قال المفكر القبطي ميلاد حنا: "إن الفترة الحالية تحتاج إلى تهدئة من جميع القوى السياسية والدينية، وتكاتف الجميع كما يجب ألا تخرج المنافسة بين القوى السياسية عن نطاق السياسة".
واعتبر أن حديث نجيب ساويرس عن صعود التيار الإسلامي من عدمه وحالة التخويف التي يقوم بها من أجل تقليل صعود الإسلاميين ليس لها مبرر وستزيد من قوة الإسلاميين.
وتساءل حنا: كيف يهدد ساويرس الكنيسة بتقليص تبرعاته ويتدخل في سياسة "البابا" سواء كان سيجري حوارًا مع المرشد العام للإخوان أم لا؟ مؤكدًا أن "البابا" يريد من ذلك الحوار تهدئة الطرفين ونبذ التعصب الذي زرعه ساويرس بين المسلمين والأقباط.
وقال حنا في تصريحاته لجريدة "المصريون": إن الكنسية لا تنتظر تبرعات ساويرس من أجل استمرارها، فالكنيسة لها مواردها ولا تنتظر معونة أحد، مشيرًا إلى أنه لا يوجد مسلم على وجه الأرض يهدد بأن يمنع تبرعاته للمسجد، فهو عمل ديني، وعلى ساويرس أن يتعلم كيف يتعامل المسلمون مع رموزهم.
ويرى المفكر القبطي جمال أسعد أنه لا يحق لساويرس أو غيره أن يصدر مثل هذه التصريحات لأنه ليس وصيًّا على الكنيسة أو على الأقباط، بل هو مجرد مواطن مصري عادي، وإذا كان يريد أن يفرض رأيه أو أن يثبت موقفًا سياسيًّا فليس على حساب أحد.
وأوضح أن حوار الإخوان مع الأقباط أمر طبيعي وضروري سواء قبل الإخوان أو رفضوا وسواء قبل الأقباط أو رفضوا، ولكن لابد من وضع الأمور في نصابها لأن الكنيسة مؤسسة روحية، فعلى أي أساس يتم تحاور الإخوان معها.
وأكد أسعد أن الحوار بين الإخوان والأقباط هو السبيل لإزالة التخوف الموجود حاليًا من صعود الإسلاميين لأنهم إذا حكموا بالفعل فسوف يحكمون المصريين جميعًا، والأقباط جزء من نسيج هذا المجتمع, وعلى الإخوان أن يسعوا إلى ذلك ويجب أن يسعى إليه كل المواطنين الذين يدركون أن هناك تغييرًا حدث بالفعل.
وفي السياق ذاته، رفض كمال زاخر المفكر القبطي تصريحات ساويرس بشأن تهديده لمنع التبرعات عن الكنيسة في حالة إجراء حوار مع الإخوان, مشيرًا إلى أنه أخطأ وعليه الاعتذار عن ذلك سريعًا, وألا يقف حجر عثرة أمام المصالح الوطنية من أجل مصلحة مصر.
وطالب بالعمل على نشر التسامح والمودة في المجتمع, والقضاء على جميع أشكال التمييز بين أبناء الوطن الواحد, فكلنا مصريون شركاء في وطن واحد, مشيرًا إلى ضرورة تكاتف كل أبناء الوطن من أجل بناء مصر الجديدة القوية الديمقراطية.. كما حذر من خطورة تأثير المتطرفين على الجانبين على استقرار مصر, لافتًا إلى وجود مخطط للوقيعة بين المسلمين و"المسيحيين" لنشر الفوضى وتقسيم مصر والدخول في حرب أهلية تدفعنا إلى المجهول.