أدى القتال بين مسلحي تنظيم القاعدة في اليمن والجيش إلى مقتل ما لا يقل عن 124 شخصًا خلال اليومين الأخيرين.
وقال مسؤولون يمنيون: إن القتال يدور حول مدينة لاودر، وإن عناصر القاعدة تحاصر المدينة، وتهاجم قوات الجيش في ثكناتها جنوب المدينة.
وقال مصدر عسكري من اللواء 111 المنتشر في منطقة لودر: إن 102 من القاعدة قتلوا في المعارك بينهم 28 قتلوا الثلاثاء.
ويضاف إلى هؤلاء 14 عسكريًّا قتلوا الاثنين وثمانية مقاتلين من لجان المقاومة الشعبية الموالية للجيش.
وأوضح المصدر العسكري أن المعارك تركزت الثلاثاء بين القاعدة ومسلحي القبائل بجوار محطة الكهرباء عند المدخل الجنوبي للمدينة.
لكن مصادر محلية أكدت أنه بالرغم من الخسائر الفادحة فإن تنظيم القاعدة يبدو مصممًا على السيطرة على لودر التي يعتبرها مدينة استراتيجية إذ تقع عند نقطة الوصل بين عدة محافظات جنوبية، وهو يطوقها دون أن يسيطر على مداخلها.
وذكرت مصادر مطلعة أن الجيش انسحب من جبهات المواجهات وهو متمركز فقط في مركز اللواء 111 في هضبة مطلة على لودر من الجهة الجنوبية.
وتقوم القوات اليمنية بعمليات قصف مدفعي وقنص ضد عناصر القاعدة.
وذكر مصدر مقرب من القاعدة لوكالة فرانس برس أن العشرات من جثث عناصر التنظيم تم دفنها في شقرة وجعار والوضيع بمحافظة أبين وفي عزان والحوطة بمحافظة شبوة المجاروة.
وكان حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن قد استنكر قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي الخاصة بإقالة عدد من القادة العسكريين من مناصبهم وأعلن الرفض التام لها.
وذكر الحزب الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح في أول تعليق له على تلك القرارات أنها تستجيب لرغبة طرف واحد، ولا تخضع للتوافق، ولا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
ويرى مراقبون أن هذا الرفض مرتبط بأنه كان على رأس القادة المقالين الأخ غير الشقيق للرئيس السابق محمد صالح الأحمر، وابن شقيقه طارق محمد عبد الله صالح.
وبحسب الموقع الرسمي لحزب المؤتمر على شبكة الإنترنت، قال مصدر مسئول في الحزب بأنه لم يتم التشاور مع حزبه كطرف أساسي في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية حول أي من تلك القرارات، رغم تأكيده بأنه لا اعتراض على القرارات التي تتخذ وفقًا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي اعتبر أنها اعتمدت التوافق كآلية لاتخاذ القرارات.
في سياق متصل، رحبت الولايات المتحدة الأمريكية بالقرارات التي أصدرها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بإحداث تغييرات في الجيش كتحرك مساعد على طريق إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك سي تونر في بيان صحافي: "ترحب الولايات المتحدة بإعلان الرئيس عبده ربه منصور هادي سلسلة من التنقلات لموظفي القطاع المدني والعسكري، باعتبار ذلك جزءًا من عملية المرحلة الانتقالية السياسية الجارية في اليمن".
وأضاف: "التغييرات هذه تُظهر التزام حكومة الوفاق الوطني بدورها المنشود في الاستجابة لتطلعات الشعب اليمني ولإعادة الاستقرار في البلاد".
وتابع تونر: "الرئيس هادي أظهر رباطة جأش عبر قيادته القوية لتنفيذ - وبخطوات ثابتة - بنود التسوية السياسية المتفق عليها خلافًا لتوجهات أولئك الراغبين في عرقلة المرحلة الانتقالية".
وأكد المتحدث الأمريكي وقوف الولايات المتحدة إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى صنعاء في دعوة كافة الأطراف إلى التعاون الكامل مع القرارات الرئاسية لمواصلة اليمن خطوات المرحلة الانتقالية السياسية بشكل سلمي ومنظم.