اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان فرنسا بارتكاب جرائم إبادة إبان فترة احتلالها للجزائر.
وجاء تصريح أردوجان بعد يوم واحد من إقرار البرلمان الفرنسي لقانون يجرم إنكار ما يزعم أنه مجازر ارتُكبت ضد الأرمن على أراضي الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
ووصف أردوجان الخطوة الفرنسية بأنها ستفتح جراحا لا تندمل في العلاقات التركية الفرنسية.
كما اتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي باللعب على مشاعر "كراهية المسلم والتركي" لغايات انتخابية.
وردت تركيا على قرار البرلمان الفرنسي باتخاذ مجموعة من الإجراءات ضد فرنسا من بينها استدعاء السفير التركي من باريس وتجميد الزيارات المتبادلة والمشروعات العسكرية المشتركة بما فيها التدريبات.
من جانبه طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة من تركيا احترام "قناعات" كل طرف وذلك اثر ردود الفعل القوية لانقرة بعد اقرار النواب الفرنسيين لقانون تجريم انكار الابادة.
وقال ساركوزي في تصريح صحافي ببراغ حيث يشارك في تشييع جنازة الرئيس التشيكي الاسبق فاتيسلاف هافل "أحترم قناعات أصدقائنا الاتراك، إنه بلد كبير، وحضارة كبيرة، وعليهم احترام قناعاتنا" في المقابل ، حسبما أوردت " بي بي سي "
كما دعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه تركيا الى "ضبط النفس" واصفا تصريحات أردوغان بأنها "مبالغ فيها " ، على حد تعبيره .
ومن المقرر أن يعرض مشروع القانون، الذي اقرته الجمعية الوطنية الفرنسية الخميس، على مجلس الشيوخ العام المقبل.
يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه عارض مشروع القانون علنا.
ووفقا لمشروع القانون، سيواجه الأشخاص الذين ينكرون إبادة الأرمن علنا عقوبة السجن لمدة عام وغرامة مقدارها 45 ألف يورو (58 ألف دولار).
وكان وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم قد حث فرنسا في وقت سابق على ضرورة الاعتراف بما ارتكبته إبان احتلالها للجزائر (1830-1962)، وهي دعوة متكررة لم تلق حتى استجابة من الدولة الاستعمارية السابقة حتى بعد نحو خمسة عقود على انسحابها.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رفض دعوة للاعتذار عما ارتكبته بلاده في الجزائر، وقال خلال زيارته الجزائر في عام 2007 عندما كان وزيرًا للداخلية: إن "الأحفاد لا يمكنهم أن يعتذروا عما ارتكبه الآباء"
وكان الجيش الفرنسي ارتكب جرائم وحشية ضد المدنيين خلال عقود من احتلاله الجزائر والتي سماها المؤرخون بـ"الرازيا".
وعن ذلك يقول العقيد الأسبق بالجيش الفرنسي مونتانياك: "أخبرني بعض الجنود أن ضباطهم يلحون عليهم ألا يتركوا أحدًا حيًّا بين العرب.. كل العسكريين الذين تشرفت بقيادتهم يخافون إذا أحضروا عربيًّا حيًّا أن يجلدوا"
فيما يقول النقيب لافاي: "لقد أحرقنا قرى لقبيلة بني سنوس. لم يتراجع جنودنا أمام قتل العجائز والنساء والأطفال. إن أكثر الأعمال وحشية هو أن النساء يقتلن بعد أن يغتصبن، وكان هؤلاء العرب لا يملكون شيئًا يدافعون به عن أنفسهم 23 ديسمبر 1948.