بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || في تونس... للصداقة معانٍ أخرى
::: عرض المقالة : في تونس... للصداقة معانٍ أخرى :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: في تونس... للصداقة معانٍ أخرى
كاتب المقالة: شريف عبد العزيز
تاريخ الاضافة: 02/03/2012
الزوار: 1067

في لافتة معبرة رفعتها إحدى حرائر سوريا يوم الجمعة الماضية وفي نفس انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا في العاصمة التونسية، كتبت عليها "اقتلوني ولكن يرحل" وهي بذلك قد اختصرت الثورة السورية ولخصت هدفها في مطلب واحد وهو رحيل النظام الأسدي المستبد الملطخة يداه بدماء عشرات الآلاف من السوريين الأبرياء المطالبين بالحرية والعدل، مهما كانت تكلفة وباهظة هذا الرحيل، وهذا يعني حقيقة واحدة؛ وهي أن أي حل دون ذلك الرحيل مرفوض جملة وتفصيلاً من الشعب السوري، وهذه الحقيقة يعلمها المجتمع الدولي جيدًا ولكنه يتجاهلها ويتعامى عنها، في تواطؤ دولي وإقليمي مرير على ما يجري في سوريا.

عناوين براقة ومضامين فارغة

لا ألفينَّك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما بلغتني زادي

هذا البيت المرير من عيون الشعر العربي، وهو ملخص مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد بالعاصمة تونس يوم الجمعة 24 فبراير بحضور سبعين دولة عربية وأجنبية وبغياب متوقع من روسيا والصين ولبنان وبحضور المجلس الوطني السوري المعارض، لمناقشة سبل علاج المشكلة السورية المتفاقمة والتي وصلت لحد لا يتصوره عقل بسقوط قرابة المائة قتيل يوميًّا في سوريا، وذلك في أعقاب الفشل الدولي في استصدار قرار من الأمم المتحدة ومجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي الصيني المزدوج.

المؤتمر الذي عقد ليوم واحد! تحت عنوان براق وآمال كبيرة من منسقيه، كان أشبه ما يكون بمعسكر تدريبي على فنون الخطابة والكلام المعسول الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، جاء خاليًا من أي مضامين حتى ولو كانت شعارات جوفاء، حيث تكلم العديد من الزعماء والمسئولين عن الأزمة السورية توصيفًا وتنظيرًا دون وضع أيه حلول عملية نحو الخروج من هذه الأزمة بحل يرضي الشعب السوري المطحون بين رحى النظام الأسدي المجنون والتواطؤ الغربي المرير، وبقراءة مقررات المؤتمر وتوصياته نجد أن أصدقاء سوريا قد برهنوا على أن للصداقة معاني أخرى غير تلك التي عرفها الناس وتربوا عليها، ونستطيع أن نخلص لعدة نتائج من هذا المؤتمر الفاشل الذي يضاف لسجل المحاولات الفاشلة ـ عمدًا ـ نحو الأزمة السورية بعدة أمور منها:

1ـ أن العرب قد بان عجزهم الكامل نحو التعامل الجدي والواقعي مع هذه الأزمة السورية، وبان أيضًا تخبطهم الشديد في توصيف علاجها، ففي الوقت الذي تبارى فيه المتكلمون في رثاء شهداء سوريا ومصابيها ومعتقليها، والتعهد بتقديم الإمدادات والمساعدات الغذائية والدوائية للمحاصرين في سوريا، وتوجيه اللوم للنظام السوري ومطالبته الخجولة بالرحيل كما جاء على لسان الرئيس التونسي "المنصف المرزوقي" ووزير الخارجية القطري "حمد بن خليفة" وهو أيضًا رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية والذي ناشد واستعطف الطاغية بشار ـ على أساس أنه عنده قلب أو مشاعر مثل سائر البشر ـ بعبارات رقيقة لعله يرحل، إذ قال له: "من هنا أوجه رسالة للحكومة السورية وللرئيس بشار الأسد: هل تريدون حكم سوريا فوق هذه الأشلاء والاستمرار في تدمير سوريا من أجل التشبث بالحكم؟ لابد أن تتخذ القيادة السورية قرارًا شجاعًا وتحسم أمرها لصالح الشعب السوري" رغم هذه المطالب بالرحيل إلا أنهم في نفس الوقت أكدوا على رفضهم القاطع لفكرة التدخل العسكري لنجدة أهل سوريا، رغم علمهم التام بأنه السبيل الوحيد لعلاج هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وكم كان "المنصف المرزوقي" متناقضًا فيما قاله حول رفضه للتدخل العسكري، إذ قال: "أن نكون أصدقاء حقيقيين لسوريا يعني أن نحقن أكبر قدر من الدماء، وهذا لا يكون بالتصعيد العسكري سواء تعلق الأمر بتسليح جزء من السوريين ضد السوريين أو بتدخل عسكري من أي طرف". وهكذا بخبطة قول ساوى بين الجلاد والضحية، ساوى بين الشعب الأعزل المحاصر الذي يقتل منه كل يوم قرابة المائة وهم في البيوت والطرقات، وبين الطاغية بجيشه الجرار والمدعوم بمليشيات البلطجية والمسلح بالسلاح الروسي ومن قبل ذلك العجز العربي والتواطؤ الغربي! وهو نفس الأسلوب الذي كان يتعامل به الغرب بهيئاته ومؤسساته الدولية المسيسة مع القضية الفلسطينية ومساواته بين الضحايا الفلسطينيين والجناة الصهاينة، لذلك كم كان جريئًا وشجاعًا وواضحًا مندوب العربية السعودية ووزير الخارجية السعودي الأمير "سعود الفيصل" عندما صرح بأن النظام السوري فقد شرعيته وأصبح أشبه بسلطة احتلال ـ عبارة موفقة ودقيقة للغاية ـ وأن التركيز على المساعدات الإنسانية للسوريين لا يكفي، ثم تساءل: "هل من الإنسانية أن نكتفي بتقديم الطعام والدواء والكساء للسوريين ثم نتركهم لآلة لا ترحم؟" ثم توَّج كلماته بموقف عملي يحمد عليه عندما انسحب من المؤتمر احتجاجًا على عدم فعاليات قراراته وتوجهاته وعدم جديته.

