أكد مستشار محجوب - أحد أعضاء بعثة المراقبين العرب إلى سوريا - أن ما يحدث في سوريا "جرائم إبادة جماعية" وأن النظام السوري "ينتقم من شعبه".
وأكد محجوب في اتصال هاتفي مع محطة "العربية" الإخبارية أنه أصيب على أيدي "الجيش الفاجر، الجيش الذي يريد أن يبيد شعبه.. النظام الحاكم الذي يريد أن يدمر كل شيء جميل في سوريا، نحن بشر، ما يحدث لا يمت للبشرية بصلة، نحن نتبرأ من البشرية التي تسمح بأن يحدث هذا في شعب أعزل".
واقترح محجوب على كل البشر أن يلقوا أنفسهم في البحار والمحيطات، أو أن يحرقوا أنفسهم خجلاً على سكوتهم رغم هول ما يحدث.
وشدد محجوب على أن ما يحدث لا علاقة له بالسياسة، ولكنه إبادة جماعية، مشيرًا إلى أن فتاة عمرها 18 عامًا هي التي أشارت عليه بأن يسير في اتجاه رأى فيه هذه الأهوال، مؤكدًا أن ما يحدث شيء مستحيل، متسائلاً عن دور الحكومات والشعوب العربية، وكل إنسان لديه ضمير.
ووجَّه محجوب حديثه لمحاوره (مذيع قناة العربية)، طالبًا منه أن يتوجه إلى سوريا، وأن يحشد الناس لذلك، وأن يشاهد ما يحدث؛ لأن ما يحدث فوق ما يتصوره البشر، فالوقت ليس وقت كلام وليس المجال للأستوديوهات.
وأكد محجوب أن النظام السوري ينتقم من شعبه، وأن معظم من يدافع عنه إنما يفعل ذلك مكرهًا ومرغمًا، وأنهم جلسوا على انفراد مع كثيرين ممن يظهرون تأييدهم ودعمهم للنظام حيث يبكون من هول ما يحدث، ولكنهم يخشون رجال النظام الحاكم.
وفي نهاية حديثه أشار محجوب إلى أن بابا عمرو وحمص يتعرضان للقصف بالمدافع الثقيلة، وأن النظام يوقف القصف حينما يتحرك وفد المراقبين، ثم ما يلبث أن يستمر القصف مرة أخرى بعد مرورهم، وشدد على أن ما يحدث أثبت أن اليهود "محترمون".
من جانبها، نفت الجامعة العربية خبر إصابة أي من أعضاء البعثة، وقالت: إنه "بعد الاتصال برئيس فريق المراقبين في دمشق الفريق أول محمد الدابي تبين أن الخبر غير صحيح وأن كافة بعثة المراقبين سالمين"، بحسب وكالة فرانس برس.
إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 20 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى سقطوا اليوم في "قصف عنيف" في مدينة حمص (وسط سوريا)، داعيًا المراقبين العرب إلى التوجه فورًا إلى المنطقة.
وقال المرصد: إن "حي بابا عمرو يتعرض لقصف عنيف من رشاشات ثقيلة (...) وقذائف الهاون منذ صباح اليوم الاثنين وسقط ما لا يقل عن 14 شهيدًا وعشرات الجرحى"، مؤكدًا أنه "وثَّق أسماء ستة منهم".
كما أكد المرصد أن "ستة مدنيين قتلوا خلال إطلاق رصاص عشوائي في حي الإنشاءات المجاور لحي بابا عمرو وحيي البياضة وباب السباع".
ونقل المرصد عن ناشط من بابا عمرو قوله: إن "الوضع مخيف جدًّا" في الواقع في حمص (حوالي 160 كلم شمال دمشق) ثالث مدن سوريا والتي تشكل حاليًا معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد التي بدأت منتصف آذار.
وإلى الشمال قتل ثلاثة مدنيين بينهم فتى في الرابعة عشرة من العمر في محافظة حماة عندما أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين.
وقال المرصد: إن "ثلاثة مواطنين استشهدوا في بلدة خطاب أحدهم طفل يبلغ من العمر 14 عامًا إثر إطلاق الرصاص على مواطنين تظاهروا أمام أحد المراكز العسكرية في البلدة الذي دخلت إليه آليات عسكرية مدرعة".
من جهة أخرى، دعا المرصدُ الأمينَ العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى "التدخل الفوري لمنع اقتحام مشفى الحكمة (القريب من حي بابا عمرو) واعتقال الجرحى من داخله".
وقال: إنه يخشى أن يلقى هؤلاء الجرحى "مصير العشرات من الذين قتلوا في 20 كانون الأول في كفر عويد عندما وجهنا مناشدة بالتدخل ولم يتدخل وحصلت المجزرة".
وينتظر وصول أول وفد يضم حوالي خمسين خبيرًا مدنيًّا وعسكريًّا عرب مساء الاثنين إلى سوريا في إطار بروتوكول يهدف إلى الخروج من الأزمة في سوريا تدعمه الجامعة العربية من أجل وقف العنف الذي أسفر عن سقوط آلاف القتلى منذ منتصف مارس.
ودعا المرصد مجددًا من جهته المراقبين العرب إلى "التوجه الفوري إلى حي بابا عمرو ليتوقف القتل المستمر بحق أبناء الشعب السوري وخصوصًا في هذا الحي المنكوب ولكي يكونوا شهودًا على جرائم النظام السوري بحق الإنسانية".
وقد حذر المرصد من أن السلطات السورية "تغير في بعض مناطق جبل الزاوية أسماء شاخصات القرى ليضللوا لجان المراقبين العرب"، داعيًا لجان المراقبين إلى "الاتصال بنشطاء حقوق الإنسان والثوار".