فى محاكمة القرن "مبارك" للمحكمة: بلادى وإن جارت علىّ عزيزة وأهلى إن ضنوا على كرام.. والعادلى: أقسم بالله أن ما أقوله هو الحقيقة.. ويستشهد: "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا".. ويقدم تعازيه لأسر الشهداء
الأربعاء، 22 فبراير 2012 - 15:03
استكملت محكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، جلسة محاكمة كل من الرئيس السابق مبارك وابنيه علاء وجمال واللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، و6 من مساعديه، وفور بدء الجلسة طلب عبد العزيز عامر صاحب طلب الرد التحدث للتعقيب على حديث النيابة واتهامه بالتزوير، إلا أن المستشار أحمد رفعت رفض حديثه، وطالبه بالجلوس إلا أن المدعى استمر فى الحديث، وهو الأمر الذى دفع المستشار لرفع الجلسة للمداولة قائلاً له: "هذا مظهركم".
وفور بدء الجلسة أكدت المحكمة أن المدعين بالحق المدنى جمعوا توقيعات من 15 مدعيا، منهم من طالب فيها اتخاذ اللازم ضد المحامى عبد العزيز عامر الذى تطاول عليهم، وجعل من نفسه مدعيا بالحق المدنى وهو ليس كذلك، وأشارت المحكمة أنه منذ بداية الجلسات بالرغم من خروج البعض عن النص ورغبة المحكمة فى عدم تشويه صورة المحاميين، لذلك لم ترغب فى استخدام حقها القانونى، فأمرت المحكمة بإخراج المحامى خارج القاعة، فقام الأمن بالالتفاف حوله، فى محاولة لإخراجه إلا أنه رفض ذلك.
فتقدم سامح عاشور نقيب المحامين وطلب تعديل الطلب إلا أن المحكمة رفضت الاستماع له حتى إخراج المحامى، وأكدت أنها لن تستكمل الجلسة إلا بعد إخراجه من القاعة، فتم رفع الجلسة لحين خروج المدعى بالحق المدنى.
لتعاود المحكمة استكمال الجلسة مرة أخرى، وعقب ذلك أكدت المحكمة أنها منذ تاريخها لا تفرق بين متهم وآخر، فسألت المحكمة المتهم الأول محمد حسنى مبارك الرئيس السابق هل لديك ما تقوله حول القضية أو أى تعقيب عن الجلسات؟ فأجاب مبارك على المحكمة: "لا يا سيادة القاضى سأكتفى بما سيقوله فريد الديب".
ليقف الديب بعد ذلك ويطلب من المحكمة تسجيل اعتراضه على التقرير الذى قدمته النيابة بخصوص نقل موكله مبارك إلى مستشفى السجن، مؤكدا أن المحكمة هى التى قررت فى أولى جلسات المحاكمة فى 3 أغسطس بإيداع موكله المركز الطبى العالمى، وكان على النائب العام رفض ذلك التقرير الذى جاء له من قبل لجنة الصحة بمجلس الشعب، مؤكدا أنه لا يجوز لأى جهة التدخل فى عمل المحكمة، وحتى لا تتدخل أعمال السلطة التشريعية فى أعمال السلطة القضائية، وهنا صفق له جميع المحامين الحاضرين عن المتهمين.
وما أن انتهى فريد الديب من حديثه، تحدث مبارك للمحكمة، وقال بيت شعر شهير: "بلادى وإن جارت علىّ عزيزة وأهلى إن ضنوا عليا كرام"، ليتقدم الديب بمذكرة للمحكمة كشف فيها أن بيان التحركات يؤكد أن حسين سالم المتهم الثانى فى القضية غادر البلاد قبل ثورة 25 يناير بأسبوع، مؤكدا أنه لم يهرب من البلاد بعد الثورة كما يتردد وجاء بنهاية المذكرة بيت الشعر الذى قاله مبارك.
وعقب ذلك بدأ حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق حديثه للمحكمة بتلاوة الآيات القرانية، أبرزها قوله سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا حتى لا تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
وأكد العادلى، أن تحقيقات النيابة تناولت بعض الحقائق ولكنها أغفلت عن أشياء أخرى، وقال "أقسم بالله العظيم أن ما أقوله هو الحقيقة، وليس للتنصل من الجريمة التى اتهمت بها وهى قتل المتظاهرين"، واستشهد العادلى بقوله تعالى: "ويعلم ما تخفون"، وذكر أنه سيدلى بشهادته للتاريخ أمام الله فى هذه القضية الكبرى، واستهل العادلى حديثه بذكر تاريخ توليه وزارة الداخلية والظروف التى تولى فيها، وهى مذبحة الأقصر التى راح ضحيتها الكثير من المصريين والأجانب، واستعرض الأوضاع قبل الثورة وتاريخ القوى السياسية والظروف التى أدت لقيام الثورة.
فيما وصل منذ الصباح الباكر العشرات من أهالى وأسر شهداء ثورة 25 يناير، إلى أكاديمية الشرطة بالتجمع الأول مقر المحاكمة، حيث كانت قد شهدت الجلسات القليلة الماضية غياب كل من أهالى الشهداء ومؤيدى مبارك عقب انتهاء المحكمة من سماع مرافعة فريد الديب محامى دفاع الرئيس السابق، وردد المتظاهرون شعارات: "يا شهيد نام وارتاح.. إحنا نكمل الكفاح"، "يا نموت زيهم يا نجيب حقهم"، مطالبين بتوقيع أقضى عقوبة على المتهمين فى القضية وقاموا برفع صور الشهداء و"حبل للمشنقة ومعلق بها "دمية"، موضوع عليها صورة للرئيس السابق.
كما وصل 15 شخصا من مؤيدى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك لأكاديمية الشرطة، حاملين فى أيديهم صورة المشير محمد حسين طنطاوى، مرددين هتافات: "لا للمساس بالمشير"، "فين أيامك يا ريس" "ارفع راسك فوق أنت حسنى"، ومن جانب انتشرت قوات الأمن أمام أكاديمية الشرطة أثناء نظر القضية،حيث انتشر عدد كبير من جنود الأمن المركزى والخيالة، وقامت بوضع الحواجز الحديدية، وذلك لتأمين الجلسة، ولمنع حدوث أى تجاوزات أثناء نظر القضية، ومنع حدوث أى اشتباكات بين مؤيدى مبارك، وأسرا الشهداء، كما تواجدت مدرعتان للقوات المسلحة، والتى ترفع إعلام مصر