قرر المجلس الوطني الانتقالي الليبي فرض تأشيرة على مواطني الجزائر ومصر وسوريا وموريتانيا الراغبين في الدخول إلى الأراضي الليبية.
ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية في عددها الصادر اليوم الأحد عن مصادر مطلعة أن السلطات الليبية الجديدة أمرت الجهات الجمركية بسحب عدد من الدول العربية من قائمة الدول التي كان النظام السابق يعفي مواطنيها من شرط الحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي الليبية.
ولم يستثن قرار فرض التأشيرة إلا دولة تونس من جملة الدول التي كان مواطنوها يدخلون الأراضي الليبية دون تأشيرة.
هذا، وقد وصفت هذه الخطوة من قبل كثير من المتتبعين للشأن الليبي وللصراعات الناشبة بمجلسه الانتقالي بالانتقامية من الدول التي وقفت ضد تدخل الناتو في الشأن الليبي الداخلي ، وتصعيدا غير محسوب العواقب لقادة هذا المجلس في علاقاته بدول الجوار، خصوصا وأن الطرف المصري كان قد عمد خلال بدايات الأزمة الليبية إلى إلغاء التأشيرة التي كانت مفروضة على الليبيين في عهد القذافي تسهيلا لدخول جرحى الصراع الدموي للتداوي بالأراضي المصرية.
وقد سرّب عضو المكتب التنفيذي لاتحاد غرف التجارة والصناعة التابع للمجلس الانتقالي، محمد عبد الكريم الرعيض، بداية هذا الشهر لوكالة الأنباء التونسية ما كان يحدث في الدوائر والمخابر الضيقة للمجلس عندما قال بأن "تونس هي البلد الوحيد الذي سيبقى مواطنوه مشمولين بعد فرض التأشيرة للدخول إلى ليبيا"،وهذا قبل أن يصدر المجلس الانتقالي تعليماته التطبيقية لقرار فرض التأشيرة .
يذكر أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد قرر في شهر أكتوبر الماضي ، الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض وإغلاق السفارة السورية في طرابلس.
وصرح موسى الكوني، عضو المجلس الانتقالي، خلال مؤتمر صحافي في طرابلس بأن "المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا قرر الاعتراف بالمجلس الوطني في سوريا وقرر ايضاً غلق السفارة السورية في ليبيا".
وأوضح الكوني أن النظام الليبي الجديد يعترف بالمجلس الوطني السوري "كحكومة شرعية وحيدة ممثلة عن الشعب السوري". وأنه كلف رسميا من المجلس الإعلان عن هذا الاعتراف.
وأضاف أن "اعترافنا بهذا المجلس هو اعتراف بثورة الشعب السوري، فكما عانى الشعب الليبي فان معاناة الشعب السوري مماثلة: هناك رئيس في سوريا يقتل شعبه، ، وقد دُعم في السابق القذافي، ونحن كثوار ليببيين ذقنا الامرين من نظام مشابه، ومررنا بازمة الاعتراف".
وتابع "لهذا نحن أول من يعترف بشرعية هذا المجلس الذي يستمد شرعيته من الشعب السوري الذي خرج في تظاهرات تأييد له تعطيه الشرعية، ولهذا يستحق منا ان نعترف به، لهذا السبب قررنا غلق السفارة السورية".