فى آتون حرب أهلية التى سيكون الخاسر الأكبر فيها الشعب السورى من أرواح أبنائه وممتلكاتهم، وقال "إن سعينا للحصول على العضوية بصفة مراقب فى الاتحاد الأفريقى ما هو إلا دليل على إدراك الكويت لأهمية قارة أفريقيا السياسية والاقتصادية والثقافية".. مضيفا "نتطلع بشغف كبير للالتقاء بكم على أرض الكويت العام المقبل فى دورة جديدة من عملنا العربى الأفريقى المشترك عبر القمة العربية الأفريقية التى بدأت ورش العمل فى الكويت للتحضير لها مبكرا، إدراكا منا لأهمية العمل المشترك بين دولنا وتفهمنا لجسامة المسئولية الملقاة على عاتقنا، ولضمان تحقيق ما نتطلع إليه من نتائج".
وأضاف "لقد تابعت بإعجاب مراحل إنجاز المقر الجديد للاتحاد الأفريقى فى أديس أبابا والذى يعد تحفة معمارية، وتم الانتهاء من تشييده بداية العام الجارى، ومساهمة من الكويت فى تجهيز هذا الصرح ليكون حاضرا للعمل".
وأعلن الصباح فى الختام عن تبرع الكويت بتكاليف تجهيز مقر المفوضية العامة للاتحاد الأفريقى بكافة مستلزماته.