تباينت مواقف القوى الإسلامية من المشاركة فى مليونية "حق الشهيد ونقل السلطة" التى دعا المتظاهرون فى ميدان التحرير لتنظيمها غداً الجمعة، حيث أعلنت قيادات بجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية أنهم لن يشاركوا، خوفا من تأجيل الاستحقاقات الديمقراطية، فيما أكدت قيادات بالجبهة السلفية وحزب الأصالة "السلفى"، مشاركتهم بقوة احتجاجا على العنف الذى تعرض له المتظاهرون فى ميدان التحرير.
وأكد الدكتور محمود غزلان عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين والناطق الرسمى باسم الجماعة، أن موقف الإخوان بعدم المشاركة فى احداث ميدان التحرير كما هو ولم يتغير، مشيرا إلى أن المجلس العسكرى كذب الأنباء التى تم تداولها عن تأجيل الانتخابات.
من ناحيته شن عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية هجوما عنيفا على القوى التى دعت للمليونية غدا، ووصفها بمليونية تأجيل الانتخابات، وقال: "حركة 6 إبريل والشيوعيون يسعون لتأجيل الانتخابات، والقفز على السلطة من خلال تحريض الشباب على مهاجمة مبنى وزارة الداخلية، وهو الأمر الذى يؤدى إلى سقوط قتلى وإراقة الدماء".
واتهم عبد الماجد فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" حركة 6 إبريل والشيوعيين، بأنهم لا يريدون إيقاف حمامات الدم حتى ينجحوا فى تشكيل مجلس رئاسى مدنى، يتسلموا من خلاله الحكم على جثث الأبرياء من أبناء الشعب المصرى، وتساءل عبد الماجد: "لماذا يسعون لاقتحام وزارة الداخلية؟"، مشيرا إلى أن الجماعة الإسلامية شاركت فى مليونية يوم الثلاثاء الماضى، وعندما تبين لها أن هناك تعمداً لإراقة الدماء قررت إنهاء مشاركتها فى الميدان، بالإضافة إلى أن بيان المشير استجاب لمطالب القوى السياسية، حسب تعبيره.
فى الوقت نفسه أكد الدكتور محمد سعيد المتحدث الإعلامى باسم حزب النور "السلفى"، أن الحزب متواجد فى ميدان التحرير منذ يوم الثلاثاء الماضى، وبدأ فى المشاركة مع الشباب المتظاهرين فى تشكيل دروع بشرية للفصل بين قوات الأمن والمعتصمين، وتنظيم المرور وتقديم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين، وتنظيم الحركة المرورية وتهدئة الأوضاع.
وأضاف: "بالنسبة لقرار المشاركة فى المليونية، فإننا لم نتخذ قراراً بالمشاركة حتى الآن، وإن كنا نرى أنه ليس من الصالح العام للدولة استمرار عمليات العنف فى ميدان التحرير".
من ناحيته أكد ممدوح إسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة "السلفى" أن الحزب سيشارك فى المليونية، تأكيداً على مطلب تسليم السلطة للمدنيين، وأضاف: "كفانا عسكر لأكثر من 50 عاما، وتسليم السلطة للمدنين هو الطريق الديمقراطى السليم"، مطالبا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإصدار مرسوم بقانون يحدد جدولا زمنيا لعملية تسليم السلطة بداية بالانتخابات البرلمانية، ونهاية بموعد إجراء الانتخابات الرئاسية، واصفا كلام المشير عن موعد الانتخابات الرئاسية بالمرسل.
وأوضح إسماعيل أن أهم أهداف المليونية غدا هو إجراء محاكمة عاجلة لقتلة الثوار فى 19 و20 نوفمبر، وأضاف: "ينبغى إجراء تحقيق عاجل ومحاكمة القتلة، لأنه لا يعقل أن يظل القاتل حرا طليقا خارج القفص"، كما طالب إسماعيل بتأجيل إجراء الانتخابات البرلمانية لمدة أسبوع حتى تهدأ النفوس.
بينما أكد الدكتور خالد سعيد منسق الجبهة السلفية، أن الجبهة ستشارك فى المليونية، ورفض اتهام المتظاهرين بإراقة الدماء، مضيفاً "حتى لو كان هناك اختلاف بين القوى المشاركة حول مطالب المليونية، فإننا نحترم الجميع، ونرجو من الآخرين أن يحترموا اختلافنا معهم".