أجرت صحيفة "الباييس" الأسبانية مقابلة مع مؤسسة جمعية "الأخوات فى الإسلام" فى ماليزيا "زينة أنور" عقب فوزها بجائزة مؤسسة "بيت آسيا" بمدينة برشلونة الأسبانية التى تعزز من العلاقات الأسبانية الأسيوية، وذلك لدورها الفعال فى الدفاع عن حقوق المرأة المسلمة أكدت خلالها أن "المرأة تقود التغيير ولن تستطيع المجتمعات الإسلامية وقف دورها الفعال".
وقالت زينة، إنها لن تخضع لا للتهديدات ولا الإهانات التى تتعرض لها طوال 20 عاما من العمل فى جمعية "الأخوات فى الإسلام" فى ماليزيا التى أسستها فى عام 1987 لتحقيق هدفها فى تكييف الإسلام بالعصور الحديثة ولمكافحة المتطرفين والدفاع عن الحرية والمساواة والحفاظ على كرامة المرأة المسلمة.
وقالت زينة عند سؤالها عن إعلان رئيس جديد لليبيا: "من الممكن أن يحمل القيود التى وضعها معمر القذافى بتعدد الزوجات، إن "من المحزن جدا أنه بعد هذه الثورة العظيمة أن يحمل مثل هذا القرار بوجود تعدد للزوجات"، مشيرة إلى أن الدول العربية تواجه تحديات كبيرة ومن أكبر هذه التحديات أن يتم تطبيق الديمقراطية الحقيقية والتى تتمثل فى مشاركة النساء فى هذا التغيير حتى تتحقق المساواة، مؤكدة أن دور المرأة فى المجتمع أصبح هاما للغاية، ولم يقتصر فقط دورها كزوجة وأم فى المنزل".
وقالت زينة، إن من أكبر النجاحات التى حققها الربيع العربى هو العامل النفسى؛ حيث إنه جعل الصوت مسموعا وكسر الخوف، وتعلموا دروسا عديدة من فشل الثورة الإسلامية الإيرانية، ولذلك فإن العالم العربى لن يقبلوا المزيد من الجمهوريات الإسلامية.
وأشارت زينة إلى أن رجال الدين لن يستطيعوا اختطاف الثورات العربية، كما فعل الملالى فى إيران، وذلك لأن المجتمع المدنى لن يسمح بذلك، وخاصة الآن بعد أن نجح الربيع العربى الذى فتح العالم، والذى أعطى الشعب الشعور بـ"السلطة" بعد أن أطاحوا بأصوات الديكتاتوريات التى استمرت لعقود طويلة.
وأضافت أنه بدون تحقيق الديمقراطية لن يتحقق التغيير المطلوب، مشيرة إلى أن التطرف ليس دينيا،ولكنه ثقافى وأن الدين يهيمن على الساحة السياسية، عندما تفشل الحكومات فى تحسين حياة مواطنيها وخلق مساحة للنقاش العام، وبالتالى فإن الاستبداد وانعدام التنمية جعل الدين صوتا ضد الظلم.
وردا على سؤال حول إمكانية امرأة فى تفسير القرآن، قالت زينة إن الجمعية تكرس للمرأة تفسير القرآن منذ تأسيسها لتعزيز معرفتها بالإسلام الذى يعترف بمبادئ العدالة والحرية والمساواة والكرامة، وأنها معركة صعبة ولكن على الرغم من ذلك فإنها ناجحة وفى كل مرة يهاجموننا نكسب مساحة أكبر فى العالم.
وأشارت زينة إلى أن الجمعية تستفيد كثيرا من القمع الذى تمارسه الحكومة الماليزية ضدها، مشيرة إلى أن بعد حظر الحكومة كتاب الجمعية الأخير والذى يحمل اسم "التطرف الإسلامى وتأثيره على حقوق المرأة" جعلنا ننتقل للمحاكمات، ولكننا فى نهاية المطاف فزنا بالمحاكمة، ولكن الأهم من ذلك أننا فزنا برأى المجتمع محليا وعالميا، مضيفة "نحن الآن نواجه تحديات جديدة على التمييز القانونى ضد المرأة المسلمة فى ماليزيا، مشيرة إلى أن هناك قوانين قليلة تعترف بمساواة المرأة مثل القانونين الصينى والهندى.
وأشارت إلى أن السياسيين ليس لديهم الشجاعة لمواجهة الرأى العام، ونحن نمثل صوت المقاومة أمام الرجال الذين يفسرون القرآن والشريعة بشكل خاطئ ملىء بالتمييز والظلم للمرأة المسلمة، وبدأنا المعركة عن طريق الكتابة فى الصحف ووسائل الإعلام.
التغيير الذى يشهده العالم يعطى لنا الفرصة لتحقيق أهدافنا فى تحقيق المساواة والديمقراطية؛ حيث إننا لا نرغب فى أن نكون منبذوين فى العالم، ولن نقبل أمر تعدد الزوجات والاعتداء على حقوقنا من قبل الرجل.
وقالت زينة، إنها تستلم الكثير من رسائل التهديد وإهانات من قبل المتطرفين، وإنها لا تخاف منهم، مشيرة إلى أن هؤلاء المتطرفين رجال عاجزون، وبالتالى يلجئون للعنف.
وفى نهاية المقابلة أعربت زينة عن فخرها بذاتها، لافتة إلى أنها تمكنت من إظهار قيم المساواة والعدالة والكرامة للمرأة المسلمة، وأنها مبادئ ليست غربية، ولكن لها جذور فى الإسلام، والآن لدينا جميع الأدوات والمعرفة لمنحها مئات الملايين من المسلمين.