فيما يعد تطورا لافتا إزاء الموقف الصينى الداعم لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، وفى الوقت الذى تنتهى فيه غدا، الثلاثاء، مهلة الموفد الأممى والعربى لسوريا، كوفى عنان، لوقف إطلاق النار وسحب المظاهر المسلحة من الشوارع السورية، وإطلاق سراح المعتقلين، فقد دعت الصين نظام الأسد والمعارضة السورية إلى احترام "تعهداتهما" بوقف إطلاق النار والانسحاب العسكرى من المدن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية "ليو ويمين"، إن بلاده تدعو الحكومة السورية والأطراف المعنيين فى سوريا إلى احترام التعهدات بوقف إطلاق النار وسحب القوات من المدن، داعيا، الأسرة الدولية إلى "الصبر" وإعطاء عنان المزيد من الوقت.
وسارعت القيادة المشتركة للجيش السورى الحر بإعلانها الالتزام بخطة المبعوث الدولى كوفى عنان ووقف إطلاق النار ابتداء من صباح اليوم، الثلاثاء، وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السورى الحر فى الداخل العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين فى بيان للجيش حصل "اليوم السابع"، على نسخة منه، نعلن الالتزام التام بمبادرة المبعوث الأممى والعربى كوفى عنان، ونعلن كطرف مدافع عن هذا الشعب الأعزل عن وقف إطلاق النار ضد جيش النظام.
من جانبه، اتهم الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها بإثارة العنف فى سوريا من أجل الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، وقال شافيز لصحيفة إيه بى سى الإسبانية، "اتصلت هاتفيا بالأسد وأخبرنى عن سقوط 2000 من الجيش السورى، فضلا عن عدد كبير من المدنيين الأبرياء وذلك نتيجة للخطة الإرهابية للإطاحة من السلطة"، مضيفا أن "أخبرنى بشار أن الخطة الأمنية مستمرة وأن الوضع الأمنى فى تحسن وأنه يأمل فى انخفاض العنف فى الأيام المقبلة وأن تعود البلاد إلى حالتها الطبيعية".
وبخصوص الوضع الإنسانى للاجئين السوريين، يقوم المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفى عنان غدا الثلاثاء بزيارة لجنوب تركيا لتفقد مخيمات اللاجئين السوريين، كما يقوم عضوا مجلس الشيوخ الأمريكى جون ماكين وجو ليبرمان غدا الثلاثاء بزيارة إلى جنوب تركيا فى محافظة هاتاى لزيارة مخيمات لاجئين، بعد لقائهما مساء اليوم الاثنين الرئيس التركى عبد الله جول.
ومن المتوقع أن تتخذ تركيا موقفا حازما تجاه دمشق بعد أن تنتهى غدا المهلة الأممية للنظام السورى لوقفه إطلاق النار، بعد أن هددت أنقرة على لسان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان باتخاذ "تدابير" فى حال لم يوقف نظام دمشق أعمال العنف فى المهلة المحددة.
وقال سياسيون أتراك، إن أنقرة قد تقدم على إقامة مناطق عازلة على الحدود، فى حال تجاوز عدد اللاجئين السوريين فى تركيا 50 ألفا، بالإضافة إلى إقامة نقرة "ممرات إنسانية" على الحدود لمساعدة المدنيين.
وفيما يتعلق بتصريحات رجل الدين الإيرانى أحمد خاتمى الذى توعد فيه الدول العربية وشعوبها، فى حال مهاجمة سوريا، وأن إيران ستقوم بإحراق هذه الدول فى حال مدت يداً لمساعدة الشعب المنتهك فى سوريا العربية المسلمة، بالإضافة إلى الدعوة التى أطلقها آية الله "أحمد جنتي" الذى نادى من منبر جامعة طهران نفسه، بأنه على الشيعة العرب أن يبادروا لدخول سوريا للجهاد بجوار النظام السورى، حتى لا تقع سورية بيد أعداء أهل البيت، قال المتحدث باسم جمعة الإخوان المسلمين فى سوريا زهير سالم، فى تصريحات صحفية، "إننا نرى فى هذه التصريحات المستهترة والمستفزّة خروجاً على القيم الإنسانية والإسلامية، التى حضّت دائما على قول التى هى أحسن، والالتزام بحسن الجوار، وقواعد العيش المشترك".
وأضاف سالم، "إن هذه التصريحات دعوة للفتنة، وخطابا مستهترا غير مسئول، ستكون له تداعياته الوخيمة على الذين يسيئون تقدير عواقبه".