تتركز عيون العالم على "ثورة الياسمين"، حيث تجرى أول انتخابات بتونس منذ 50 عاما، ومن جانبها احتفلت صحيفة التايمز بأول انتخابات ديمقراطية حقيقة فى العالم العربى، بلقاء مع والدة الشاب محمد البوعزيزى، الذى كان إشعاله النيران فى نفسه احتجاجات على مضايقات الشرطة والأحوال الاقتصادية السيئة، شرارة اندلاع الثورة التى أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على.
وتنقل الصحيفة عن منوبية البوعزيزى، التى أدلت بصوتها فى انتخابات المجلس التأسيسى التونسى، بعد أن انتظرت ثلاث ساعات بين ملايين التونسيين الذين أصطفوا للإدلاء بأصواتهم، قائلة: "إننى فخورة جدا بأبنى الذى غير العالم"، وأضافت: "لقد تلقيت مكالمات كثيرة من شباب الدول العربية الذين قالوا لى: كلنا محمد البوعزيزى وسنغير وجه العالم".
وبدت الأم الثكلى مفتخرة جدا خلال حديثها للصحيفة البريطانية، بابنها الذى أصبح رمزا للحرية والتحرير من حكم الطغاه والاستبداديين.
وتجاوزت نسبة الإقبال، على أول انتخابات حرة تشهدها تونس التوقعات، حيث تشير المؤشرات إلى وصولها 90%، وتقول بعض التقارير، إن هذه الانتخابات التى تمت تحت أعين 530 مراقبا دوليا، شهدت بعض التجاوزات من قبل بعض الأحزاب التى قامت بدفع رشاوى للناخبين مقابل الحصول على أصواتهم.
وأشارت صحيفة الجارديان، إلى تباين نسبة الإقبال فى الدوائر الانتخابية بالخارج، ففى حين شهدت دائرتى فرنسا نسبة إقبال ما بين 60 و70% لم تتجاوز النسبة فى بريطانيا 32%.
وتحدث كمال الجندوبى، الناشط الحقوقى الذى اعتقل فى عهد بن على، من انتهاكات للقواعد الانتخابية، حيث قامت بعض الأحزاب بمواصلة الحملة الانتخابية بعد انتهاء المدة الرسمية المحددة لها، مع قيام آخرين بتنظيم اجتماعات وإنشاد شعارات خارج أماكن التصويت.
ورغم عدم وقوع أحداث عنف لكن كان هناك نوع من التخويف الناعم ومحاولات التأثير على الناخبين ولم يسم الجندوبى أحزابا بعينها، ومع ذلك أكد الناشط البارز أن الانتخابات شهدت معنويات عالية.