أعلن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين الجمعة أن الجيش السوداني استعاد "بالقوة" السيطرة على مدينة هجليج التي احتلتها قوات جنوب السودان في العاشر من أبريل.
وقال الوزير وهو يرتدي الزي العسكري للتلفزيون الرسمي: "إن قواتنا تمكنت من تحرير مدينة هجليج بالقوة واستعادتها اليوم".
وذكر مراسل الجزيرة نت بالسودان عماد عبد الهادي أن جيش السودان بسط سيطرته على كامل هجليج في الاتجاهات الأربعة، ونقل عن مصادر بالخرطوم أن تأخير إعلان سيطرة القوات السودانية على المنطقة كان لأسباب تكتيكية وإستراتيجية.
وكان رئيس جنوب السودان سالفا كير أعلن قبل أقل من ساعتين أنه أعطى الأمر لقواته بالانسحاب.
وأوضح كير في بيان قرأه المتحدث باسم الحكومة برنابا ماريال بنجامين في مؤتمر صحافي في جوبا ان "جمهورية جنوب السودان تعلن ان قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان تلقت الاوامر بالانسحاب" من هجليج.
وأضاف كير في بيانه ان قرار الانسحاب "لا يغير في شيء في موقفنا الذي يؤكد ان بانتو (اسم هجليج في جنوب السودان) تبقى منطقة لا تتجزأ من جمهورية جنوب السودان"، وفق زعمه.
وفيما كانت هجليج تحت سيطرة الجيش السوداني بالاصل لكن جنوب السودان يؤكد ان المنطقة الواقعة في منطقة حدودية غير مرسمة تابعة له، حيث يطالب الطرفان بمناطق مختلفة منها.
واكد رئيس جنوب السودان في البيان ان الانسحاب تقرر استجابة لنداءات مجلس الامن الدولي وعدد من مسؤولي المجتمع الدولي وكذلك لاشاعة "اجواء تسهم في استئناف الحوار مع السودان".
وكان الرئيس السوداني عمر البشير هاجم الخميس قادة جنوب السودان، وتعهد بتلقين دولة الجنوب "الدرس الأخير" في هجليج.
وقال البشير -وهو يرتدي زيا عسكريا- أمام حشد كبير بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان "أعطيناهم دولة كاملة فيها بترول وهم لم يفهموا.. أميركا لن تعاقبهم ولا مجلس الأمن، لكن نحن من سيعاقبهم.. القوات المسلحة والشرطة وقوات الأمن وكل الشعب".
وتابع "لن نعطي لهم شبرا واحدا من بلدنا، ومن يمد يده على السودان سنقطعها" مؤكدا أن الحركة الصهيونية تحرك الحركة الشعبية لتحرير السودان وتدعمها.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أكد أمس الخميس أن استيلاء جنوب السودان على حقل هجليج النفطي في السودان "عمل غير مشروع"، داعيا الطرفين إلى التفاوض ووقف القتال.
وحث بان خلال كلمته للصحفيين في مجلس الأمن، الطرفين على "ضبط النفس واللجوء إلى المفاوضات لحل الصراعات"، مطالبا بسحب القوات من منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان. كما دعا حكومة الخرطوم إلى وقف القصف داخل أراضي جنوب السودان وسحب قواتها من الأراضي المتنازع عليها وتحديدا أبيي.