تحدث تقرير "إسرائيلي" بتوسع عن وحدة كوماندوز تابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يترأسها "رائد العطار"، مهمتها الأساسية أسر جنود صهاينة جدد.
والتقرير الموسع الذي أعدته القناة الثانية في التلفزيون "الإسرائيلي" حمل عنوان "هكذا يخطط دماغ حماس لخطف الجنود الإسرائيليين"، وتمحور حول شخص رائد العطار التي وصفته القناة بأحد قادة كتائب القسام الذي كان احتفظ لخمس سنوات بالجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" في غزة.
وتقول القناة إن رائد العطار وضع لنفسه هدفا يتمثل في خطف جندي "إسرائيلي" جديد بأي ثمن، مستندةً في ذلك إلى ما وصفته باعترافات مقاتل من حماس تم أسره مؤخرا على الحدود مع قطاع غزة.
ووصفت مصادر في جهاز المخابرات الاسرائيلية "الشاباك"، العطار بـ"رأس الأفعى الحمساوية"، حيث يعتبر "الشاباك" وحدة الكوماندوز الحمساوية التي يترأسها العطار "أفعى حماس"، ويتدرب أعضاء الوحدة السرية على طرق تخدير الجنود ، ويعكفون على دارسة اللغة العبرية وعلى إجادة عمليات الرصد والتسلل والعمل داخل "إسرائيل" باستخدام قصص تغطية.
وقالت القناة الثانية في تقريرها: "في يوم الإفراج عن جلعاد شاليط تتبعت كل "إسرائيل" الجندي أثناء عودته من اللحظة التي ظهر فيها رجال كتائب عز القسام في معبر رفح وحتى تم تسليم جلعاد إلى الجانب المصري والمقابلة التي أجراها التلفزيون المصري مع جلعاد شاليط واستقبال رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو ووزير جيشه لجلعاد شاليط وحتى وصوله إلى منزله في حيفا".وتضيف القناة: "لو أن أحدًا قام بإعادة شريط الفيديو الذي يوثق اللحظات الأولى لتنفيذ صفقة شاليط ، بإمكانه ملاحظة شخص حاد الملامح هادئ وفي غاية الاستعداد لأي طارئ ، يمتلك عيونا مليئة بالإصرار ويرتدي ملابس عصرية جدا ".
وتقول القناة إن هذا الشخص هو رائد العطار قائد لواء رفح في كتائب القسام ، وتمضى القناة إلى القول: "بالتأكيد بناء على مصادر في جهاز الاستخبارات "الاسرائيلية" فإن رائد العطار الذي قاد بنفسه عملية أسر الجندي جلعاد شاليط قبل أكثر من خمسة أعوام وبعد ذلك واصل العطار الاحتفاظ بالأسير بعد أن كلفته قيادة القسام بتأمين عملية الاحتفاظ بجلعاد".
وقال ضابط رفيع في جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك":" بالنسبة لنا الحساب مع العطار رأس الأفعى مفتوح ، وطالما العطار حي سيحاول أسر جنود "إسرائيليين".
ووصف ذات الضابط العطار بأنه "أكثر من مجرد مُرسل "مخربين" إنه دماغ حماس العسكري والأمني .. إنه رجل يعمل باستقلالية تامة ويتخذ قرارات على عاتقه الشخصي وسيأتي اليوم الذي سنصفي حسابنا الطويل معه".
وتمضي القناة قائلة: "إلى أن ينجح الجيش "الإسرائيلي" والمخابرات في وضع حدٍّ لحياة العطار سيواصل الأخير التخطيط لخطف جنود "إسرائيليين".
وكشفت تقرير القناة الثانية بالتليفزيون "الإسرائيلي" القناة -لأول مرة - أن جيش الاحتلال حاول أربع مرات اغتيال العطار خلال عملية "الرصاص المسكوب".
وأشارت القناة إلى أن العطار البالغ من العمر 45 عاما من بين النجوم في ما وصفته "قمة قيادة الإرهاب" المطلوبين "لإسرائيل"، مضيفة أنه مطلوب للاغتيال منذ 20 عاما بسبب ضلوعه في هجمات أودت بحياة جنود "إسرائيليين" خلال الانتفاضة الأولى.
وتضيف القناة أنه " في عدة مرات أطلقت طائرات استطلاع بدون طيار صواريخ صوب أماكن كان يُعتقد بتواجد العطار فيها ولكن العطار لم يصب بأذى".
والعطار متزوج وله ولدان، ويقضى غالبية وقته داخل المقرات السرية التحت أرضية التابعة لجهاز حماس العسكري ، ويستبدل مكان إقامته بشكل يومي؛ الأمر الذي يجعل من تعقبه مسألة في غاية الصعوبة، وفقا للقناة .
وينقل التقرير عن ضابط رفيع في القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال قوله: "العطار شخص في غاية المكر ليس من السهل تتبعه وهو شخص سري جدا وقائد "إرهابي" خطير ولا يشارك أحدًا في خططه والقلة فقط من جنوده يحظون برؤيته شخصيا ويغير بشكل دائم أماكن تواجده ويقيم تحت الأرض وهو يدرك أننا نتحين الفرص لاقتناصه".
ونسبت القناة –استنادًا إلى شهادات من كبار ضباط جيش الاحتلال وجهاز المخابرات- للعطار المسؤولية عن العشرات من الهجمات التي استهدفت "إسرائيل" خصوصا الهجمات التي استهدف المواقع العسكرية "الإسرائيلية" بمحاذاة قطاع غزة و"المستوطنات" داخل القطاع قبل إخلائها وإطلاق صواريخ غراد صوب عسقلان وبئر السبع وايلات".
ووصف ضابط كبير في جهاز الاستخبارات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال العطار بالقول: "إنه رأس الأفعى الحمساوية وهو مسؤول أيضا عن عمليات التهريب من مصر ... وتمكن من الحصول على سلاح متطور من مصر ، وما من مصيبة في قطاع غزة إلا وله يدٌ فيها".
وقال ضابط آخر في الجيش: "العطار كان من بين الأشخاص القلائل في قيادة جهاز حماس العسكري الذين علموا بمكان جلعاد شاليط خلال فترة أسره".
وقالت القناة إن السبب الرئيسي الذي يجعل من العطار الهدف رقم واحد للجيش "الإسرائيلي" وسائر الأجهزة الاستخبارية "الإسرائيلية" هو أن العطار جعل هدف حياته ومشروعه الشخصي في الحياة خطف الجنود "الإسرائيليين"، من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين، لاسيما القدماء منهم الذين شاركوه في تنفيذ العمليات المسلحة الأولى خلال الانتفاضة الأولى.