كشفت صحيفة "ديلي تليجراف" أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية رفضت تزويد نظيرتها البريطانية بمعلومات عن مخطط "إرهابي" يشابه هجمات مومباي ويستهدف المملكة المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن هذا الموقف الذي اتخذته واشنطن بإخفاء تلك المعلومات يرجع إلى خشيتها من أن يؤدي ذلك للكشف عن مصادرها السرية.
وقالت الصحيفة،: "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) حذّرت جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6) من أن تنظيم "القاعدة" كان يخطط لهجوم قبل 18 شهرًا، لكنها لم تزوده بالمعلومات المفصلة عنه خوفاً من قيام المحاكم البريطانية بالإفراج عنها، إذا ما استدعى تدخلها فيما بعد على غرار قضايا أخرى".
وأضافت: "هذا التطور جاء بعد إفراج أجهزة الاستخبارات الأميركية عن معلومات تتعلق بقضية بنيام محمد، المحتجز السابق في غوانتانامو المقيم في لندن، والذي حرّك دعوى قضائية أجبرت الحكومة البريطانية على دفع ملايين الجنيهات الاسترلينية تعويضات له ولمعتقلين آخرين".
وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن مصادر حكومية، أن وكالات الاستخبارات البريطانية اضطرت نتيجة ذلك لإجراء تحقيقات خاصة بها قادت إلى تحديد "الإرهابيين" المحتملين، لكن ما زال من غير المعروف إن كانت كشفت عن المدى الكامل للتهديد.
وقالت "ديلي تليجراف": "جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6) صار محبطًا بشكل خاص، بعد تلقيه القليل من المعلومات الاستخبارية عن المؤامرة التي خطط إرهابيون مسلحون يرتدون ملابس مدنية لشن هجوم عشوائي على الأراضي البريطانية على غرار هجمام مومباي عام 2008، والتي أودت بحياة 174 شخصًا".
وأضافت الصحيفة: "القضية أثارها المستشارون الأمنيون للرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظرائهم البريطانيين، في مكتب رئاسة الحكومة (10 داوننج ستريت)، خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي".
وذكرت الصحيفة أن "سي آي ايه" استرجعت كمية كبيرة من المعلومات الاستخبارية حول تهديدات محتملة ضد بريطانيا، من الوثائق التي تم العثور عليها خلال عملية مداهمة مجمع زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وتصفيته في باكستان العام الماضي، بعد تمريرها للسلطات البريطانية.