تسبب قتال عنيف اندلع بين جماعات محلية مسلحة على مشارف العاصمة الليبية طرابلس في مقتل عدة أشخاص، وذلك في الوقت الذي تكافح فيه الحكومة الانتقالية لتهدئة التوترات وسط حديث عن خصومات قبلية وتأييد متعصب للعقيد معمر القذافي.
وفي ثاني يوم من الاشتباكات قرب موقع عسكري يقع وسط مزارع وقرى بين العاصمة ومدينة الزاوية الساحلية على مسافة 50 كيلومترًا إلى الغرب قصف مقاتلون مناهضون للقذافي من الزاوية أهدافًا بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات والقذائف الصاروخية وصواريخ جراد.
وبحسب وكالة رويترز فقد أجبرت النيران المعاكسة مقاتلي الزاوية على الاحتماء والتراجع أحيانًا.
وأثار القتال القلق من تصاعد التوترات وإعاقة الجهود الهادفة لإقامة ديمقراطية محل حكم القذافي وذلك في ظل وجود عشرات الآلاف من الرجال المدججين بالسلاح والذين يجوبون بلدًا ما زال يفتقر لهياكل حكومية جديدة.
وقال مقاتلو الزاوية الذين أعلنوا عن مقتل اثنين من رفاقهم يوم الجمعة: إن عدد قتلاهم وصل إلى حوالي عشرة يوم السبت رغم وجود حالة كبيرة من التشوش في موقع الأحداث.
وقالت شخصيات كبيرة تتحدث نيابة عن أولئك الذين على الجانب الآخر: إنهم لا يعلمون بوقوع خسائر وأنحوا باللوم في التوتر على سوء فهم.
واستمر تبادل إطلاق النار الكثيف الذي تخللته انفجارات لعدة ساعات بعد ظهر يوم السبت حول قاعدة عسكرية في المايا وهي منطقة يقطنها أشخاص من قبيلة ورشفانة وهي قبيلة كبيرة في منطقة طرابلس.
وتمتد المنطقة عبر الطريق السريع الرئيس الذي يربط العاصمة بالحدود التونسية ومنشآت النفط والغاز قرب الزاوية.
وقال محمد سايح وهو عضو من ورشفانة بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يضم 51 مقعدًا: "هذا هجوم شنه رجال من الزاوية يريدون السيطرة على قاعدة المايا وضللتهم شائعة عن وجود مقاتلين موالين للقذافي في المنطقة".
وأضاف: "أشاعوا بأن ورشفانة موالية للقذافي لتبرير اقتحام منازل المواطنين والاستيلاء على سياراتهم، والمجلس الوطني الانتقالي يعمل على تهدئة الموقف".