فى جمعة "تقرير المصير".. شاهين: اليوم مليونية الأحرار لعودة الشعب يد واحدة.. وخطيب الاستقامة: نحن آثمون إذ لم نختر رئيسا يتصف بالقوة والعلم.. والرحمة: العسكرى دفع بسليمان للإطاحة بأبو إسماعيل والشاطر
تناولت خطب الجمعة اليوم، انتخابات الرئاسة وما قام به المجلس العسكرى من الدفع باللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، بهدف الإطاحة بالمهندس خيرت الشاطر مرشح رئاسة الجمهورية المستبعد، كما تناولت الخطب المطالبة بإجراء الانتخابات فى موعدها وعدم وضع دستور تحت حكم العسكر، بالإضافة إلى إلغاء المادة 28 من الإعلان الدستورى.
وقال مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم وخطيب الثورة فى جمعة "إنقاذ الثورة"، إنهم جاءوا اليوم إلى ميدان التحرير للمطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية فى موعدها وتعديل المادة 28 من الإعلان الدستورى وعدم إجراء الدستور فى ظل حكم المجلس العسكرى وإعداد دستور توافق يعبر عن طموحات الشعب المصرى.
وأضاف شاهين خلال خطبته بميدان التحرير الذى احتشد فيه عشرات الآلاف لرفض ترشح فلول النظام السابق للرئاسة، أن الثوار مستمرون فى ثورتهم أمام الأعداء الذين يحاولون خلق الفتن وألا يكون الشعب يد واحدة، مؤكدا على أن اليوم يوم عظيم أسماه "مليونية الأحرار"، مطالبا متظاهرى التحرير بالحفاظ على مصر ثورتها، وعلى الجميع أن يتقبل أخطاء الآخر حتى يعود الشعب يدا واحدة.
وطالب بضرورة عزل الفلول فورا، مؤكدا على أنه فى حال عودة هؤلاء للحكم مرة أخرى سيعلقون الثوار بميدان التحرير ويرملون زوجاتهم، قائلا "نموت أحرارا ولا نموت جبناء.. نموت بميدان التحرير ولا نموت فى بيوتنا متخاذلون لهذا الوطن"، متسائلا: "هل يقبل الشعب المصرى أن يفرقه الأعداء فى ثورته وإعادة إنتاج نظام مبارك تحت أى مسمى آخر؟".
وشدد شاهين فى حديثه على أن مصر لن تسقط أبدا قائلا: "سنأكل العيش بالجبن ولن نتسول لأحد واليوم جمعة فاصلة فى التاريخ"، وتعليقا على ترشح الفلول للرئاسة، قال إن قانون العزل السياسى لابد أن يفعل حتى تعبر ثورتنا لبر الآمان، مضيفا "أيعقل أن يأتى من ضرب الثورة ويحكم البلاد مجددا؟.. على جثتنا لأننا مصرون على استكمال الثورة ونحن يد واحدة".
ووجه خطيب مسجد عمر مكرم رسالة لإسرائيل قائلا: "أنت واهمة إذا كنت تظنين أن الشعب المصرى مشغول بثورته عن قضية القدس.. فالقدس قضيتنا وستظل حتى نصلى يوما فى المسجد الأقصى.. فإذا كانت مصر هى الخطوة الأولى فسنبنى مصر أولا ثم نعود لنحرر القدس"، مطالبا بفتح الحدود بين الدول العربية للتكامل فى جميع المجالات.
فيما أوضح الدكتور أحمد عمر هاشم المواصفات الواجب توافرها فى الحاكم الذى سيتولى إدارة شئون البلاد خلال الفترة القادمة والتى يأتى فى مقدمتها أن يكون عادلا ويتيح حرية الكلمة لمعارضيه وألا يتشكك فى نوايا الناس، وأن يطبق مبدأ الشورى وأن يحسن اختيار المسئولين الذين سيعاونه.
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم خلال الخطبة الجمعة بمسجد الأزهر والتى جاءت بعنوان "الواجبات والحقوق للراعى والرعية"، أن بلادنا تمر خلال هذه المرحلة بفترة دقيقة يجب على كل مواطن أن يحسن فيها التفكير والاختيار حتى يكون حاكم مصر القادم يراعى الله فى رعيته، مشيرا إلى أن الحاكم يجب أن يرعى حق الله فى حماية الدين والنفس والعرض والمال ويكون عادلا ويتيح حرية الرأى ويستمع لنقض الآخرين لأنه يوجه لأمثل الطرق ومواطن الداء والضعف.
