أماطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اللثام عن وقوع 400 حالة انتحار سنويًا فى إسرائيل، وسط إهمال السلطات المختصة لمسئوليتها اتجاه معالجة هذه الظاهرة، وبالمقابل العمل على إخفاء الأرقام الحقيقية حولها وإدراجها ضمن حوادث مختلفة منها المرورية.
وقررت عائلات المنتحرين الخروج فى تظاهرة صامتة، تنديدًا لحالة الصمت التى تتبناها الحكومة "الإسرائيلية" حيال ارتفاع أرقام هذه الظاهرة، وبهدف دفع المسئولين والمختصين لتحمل مسئوليتهم فى معالج هذا الموضوع.
ووفق "يديعوت" قال دانى تسيبى، العضو فى جمعية "من أجل الحياة"، والمتخصصة فى نشر الوعى الشعبى حول ظاهرة الانتحار: "الكثير لا يعرفون أنه فى "إسرائيل" ينتحر سنوياً من 400 إلى 500 شخص".
وأضاف: "عمليًا هذا رقم كبير نسبيًا وسيكون أكبر لو لم تقم السلطات بإخفاء الأرقام الحقيقة حول الظاهرة، بسبب عملية الصمت اتجاه الموضوع".
وأردف تسيبى: "السلطات الإسرائيلية تقوم فى أماكن كثيرة وقطاعات كثيرة بالإعلان عن هذه الظاهرة، على أنها حالات موت نتيجة حوادث مختلفة من أجل إخفاء حقيقتها الانتحارية".
وتابع: "المستشفيات فى كافة أنحاء إسرائيل تستقبل سنوياً أكثر من 400 حالة محاولة انتحار".
يشار إلى أن دراسة أشرفت على إعدادها مجلة "إير فورث تايمز" الأمريكية كانت قد كشفت أن طلبة الكليات الأمريكية الذين شاركوا في مهام عسكرية تابعة للجيش يكونوا معرضين للإقدام على الانتحار أو على الأقل التفكير في الانتحار بمعدل يفوق الطلبة العاديين الذين لم يرتبطوا بالجيش.
وذكرت الدراسة التي صدرت بمعرفة المركز الوطني لدراسات المحاربين في جامعة يوتا الأمريكية ان الطلبة الجامعيين العسكريين يزداد فيه معدل الإقدام على الانتحار بما يزيد ست مرات عن الطلاب الجامعيين الآخرين الذين لم يسبق لهم أداء أية خدمة عسكرية.
وبعد الفحص الذي أجراه الباحثون في قضية الانتحار بين الطلاب أصحاب التجربة العسكرية مع القوات الأمريكية اتضح أن هؤلاء الطلاب يشعرون بالعزلة أكثر ويكونون منعزلين عن زملائهم ولديهم ميول عدوانية.
وكان وزير شئون المحاربين القدامى الأمريكي اريك شينسيكي قد أبدى أسفه لارتفاع عدد حالات الانتحار في صفوف المحاربين الأمريكيين القدامى لاسيما من الشباب الذين خدموا في العراق وأفغانستان، واعترف في الوقت نفسه بعدم القدرة على تحديد عددهم.