قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إن المعارضة السورية ستقوم بتسليح نفسها في نهاية المطاف، مؤكدة أنها على يقين من أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يبق في السلطة.
وأضافت كلينتون موجهة حديثها لروسيا والصين اللتين منعتا مجلس الأمن الدولي من إصدار قرارات تستهدف وقف العنف في سوريا، أن «وحشية» الحكومة السورية ضد شعبها لن تستمر في عصر الإنترنت.
وأوضحت في مؤتمر صحفي بلندن، الخميس، أن «الاستراتيجية التي يتبعها السوريون وحلفاؤهم لا يمكن أن تصمد أمام اختبار الشرعية أو حتى الوحشية لأي فترة من الزمن»، مؤكدة أنه «ستكون هناك قوات معارضة مؤهلة بصورة متزايدة، سيجدون من مكان ما، وبطريقة ما وسائل للدفاع عن أنفسهم كما سيبدأون إجراءات هجومية».
يأتي مؤتمر كلينتون عشية اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي تعقده قوى غربية وعربية في تونس الجمعة، ويتوقع أن تشارك فيه أكثر من 70 دولة ومجموعة دولية، مع رفض روسيا المشاركة في الاجتماع.
وبشأن روسيا والصين قالت كلينتون: «ستزيد الضغوط على دول مثل روسيا والصين لأن الرأي العالمي لن يظل ساكنا، لن يرضى الرأي العربي برؤية دولتين تعززان نظامًا يتحدى كل قواعد المعايير الدولية الحديثة إحداهما لأسباب تجارية والأخرى لأسباب تجارية وأيديولوجية».
وأوضحت كلينتون «عندما شن والد الأسد هجماته الرهيبة في أوائل الثمانينيات لم يكن هناك انترنت ولم يكن هناك تويتر ولا مواقع للتواصل الاجتماعي، ولم تكن هناك قنوات فضائية.. من الصعب كثيرًا أن يقع هذا القدر من الوحشية أن يقصف حاكم شعبه بالمدفعية، دون أن يعرف الجميع وبخاصة من شعبه بهذا الأمر ليس بعد وقوعه وإنما في حينه».
وصرح مسؤولون أمريكيون، أن مجموعة «أصدقاء سوريا» تعتزم الضغط على الأسد لتيسير وصول المساعدات الإنسانية خلال أيام للمدنيين الذين يواجهون هجومًا من جانب قواته، إلا أن كلينتون لم تقدم تفاصيل حول ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب والأوروبيون إذا رفض الأسد السماح بدخول المساعدات الإنسانية، لكنها تحدثت عن تشديد العقوبات القائمة وربما فرض عقوبات جديدة.
وقال مسؤول رفيع في الحكومة الأمريكية في واشنطن إنه إذا لم يذعن الأسد خلال 72 ساعة، فإن انعكاسات ذلك على اجتماع تونس قد تتضمن اتخاذ خطوات جديدة لسد الفجوة في العقوبات التي حاولت سوريا تفاديها.
وأوضح أن هناك إمكانية أخرى تتمثل في توسيع نطاق حظر السلاح الذي تنفذه بالفعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا، وفي الالتزام بصورة أكبر بإلغاء التأمين لأي سفينة تحمل أسلحة إلى سوريا.
وأضاف المسؤول الذي رفض نشر اسمه، أنه من المحتمل أن يتعهد أعضاء مجموعة «أصدقاء سوريا» بتقديم كميات معينة من المساعدات لكنه لا يتوقع أن يدرسوا تسليح المعارضة، وكان دبلوماسيون عرب قالوا إنه قد يجري مناقشة تحركات رسمية أو غير رسمية لتسليح المعارضة.
من جانبهم، صرح نشطاء سوريون، إن الجيش السوري قصف الخميس، مناطق تسكنها أغلبية سنية من مدينة حمص التي تسيطر عليها المعارضة لليوم العشرين، على الرغم من الاحتجاج الدولي على سقوط أكثر من 80 قتيلًا الأربعاء الماضي، من بينهم صحفية أمريكية ومصور فرنسي.