2ـ أن التواطؤ الغربي قد أصبح مفضوحًا ومكشوفًا لرجل الشارع العادي ناهيك عن الساسة والعقلاء، فالغرب يستطيع أن يضع روشته علاج سريعة وعاجلة إن توافرت عنده النية لذلك، وأدناها أن يقوم بتسليح المعارضة السورية وخاصة جيش سوريا الحر الذي أثبت قدرته على توجيه ضربات مؤثرة للجيش السوري المتداعي، وهو بذلك ينأى بنفسه عن التورط في المستنقع السوري وتحمل تكلفة قد يراها باهظة لأزمة لا تستحق كل هذا العناء! ولكن الأحداث والوقائع أثبتت أن الرضا الغربي عمومًا والأمريكي خصوصًا عما يقوم به جزار سوريا ومجرمها أكبر من أي محاولة عربية أو إقليمية أو حتى دولية لإنقاذ الشعب السوري، ففي الوقت الذي تتدفق المساعدات العسكرية والمالية السخية من إيران ـ المعاقبة دوليًّا ـ ويدخل خمسة عشر ألفًا من قوات الحرس الثوري إلي سوريا لذبح السوريين ومنع انهيار النظام الأسدي، ناهيك عن صنائع إيران في العراق ولبنان ـ جيش المهدي و"حزب الله" الشيعي ـ والذين دخلت مليشياتهم بقوة على الساحة السورية منذ بداية الثورة، وتمخر سفنها الحربية الممرات البحرية الدولية التي لابد لها من المرور على السواحل التي يسيطر عليها الكيان الصهيوني الغاصب الذي ملأ الدنيا ضجيجًا باستعداده لضرب إيران، تمر السفن بكل حرية وأمان لنقل السلاح إلي حاكم دمشق، وتقوم بالتشويش على اتصالات المعارضة وترصد تحركات الجيش الحر، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر الأقمار الصناعية المتطورة وطائرات الأواكس التي ترصد 400 هدف في الثانية الواحدة والمخابرات الأمريكية والإنجليزية والفرنسية إلخ، ولا تحرك ساكنًا ولا حتى تدين هذه الإمدادات الهائلة التي تمد شرايين نظام يتلذذ بذبح شعبه! وبطريقة لا تكشف فقط عن تواطؤ الغرب على ذبح السوريين ولكن عن كذب ونفاق الغرب خاصة أمريكا و"إسرائيل" فيما يتعلق بدولة الشر المجوسي إيران، فما تهديدات أمريكا وأوروبا والصهاينة إلا مسرحية هزلية تكرر في كل عام مرة أو مرتين، لم تعد تنطلي إلا على البلهاء الذين ظنوا أن الغرب يومًا سيردع الإيرانيين عن عبثهم بأمن المنطقة، بل إن الأمر ربما يكون أخطر من ذلك إذا صحت الأنباء التي تسربت عن نية أمريكا تطبيق النموذج الكوسوفي على سوريا، وهو ما سيؤدي حتمًا لتمزيق سوريا إلى كيانات طائفية ودويلات صغيرة تفاقم معاناة العرب والمسلمين أكثر فأكثر.

3ـ أن السوريين بعد نتائج هذا المؤتمر الفاشل قد رسخت قناعاتهم بأنه لا ناصر لهم على الحقيقة إلا الله ـ عز وجل ـ وهو ما يعتبر بحق بداية الطريق إلى النصر، حيث فرغت قلوبهم وانقطعت آمالهم من سوى الله تعالى، فأهل سوريا قد خانتهم كل أنظمة الأرض تقريبًا من عرب ومن عجم، ولم يبق لهم بعد الله تعالى سوى سواعدهم وعزائمهم، والذي يحتاجه الشعب السوري اليوم هو أيدلوجية جديدة يعيد بها شحن ثورته من جديد، ويصحح مسارها بعد أن كثر فيها الدغل والدخن ودب فيها الوهن، بحيث تنصهر ثورته وتسبك في إطار واحد لا يكون فيها مكان لطلاب الدنيا والباحثين عن المناصب ومتخاذلي أنصاف الحلول وتجار المعارضة وزبائن الفضائيات، وعندها فقط نقول للسوريين: هنيئًا لكم الحرية ويحتفل الشرفاء في كل مكان بصلاة جمعة الحرية الأولى في الجامع الأموي تمامًا مثلما احتفل صلاح الدين بفتح بيت المقدس بعد أن طهَّره من الصليبيين بخطبة الفتح في 4 شعبان سنة 583 هـ، ومن يدري لعلها تكون في 4 شعبان المقبل أو أقرب، ولا عزاء يومها لأصدقاء سوريا ـ أقصد بشار ـ من عرب ومن عجم

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 996764

تفاصيل المتواجدين