وأضاف خطيب الأزهر أن الحاكم يجب عليه ألا يشكك فى نوايا الناس وألا يتتبع عوراتهم مستشهدا بقول الرسول "صلى الله عليه وسلم" "لا يبلغنى أحدكم عن أحد شيئا فإنى أحب أن أخرج سديد الصدر.
وتابع أن الحاكم يجب أن يستشير ويستخير ويأخذ رأى الذين معه لأن رأى الفرد يشكل أمة وأن يحسن اختيار من سيعاونوه ويكون معيار اختيارهم الكفاءة والإخلاص وليس القرابة والمحاباة، مستشهدا بقول الرسول "صلى الله عليه وسلم" من تولى أمر المسلمين وولى عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله"، مشيرا إلى أن الحاكم يجب أن يحافظ على المال العام وأن يكون نزيها وعفيفا وبعيدا كل البعد عن أن توظف مكانته لأخذ شىء بدون وجه حق لأن استغلال النفوذ محرم فى الإسلام.
وأوضح الدكتور عمر هاشم واجبات الرعية والتى يجب أن تتوافر فيهم الطاعة والنصرة والنصيحة، موضحا أن لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق، وأن يناصروا الحاكم عندما يقف موقف الحق وينصحوه إذا أخطأ، مؤكدا أن الأمة يجب أن تكون على قلب رجل واحد وننبذ الخلافات والفرقة وأن نكون تحت مظلة "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
ومن جانبه أكد الشيخ حافظ سلامة زعيم المقاومة الشعبية بالسويس أن حريق السويس مؤامرة مدبرة من فلول النظام السابق، قائلا: "هؤلاء الفلول لن يرتاحوا ولن يطمئنوا حتى خراب مصر"، وأن هذا الحريق مؤامرة مدبرة من عتاولة النظام السابق، وأضاف سلامة عقب خطبة الجمعة بمسجد النور بالعباسية، أن هناك أصابع خفية تلعب بمختبرات مصر وعدم استقرارها ولابد من محاصرة هؤلاء والقصاص العادل من المتورطين منن النظام البائد، ولابد أن نتكاتف فى يد واحدة للقضاء على المتآمرين، وأن الحمل ثقيل جدا.
ولفت إلى أنه منذ قيام ثورة 25 يناير أن المجلس العسكرى ومجلس الوزراء ومجلس الشعب جميعهم لم يحققوا أهداف الشعب بعد القضاء على النظام البائد، مطالبا بمجلس رئاسى مدنى وليس مجلس أعلى للقوات المسلحة يتكون من نخبة رئيس المحكمة العليا للدستور وبعض الشيوخ وممثلين عن مجلسى الشعب والشورى تدير شئون البلاد وبعدها سننتخب رئيسا للجمهورية، قائلا:" ولا أحد من المرشحين يستطيع بمفرده أن ينقذ مصر".
وانتقد الشيخ فوزى السعيد خطيب مسجد التوحيد برمسيس ما قامت به اللجنة العليا المشرفة على انتخابات الرئاسة من استبعاد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل من الرئاسة بحجة أن والدته تحمل الجنسية الأمريكية، واصفا ذلك بالظلم والافتراء والكذب على الشيخ حازم، وأن المادة 28 ما هى إلا اختصار للمادة 76 التى وضعها مبارك لنفسه وأن معظم الموجودين باللجنة العليا هم رجال مبارك ويأتمرون بأمره حتى بعد قيام الثورة.
ودعا السعيد خلال خطبة الجمعة جموع المصلين بضرورة القيام بثورة سلمية للمطالبة بتغيير المادة 28، لافتا إلى أن هذا هو الحل الوحيد حتى لا نقع تحت أيدى حاكم ظالم مرة أخرى ودعاهم إلى ضرورة الاستمرار فى الاعتصام والالتزام بسياسة ضبط النفس وعدم الاشتباك مع أى تيارات أخرى.
كما انتقد الخطيب قرار حكم القضاء الإدارى بشأن حل اللجنة التأسيسية، مشيرا إلى أن هذا هو قرار الشعب واختياره وليس للقضاء دخل فى ذلك، لافتا إلى أن ذلك هو عبارة عن إقصاء للإسلاميين وعدم الرغبة فى تطبيق شرع الله .
