شرعت الجزائر في نصب 110 خيمة على الحدود المالية بولاية أدرار من أجل التكفل باللاجئين الماليين الفارين إلى الجزائر هربا من الحرب الدائرة هناك بين الحكومة والطوارق.
كشفت مصادر مطلعة أن عدد الفارين وصل إلى حوالي 220 عائلة بعدد يقدر بـ1200 لاجئ، وأوضحت المراجع ذاتها أن سوء الأوضاع أدى بحوالي 300 جزائري بالمنطقة إلى العودة إلى أرض الوطن.
وفي هذا الصدد يتكفل الهلال الأحمر الجزائري من خلال لجنة خاصة تضم أزيد من 70 متطوعا، باللاجئين الطوارق النازحين من شمال مالي إلى الحدود الجزائرية، وذلك بتوفير الرعاية الطبية إلى جانب تقديم الأطعمة واللباس ولا سيما للأطفال والنساء.
ولم تستثن لجنة الهلال الأحمر أولئك الذين لا يمتلكون أية بطاقة هوية وذلك لأسباب إنسانية، يقول السيد نباش الجمعي عميد الهلال الأحمر الجزائري، “لقد كونّا لجنة خاصة مكلفة بمتابعة الوضع العام للاجئين الطوارق بعين المكان وتضم 70 أو 80 متطوعاً على مستوى المنطقة المسماة تيمياوين، وتتكفل هذه اللجنة بأولئك الذين استنجدوا بالجزائر هروبا من الأوضاع غير الآمنة بمالي وأعطينا الأولوية للنساء والأطفال ولم نستثن حتى من لا هوية له وذلك لأسبابٍ إنسانية”.
و”تتلخص مهمة اللجنة في توفير الرعاية الطبية واللباس وكذا تقديم الأطعمة ومستلزمات العيش على العموم، وتسعى اللجنة ذاتها إلى إحصاء هؤلاء وذلك لضبط قائمة نهائية قصد التكفل بهم في ظروف أفضل”.
وذكرت الحكومة المالية في بيان صادر عنها أن عناصر من المتمردين الطوارق المنضوين تحت لواء “الحركة الوطنية لتحرير الأزواد” شنوا مؤخرا هجوما على قرية هومبوري الواقعة بين ولايتي موبتي وغاوا بشمال البلاد على بعد حوالي 900 كلم عن باماكو حيث قتلوا رئيس القرية. وهاجم المتمردون أيضا مدينة يوفارو بولاية موبتي حيث نهبوا إدارات عمومية ومقر قوات الدرك دون وقوع ضحايا. وقد بدأ المتمردون الطوارق في 17 جانفي المنقضي هجماتهم على الجيش المالي في مدن شمالية، حيث أخرجوه من العديد منها كأجيلهوك وتينزاواتين وليرا وغيرها لتسفر المعارك عن خسائر كبيرة في الأرواح من الطرفين.
وأدانت منظمة العفو الدولية في بيان لها الأزمة الإنسانية العنيفة التي تسبب فيها النزاع الدائر في شمال مالي والذي أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص وتشريد الآلاف في الدول المجاورة لمالي.
وأضافت المنظمة أن النزاع القائم بين الطوارق والجيش المالي خلف أزمة إنسانية هي الأعنف في مالي منذ سنتين، مشددة على أن هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة في معظمها تعرف منذ سنوات عديدة غياب الدولة، ويمكن أن تنزلق إلى الاضطرابات إذا ما تواصلت المعارك فيها.
يشار إلى أن عدد اللاجئين الماليين الفارين من الحرب بلغ حسب الأمم المتحدة 44000 لاجئ في حين وصل عدد النازحين من مناطق الحرب في الداخل إلى 30000 شخص