قالت الكاتبة والناشطة السياسية الجزائرية وسيلة تاملزلى عندما تحدثت عن الثورات العربية والإسلام قائلة إن "هناك تناقضا كبيرا بين المصطلحين حيث إن الإسلام يعنى المحافظة، أما الثورة فتعنى التمرد على الأحوال القائمة، واصفة الحكومة والنظام الإسلامى بأنه "أيديولوجية فاشية".
وأشارت صحيفة الإكودياريو الإسبانية إلى أن الكاتبة ألقت محاضرة مساء أمس الخميس فى جامعة بيلاو الدولية بفالينسيا، وكان من أهم القضايا التى تناقشت فيها الربيع العربى وعلاقة الثورة بالإسلام.
وأعربت تاملزلى عن رفضها بأن يكون الخيار الوحيد للدول العربية المتضررة من أنظمتها والتى اتجهت نحو الثورة للخلاص منها هو "إقامة حكومات إسلامية"، مشيرة إلى أنه على الرغم من وجود خطر يواجه هذه البلاد ولذلك فإنها تبحث عن أقرب نجاة لها إلا أن هذا يعتبر أخطر مما توجد عليه الآن، ومن الضرورى الاستمرار فى الصراع للوصول للحريات المدنية التى أطاحت بالأنظمة السياسية الديكتاتورية فى تونس ومصر وليبيا، وجعلت الدول الأخرى تتبع ما قاموا به، ولا يستسلموا لأقرب حل لهم وهو إقامة الحكومات الإسلامية لأن هذا من وجهة نظرى ليس بالحل الأمثل".
وترى تاملزلى أن ما تعيشه الآن كل من تونس ومصر هو يعتبر "الثورة المضادة" المحافظة التى ترغب فى إقامة حكومات إسلامية فى المجتمع المفترض أنه فى طريقه إلى الديمقراطية، وفى رأيها أن هذه النوايا تعد معادية للثورة، حيث إنها تتعارض مع مصالح الشعب التى كان يتطلع إليها فى بداية عام 2011 والتى هزت دول شمال أفريقيا بأجمعها.
وشددت الكاتبة على ضرورة تحليل الوضع بشكل واضح وعدم الخلط بين المفاهيم، موضحة أن الثورة والثورة المضادة شيئان مختلفان تماما، وهو خطأ كبير يقع فيه الكثيرون مشيرة إلى أن فى السبعينيات ما حدثت فى إيران التى سميت بالـ"ثورة" فى حقيقة الأمر إنها" ثورة آيات الله" وهى ما تعتبر الثورة المضادة المحافظة، ولذلك فعلينا الآن أن نمنع تونس ومصر من أن تصبحا إيران جديدة.
وتعتقد تاملزلى أنه من أجل تحقيق أهداف الدول العربية من الوصول إلى الحرية والديمقراطية فلابد من النضال المستمر الذى سيستغرق سنوات طويلة، مشيرة إلى أن البعض يرى أن ما تم الوصول إليه من الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية تعتبر النهاية أما بالنسبة لى فهذا مجرد بداية، حيث أن أفكار مثل العلمانية وحرية التعبير والديمقراطية لا تزال شيئا جديدا جدا فى هذه المجتمعات، وأنه من الضرورى تعميق هذه الاتفاقيات لتثقيف الشعب حول توطيد الحقوق والحريات.
وأوضحت الصحيفة أن تاملزلى طرحت كتابا جديدا فى إسبانيا تحت عنوان "بلدى الجزائر.. امرأة بين الثورة والحرب الأهلية"، والذى يروى تجربتها خلال تحرير الجزائر والتطور اللاحق للبلاد، وأن هناك بعض الدروس التى يمكن استخلاصها.
وشددت الكاتبة على أن البلدان العربية عليها مواصلة القتال حيث إنه السبيل الوحيد للوصول إلى الحرية والديمقراطية وإن لم يحدث هذا سيفقدون فرصة تاريخية كبيرة"، مشيرة إلى أن الجزائر عندما قررت الاستقلال عن فرنسا جميع الشعب اتحد وراء أهدافهم الأولوية ولم يرضخوا لأى حلول سهلة".