ومن ناحية أخرى، أكد خطيب المسجد أن الدين الداخلى وصل إلى 106% من الناتج القومى لمصر ووصل الدين الخارجى إلى 35 مليار دولار، وأن مصر تعيش فى ظروف اقتصادية صعبة، وبالرغم من ذلك يتجه المجلس العسكرى والحكومة الحالية للاقتراض بالربا من البنك الدولى من أجل إحراج الرئيس القادم ووضعه فى مشكلات لا يستطيع حلها، لافتا إلى أنه مازال هناك مستشارون بالوزارات المختلفة يتقاضون ملايين الجنيهات، بالرغم من الظروف الحالية التى تمر بها البلاد.
ومن جانبه قال الدكتور عماد مخلوف خطيب مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، إنه آن الأوان لجميع المسلمين أن يتحدوا تحت راية واحدة بعيدا عن الأحزاب والجماعات والحركات لاختيار رئيسا لمصر تتوافر فيه الأمانة والعلم والقوة والخبرة والحنكة السياسية وإذ لم يفعلوا ذلك فى اختيار من يرفع الراية فهم آثمون.
وأوضح مخلوف أن الناظر والقارئ لسير الصحابة ومواقفهم يؤكد أنهم لا ينظرون لمصالحهم الشخصية بقدر نظرتهم لإعلاء الإسلام والمسلمين على حساب الأمور الشخصية والحياة الشخصية، ولذلك نقول للذين يتعصبون لأحبابهم وجماعاتهم وحركاتهم أن الرسول "صلى الله عليه وسلم" على مدار حياته كان دائما يعلو بأمر الإسلام والمسلمين .
واستشهد الخطيب بعدد من القصص التى أعلى فيها الصحابة من مصالح الجماعة على حساب مصالح الفرد ومنها قصة سيدنا عبيدة بن الجراح فى موقعة ذات الثلاثة التى كان سيدنا عمرو بن العاص أميرا عليها وحدث خلاف بين سيدنا عبيدة وسيدنا عمرو، حيث قال سيدنا عمرو بن العاص لعبيدة "أنا الأمير"، فقال سيدنا عبيدة "بل أنا لها" وحدث ذلك 3 مرات بينهم حتى تراجع سيدنا عبيدة عن موقفه ليتصدر سيدنا عمرو بن العاص قيادة جيش المسلمين فى ظل وجود كبار الصحابة.
كما استشهد الخطيب بقصة سيدنا خالد بن الوليد فى موقعة "مؤتة" عندما حمل الراية بعد استشهاد الـ3 الكبار فى الغزوة وهم زيد بن حارثة وأسامة بن زيد وعبد الله بن رواح رغم أن خالد بن الوليد كان أحدث من أشهروا إسلامهم مقارنة بالصحابة المشاركين فى الغزوة إلا أن الصحابة رأوا أن خالد بن الوليد هو الأكفأ والأكثر خبرة وحنكة بأمور المعارك الحربية وقاموا باختياره لها.
وأكد مخلوف على ضرورة أن ترفع راية الإسلام بغض النظر عن من يرفعها والتى لم ترفع إلا بتوحد جميع المسلمين وتركهم للأحزاب والجماعات لرفع راية الإسلام.
فيما قال خطيب مسجد الرحمة بالهرم، إن استبعاد كل من خيرت الشاطر وحازم صلاح أبو إسماعيل جاء من خلال خطة من المجلس العسكرى عن طريق دخول عمر سليمان انتخابات الرئاسة ويتم استبعاد الثلاثة مرشحين كما حدث.
وأضاف خطيب الرحمة خلال خطبة اليوم الجمعة أن الإعلام المضلل يخوف الناس من الإسلاميين ومن إقامة الحدود، ويقولون للناس إن الإسلاميين جاءوا لقطع اليدين وقطع الآذن مشيرا إلى أن الإسلاميين ليسوا بكذابين.
وأشار خطيب الرحمة إلى أن هناك خطة تحاك لتنصيب عمرو موسى رئيسا للجمهورية، مشيرا إلى أنه اجتمع سريا بالمجلس العسكرى خلال الأيام القليلة الماضية ولمدة تزيد على أربع ساعات ولذلك فيجب أن ينزل الشباب إلى الميدان.
وأكد خطيب الرحمة أن شباب 25 يناير استطاع أن يقوم بثورة هائلة لم نستطيع نحن وقد شاب شعرنا بأن نقوم بها فقد تعودنا منذ القدم أن نمشى "جنب الحيط" حتى مشينا بداخلها خوفا من النظام الحاكم ونسينا تعاليم الإسلام.