في محاولة لخداع الناخبين، صرّح الدكتور محمد أبو حامد, نائب رئيس حزب المصريين الأحرار, عضو مجلس الشعب, أن الحزب يريد تطبيق الشرعية الإسلامية, وفق تعاليم القرآن الكريم وسنة الرسول صلي الله عليه وسلم.
وكانت الكتلة المصرية التي منيت بهزيمة كبيرة أمام قائمتي الحرية والعدالة والنور وهما الممثلتان للتيار الإسلامي، قد حرصت قبيل المرحلة الثالثة من الانتخابات البرلمانية المصرية على الترويج لادعاءات تستهدف بها التدليس على الناخب المصري.
وقال أبو حامد: "نحن ضد ما يريده البعض من نشر الفكر الوهابي في مصر، فالله سبحانه وتعالي يقول: أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين, وإننا نريد الوسطية, وننادي بالاعتدال, وهم يريدون التشدد, وينادون بالتطرف, وهذا ليس من الدين في شئ".
وبحسب صحيفة "الأهرام" فقد جاء ذلك الموقف خلال المؤتمر الذي نظمه حزب المصر يين الأحرار, بمدينة طنطا, بحضور الدكتور أحمد سعيد, رئيس حزب المصريين الأحرار.
جدير بالذكر أن تحالف الكتلة المصرية الذي يضم أحزابًا ليبرالية واشتراكية وصوفية قد استبدل شعاراته الانتخابية قبيل المرحلة الثانية بعد اكتساح الإسلاميين للمرحلة الأولى وحصولهم على أغلب المقاعد.
ونهج تحالف الكتلة نهج الإسلاميين في دعايتهم الانتخابية، واستبدلوا شعارهم الانتخابي من "لا علمانية ولا دينية مصر مدنية ديمقراطية" إلى "مع بقاء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع"، وكتب على إعلان آخر "القرآن ... دستورنا" فيما أعده البعض ارتداء لعباءة الدين لخداع المصريين.
وقد أجرت "بوابة الوفد" استطلاعًا لآراء المواطنين في الشارع حول هذا التحول المفاجئ في توجهات الكتلة المصرية، فقال البعض: إن هذا التغيير سببه الفوز الكاسح للإسلاميين في المرحلة الأولى, واستنكر خداع أحزاب الكتلة المصرية للناخبين بمحاولة كسب رضاهم بشعارات دينية كانوا يرفضون قيام الأحزاب الإسلامية باستخدامها في السابق، وتوقع أن تخسر الكتلة أصوات المتعاطفين معها بسبب هذا التوجه.
وقال آخر: إن قيام الكتلة لمصرية بتغيير شعاراتها ليس إلا ركوبًا للموجة فقط, وستخسر كثيرًا بسبب هذا التوجه؛ لأن الذين يريدون إعطاء أصواتهم لمرشحين يطبقون الشريعة الإسلامية لن يعطوها بالطبع لمرشحي الكتلة.
يشار إلى أن الأنبا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية - الموجود حاليًا بالولايات المتحدة للعلاج - أصدر تعليمات للأقباط في المرحلة الأولى بأن يصوتوا لصالح المرشحين الأقباط في الانتخابات البرلمانية، وفي حال لم يكن هناك مرشحون أقباط، طلب بابا من الأقباط التصويت لـ "الكتلة المصرية" التي تضم أحزاب "المصريين الأحرار" و"التجمع" و"المصري الديمقراطي"، التي يترأسها رجل الأعمال نجيب ساويرس ورفعت السعيد رئيس حزب التجمع والدكتور محمد أبوالغار، وكتلة رامي لكح ومحمد أنور عصمت السادات التي تحمل اسم كتلة "الإصلاح والتنمية".
ووصلت ميزانية الحشد 50 مليون جنيه (للمراحل الثلاث) خصص منها 20 مليون جنيه للمرحلة الأولى و15 مليون للثانية ومثلها للثالثة، تبرع بها بعض رجال الأعمال المقربين من البابا وعلى رأسهم نجيب ساويرس الداعم الأكبر لتحالف "الكتلة المصرية".