أهالى شهداء التحرير يتساءلون: ليه مش عايزين يتعلموا الدرس؟.. 6 طلقات من الرصاص الحى تنهى حياة عصام.. ومصطفى شارك فى 28 يناير ومات فى 20 نوفمبر.. وحسام رفض ذووه استلام الجثة بدون كتابة مكان الوفاة
صراخ لا ينقطع وبكاء لا يتوقف وغضب لا تستطيع قوة إيقاف انفجاره.. هذا هو المشهد أمام مشرحة زينهم، منذ الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، حيث توافد أهالى الشهداء منذ الصباح الباكر فى انتظار جثث ذويهم الذين قتلوا فى أحداث التحرير.
العنف غير المبرر الذى استعملته وزارة الداخلية ضد المتظاهرين يظهر على كافة الجثث التى استقبلتها المشرحة، حيث أصيب أغلبهم بطلقات نارية فى الرأس والبطن.
أحمد محمد (18 عامًا) أحد المتوفين قادته الظروف للذهاب لشراء ملابس هو وأصدقاؤه السبت الماضى من المحال التجارية المتواجدة بمنطقة وسط البلد، وفور دخوله الميدان الذى كان هادئًا وقتها فوجئ باقتحام الميدان لفض الاعتصام بالقوة، حاول وزملاؤه الركض ولكن طلقًا ناريًا أصاب جسده أسفل منطقة الصدر مباشرة، حاول زملاؤه إسعافه وتوجهوا به صوب مستشفى قصر العينى لكنه توفى فى الطريق.
تقول أخته إنهم فوجئوا باتصال تليفونى ليلاً من أحد أصدقائه يبلغهم بالحادثة، وتكمل غاضبة: "هم ليه مش عايزين يتعلموا الدرس ولسه بيقتلوا الشباب"، ولم تستطع والدة أحمد التى لم تتوقف عن البكاء أن تقول سوى كلمة واحدة: "حسبى الله ونعم الوكيل".
لم يختلف الأمر كثيرًا عند حسام محمد خليفة (25 عامًا) الذى أصيب بطلق نارى فى بطنه عند تواجده داخل ميدان التحرير، كان حسام عائدًا من عمله القريب من ميدان التحرير وأثناء مروره بالميدان فاضت روحه برصاص الداخلية، أمّا محمد ربيع فتوفى نتيجة طلق نارى فى الرقبة ومات بعدها مباشرًا، ورفض ذويه استلام الجثة بدون كتابة مكان الوفاة فى التقرير الذى اقتصر فقط على أن سبب الوفاة طلق نارى دون ذكر سبب الوفاة أو نوع الرصاص المستخدم أو أى تفاصيل.
20 عامًا فقط مرت من عمر مصطفى محمد عبد المنعم الذى استشهد برصاص من قوات الشرطة أثناء قيامه بإسعاف المصابين فى الميدان، يقول شقيقه: "مصطفى شارك مرة واحدة فى المظاهرات يوم 28 يناير، وبعد احتدام أعمال العنف فى اليومين الأخيرين قرر النزول لميدان التحرير للمشاركة مع المتظاهرين وكان مكلفًا بنقل المصابين إلى المستشفى الميدانى لكنه أصيب بطلق نارى اخترق جسده من الجانبين الأيمن والأيسر".
عصام السيد (21 عامًا) لم يشارك فى المظاهرات، هو فقط يعمل فى شركة مقرها ملاصق للميدان، وفور انتهاء عمله وأثناء سيره بميدان التحرير متجهًا لأقرب وسيلة مواصلات يعود بها إلى منزله، أصيب بست طلقات نارية فى رأسه أدت إلى وفاته فى الحال.