بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || تيار يشتكي ضعف إعلامه
::: عرض المقالة : تيار يشتكي ضعف إعلامه :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: تيار يشتكي ضعف إعلامه
كاتب المقالة: عبد الرحمن ضاحي
تاريخ الاضافة: 26/02/2012
الزوار: 1073

أتى الربيع العربي برياحه الطيبة المعطرة بالحرية، ولفحت وجوهَ كل التيارات والتكتلات السياسية، وحررتها من قيد الطواغيت التي طالما قيدت به في عصور الظلم والظلام، وجاءت اللحظة الحاسمة لكي يقول الشعب كلمته في انتخابات المجالس التشريعية، ويختار ممثليه وصناع قراره، وحينها ظهر على الساحة السياسية ضيف جديد أذهل الساسة والخبراء والمحللين بقوته العددية والتنظيمية، وظهر لأعدائه كالوحش الكاسر والمارد العملاق، وفاز بنصيب الأسد في الانتخابات التشريعية في كل البلدان التي أنعم الله عليها برياح الربيع.

ولعلك فهمت مقصدي بالضيف الجديد، إنه التيار الإسلامي، هذا الضيف الذي لم يتوقع أحد حجمه وصُدم به الكثيرون، ولكن هذا الضيف رغم قوته وعتاده، إلا أن به عيبًا خطيرًا ونقطة ضعف ليست باليسيرة، ويُؤتَى من قبلها دومًا، ألا وهي ضعف إعلامه، فبالرغم من وجود منابر إعلامية إسلامية عدة، إلا أنها لا ترقى لتتناسب مع قوته أو لتكون معبرة عنه.

فلا شك أن الإعلام صار سلاحًا خطيرًا يستخدم في الهجوم والدفاع، لا يقل أهمية عن المفاعلات النووية والقنابل الذرية، حتى سمَّاه كثير من أهل الشأن "بالسلطة الرابعة"، والدولة التي لا تمتلك إعلامًا قويًّا ولا تستطيع عمل رواج لأفكارها هي كالشخص المشلول، يملك أعضاءً كالسليم ولا يستطيع تحريكها، فالإعلام صار يشكل العقول والرأي العام والقناعات والأفكار، خصوصًا في وقت صار العالم فيه كالغرفة وليس قريةً أو بيتًا كما يقال، أدرك ذلك جوزيف غوبلز وزير الدعاية الألماني في عهد هتلر فقال: (لكي تكون لديك دولة جيدة، لابد أن يكون لديك إعلام جيد، فلا دولة بدون إعلام جيد، ولا إعلام جيد بدون دولة جيدة)، فما روَّج الكيان الصهيوني لدولة "إسرائيل" إلا بالإعلام، وما استطاعوا أن يستعطفوا الناس حول مزاعم المحرقة إلا بالإعلام، وما استطاع الغرب تشويه صورة الإسلام إلا بالإعلام.

وللأسف في عالمنا الإسلامي استطاع الإعلام الليبرالي أن يسيطر على المشهد الإعلامي ويحدث توازنًا بين قوة إعلامه وبين قوة التيار الإسلامي العددية والتنظيمية، وحاول بكل ما أوتي من قوة الضرب في التيار الإسلامي من خلال مسلسلاته وأفلامه وسخرياته، وقد تأثر الكثير من الناس بالسموم التي نفثها ذلك الإعلام المضلل، لاسيما في وجود إعلام إسلامي هزيل.

فما أشبههم بسحرة فرعون حين استعان بهم في قلب الحقيقة للناس وتزييفها، فقد قال سبحانه: {قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} وقد جاء في تفسير هذه الآية أن سحرة فرعون لم يغيروا حقيقة الأشياء ولكن التغيير كان ظاهريًّا فقط، فما أشبهه بإعلام اليوم فهو يغير الحق ظاهريًّا حتى يخيل للمشاهد أنه باطل يسعى، ويزين الباطل له حتى يتيقن أنه حق محض، فقد قال صاحب شركة مايكروسوفت بيل جيتس: "من يسيطر على الصورة، يسيطر على العقول".

التحدي الأصعب أمام التيار الإسلامي يكمن في قوة إعلام التيارات الليبرالية والعلمانية، فالإعلام الليبرالي ممسك بزمام الأمور من جرائد وقنوات ومحطات إذاعية، ونظرًا لما يتمتع به من الإمكانات القوية والإعداد الجيد لقضاياه وأفكاره لاقى قبولاً كبيرًا عند عامة الناس، ولوَّث أفكار الكثير منهم، ونجح في تشويه التيار الإسلامي بأذهان الناس، فقد قال جوزيف جوبلز وزير إعلام هتلر: "أعطني إعلاميين بلا ضمير أعطيك شعبًا بلا وعي"، في وقت يظهر فيه الإعلام الإسلامي بشكل بدائي لا يرقى ليتناسب مع قوة وحجم هذا التيار، فالأمر يقتصر على بث محاضرات بطريقةٍ لا تختلف كثيرًا عن دروس المساجد، وبرامج أطفال يفرغ فيها الأطفال ما حفظوه من خطب، وكأننا نشجع أطفالنا على التحول لآلات، أما عن الإعلانات فحدث ولا حرج عن إعلانات لأدوات طبخ وأغطية سرائر حتى انتهت لإعلانات محلات أكفان، وحملات التبرع التي ما من قناة إسلامية إلا وللأسف وقد لجأت لها؛ نظرًا لأدائها السيئ الذي كان نتاجًا له انهيار ميزانية القناة.

إذا عرف السبب بطل العجب:

1- وليد جديد:

نعذر الإعلام الإسلامي في كونه إعلامًا وليدًا جديدًا لم يسمح له بالحرية أو التعبير عن رأيه بصراحة إلا بعد الربيع العربي، حتى وإن سمح له في عصور الظلام والاستبداد فكان يسمح له على استحياء، ويتكلم بشروط الطغاة، وكان المجهود مشتتًا في مواجهة الطواغيت، فكل هذه العوامل أثرت في أدائه وجعلته يبدو هزيلاً وينقصه الخبرة.

ومن ثم وجب على التيار الإسلامي ترميم الشرخ الكائن بكيانه، والاستعانة بأهل التخصص في جميع الجوانب من إعلام مكتوب ومرئي ومسموع، خاصة وأن الإعلام الإسلامي يستقي تعاليمه وضوابطه من تعاليم الشرع ومقاصد الشريعة الإسلامية، فمهمة "ربط الإعلام بضوابط الشريعة" ليست باليسيرة، بل تحتاج للكفاءة وأهل التخصص في المجال كي تتم على أحسن حال؛ لكي ينهض التيار بإعلامه، ويستطيع استيعاب أغلب العقول من أبنائه وغير أبنائه؛ ولكي يستطيع الرد على مهاجميه والذب عن نفسه.

فبناء أي كيان لابد وأن يكون على أساس صحيح وسليم حتى لا ينهار إلى جرف هار، فما كان صوابًا من بدايته استمر واتصل وما بُني على خطأ فسيزول وينهار بلا شك.

2- الثقة مقدمة على الكفاءة:

حدد الله تعالى معيار اختيار أصحاب المهمات في القرآن: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ} فجاءت القوة بمعنى الكفاءة والأمانة بمعنى الثقة، واختار الله الكفاءة وجعلها المعيار الأول وتبعها بالثقة التي تزين عملية الاختيار وتجعله مثاليًّا.

فحين نقلب المعيار الرباني ونقدم الثقة على الكفاءة أو يصبح الانتقاء من الصف الأول مقدمًا على الصف الثالث في الولاء لصاحب المؤسسة أو المنظومة الإعلامية سيكون أداء هذا الشخص رديئًا وسيكون عبئًا على المؤسسة مما سيؤثر على مستوى إنتاجيتها.

فكما ذكرنا أن الإعلام الإسلامي "مربوط بضوابط الشريعة" وإهمال الكفاءة وجعلها في مرتبة متأخرة في معايير الانتقاء تفشل هذه المهمة وتسهم في السقوط أمام هذه التحدي الصعب.

وقد حذر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من إسناد الأمر لغير أهله فقال: "إذا وُسِّد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة".

3 – من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب:

لو تدبرت قليلاً طلبَ بني إسرائيل حينما قالوا لنبي لهم: {ابعثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِل فِي سَبِيلِ الله} ستجد به حثًّا على احترام التخصص، فلماذا لم يطلب بنو إسرائيل من نبيهم أن يقودهم هو في المعركة؟! .. ولماذا لم يتقدم نبيهم ليقودهم وينصِّب نفسه قائدًا حربيًّا حينما طلبوا؟! ... تجد الإجابة على هذه الأسئلة في قوله تعالى: {قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم} فالله اختاره لكونه أعلمهم وأقواهم.

فللأسف، الإعلام الإسلامي غير خاضع لمبدأ التخصص وتولية أهل المهنة، فتجد الشيخ مقدمًا لبرامج حوارية، وتجد الداعية مقدمًا لبرامج أطفال، وما خفي كان أعظم من فرق الإعداد والإخراج والمونتاج...

فقد قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) فدلت هذه الآية على استحالة أن يكون كل الناس علماء أو حكامًا أو مجاهدين أو فلاحين إلى غير ذلك.

فعندما يتصدر للعمل الإعلامي من ليس له بأهل فمن المؤكد أنه سيأتي بالعجائب، مما سيؤثر على شخصية المتصدر سواء كان شيخًا أو داعية، إضافة لتأثيرة على مستوى القناة الإعلامي، فكان الأولى به تركه لأهل التخصص؛ مصداقًا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم: {مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَالا يعنيه}.

4 – انعدام التنسيق:

من أسباب ضعف الإعلام الإسلامي ضعف التنسيق بين القنوات الإعلامية، فما يحدث أن كل قناة تتخذ مسارًا واتجاهًا معينًا، وتنزوي على نفسها مهملةً التنسيق مع القنوات الأخرى مما يشتت المجهود أو يحدث تكرارًا للمادة المعروضة.

فالتنوع والاختلاف صفة إيجابية في ظل التنسيق، أما إن أهمل التنسيق فسيكون الاختلاف وبالاً عليهم جميعًا، فالإعلام الإسلامي يتميز - إضافةً إلى الربح - بأنه إعلام يخدم قضية عقدية، ويرتبط بقضايا تهم الأمة، فإن لم تتكاتف المجهودات وتتلاقح الأفكار وتتبادل الخبرات فلن يُؤدَّى الغرض.

وليس من المعقول أن ينسق أصحاب الأفكار المنحرفة مع بعضهم البعض، وأصحاب الحق يسير كل واحد منهم في اتجاه لا يدري شيئًا عن الآخر، لاسيما وأنه تجمعهم أيديولوجيا واحدة، وأيضًا هم منضبطون بضوابط واحدة!

وقد قال الشاعر:

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرًا ... و إذا افترقن تكسرت آحادا

أخيرًا وليس آخرًا:

فضعف الإعلام الإسلامي ثغر ليس باليسير كي نعطي له فتات الأوقات أو نعتبره ترفًا فكريًّا، فالخطب جلل، فلو أننا أوليناه اهتمامًا لوفرنا على التيار دروسًا وخطبًا لا نخاطب بها إلا أنفسنا، واستطعنا الاستحواذ على عقول الأغلبية حتى لا نترك فرصة للإعلام المضلل أن ينفث سمومه الفكرية ويشوه صورة التيار.

لا ننكر ما قام به الإعلام الإسلامي من نشرٍ للمفاهيم الصحيحة وتصحيحٍ للمفاهيم الخاطئة لدى الناس، ونشرٍ للوعي الديني، ولكن ما نريده هو ارتقاء بمستوى الخطاب لِيَليق بحجمه ويتناسب مع دوره.

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 996100

تفاصيل المتواجدين