بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك .. فكيف بأمة الإسلام؟! ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || قـوت القلـوب في محبة ربنا المعبـود ( 3 )
::: عرض المقالة : قـوت القلـوب في محبة ربنا المعبـود ( 3 ) :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> الزهد والرقائق

اسم المقالة: قـوت القلـوب في محبة ربنا المعبـود ( 3 )
كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة: 15/04/2016
الزوار: 1626

طرف محبة العبد لربه وطرف محبة الرب لعبده

والكلام في هذه المنزلة معلق بطرفين : طرف محبة العبد لربه ، وطرف محبة الرب لعبده ، والناس في إثبات ذلك ونفيه أربعة أقسام : فأهل يحبهم ويحبونه على إثبات الطرفين ، وأن محبة العبد لربه فوق كل محبة تقدر ، ولا نسبة لسائر المحاب إليها ، وهي حقيقة " لا إله إلا الله " وكذلك عندهم محبة الرب لأولليائه وأنبيائه ورسله : صفة زائدة على رحمته ، وإحسانه وعطائه ، فإن ذلك أثر المحبة وموجبها ، فإنه لما أحبهم كان نصيبهم من رحمته وإحسانه وبره أتم نصيب.

مراتب المحبة:

أولها: " العلاقة " وسميت علاقة لتعلق القلب بالمحبوب.

الثانية: " الإرداة " وهي ميل القلب إلى محبوبه وطلب له.

الثالثة: " الصبابة " وهي انصباب القلب إليه، بحيث لا يملكه صاحبه ، كانصباب الماء في الحدور .

الرابعة: " الغرام " وهو الحب اللازم للقلب ، الذي لا يفارقه ، بل يلازمه كملازمة الغريم لغريمه ، ومنه سمى عذاب النار " غراماً " للزومه لأهله ، وعدم مفارقته لهم . قال تعالى: ( إن عذابها كان غراماً ) الفرقان: 65

قلت: (وهذه المرتبة لا تصح أن تصرف من العبد إلى الرب على ظاهرها ويجوز صرف معناها ، بل هي من مراتب المحبة العامة).

الخامسة: " الوداد" وهو صفو المحبة ، وخالصها ولُبها ، والودود من أسماء الرب تعالى ، وفيه قولان: أحدهما : أنه المودود ، قال البخاري في صحيحه "الودود: الحبيب".

والثاني: أنه الواد لعباده ، أي المحب لهم ، وقرنه باسمه الغفور إعلاماً بأنه يغفر الذنب ، ويحب التائب مه ، ويوده . فحظ التائب: نيل المغفرة منه.

وعلى القول الأول " الودود " في معنى يكون سر الاقتران ، أي اقتران الودود بالغفور استدعاء مودة العباد له ، ومحبتهم إياه باسم " الغفور ".

السادسة: " الشغف " ياقال : شغف بكذا ، فهو مشغوف به ، وقد شغفه المحبوب ، أي وصل حبه إلى شغاف قلبه ، كما قال النسوة عن امرأة العزيز: " قد شغفها حباً " يوسف:30 وفيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنه الحب المستولى على القلب ، بحث يحجبه عن غيره . قال الكلبي: حجب حبه قلبها حتى لا تعقل سواه.

الثاني: الحب الواصل  إلى داخل القلب ، قال صاحب هذا القول: المعنى أحبته حتى دخل حبه شغاف قلبها ، أي داخله.

الثالث: أنه الحب الواصل إلى غشاء القلب، و" الشغاف " غشاء القلب إذا وصل الحب إليه باشر القلب. قال السدي: الشغاف جلدة رقيقة على القلب ، يقول: دخله الحب حتى أصاب القلب.

وقرأ بعض السلف: " شعفها " أي ذهب الحب بها كل مذهب وبلغ بها أعلى مراتبه ، ومنه : شعف الجبال ، لرؤسها.

السابعة: " العشق " وهو الحب المفرط الذي يخاف على صاحبه منه ، وعليه تأول إبراهيم ، ومحمد بن عبد الوهاب (ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به)البقرة:286 . قالوا : هو العشق.

ورفع إلى ابن عباس شاب وهو يعرفه قد صار كالخلال ، فقال: ما به؟ قالوا: العشق. فجعل ابن عباس عامة دعائه بعرفة : الاستعاذة من العشق.

وفي اشتقاقه قولان: أحدهما : أنه من العَشَقَة محركة وهي نبت أصفر يلتوي على الشجر ، فشبه به العاشق.

والثاني: أنه من الإفراط . وعلى القولين : فلا يوصف به الرب تبارك وتعالى، ولا العبد في محبة ربه . وإن أطلقه سكران من المحبة قد أفناه الحب عنن تمييزه ، كان في خفارة صدقه ومحبته.

الثامنة: " التتيم " وهو التعبد والتذلل، يقال : تيمه الحب أي ذلله وعبده وتيم الله: عبد الله ، وبينه وبين اليتم : الذي هو الانفراد تلاق في الاشتقاق الأوسط ، وتناسب في المعنى فإن " المتيم " المتفرد بحبه وشجوه . كانفراد اليتيم بنفسه عن أبيه ، وكل منهما مكسور ذليل ، هذا كسره يتم ، وهذا كسره تتيم.

التاسعة: " التعبد " وهو فوق التتيم ، فإن العبد هو الي قد ملك المحبوب رقه فلم يبق له شئ من نفسه ألبته ، بل كله عبد لمحبوبه ظاهراً وباطناً . وهذا هو حقيقة العبودية ، وهو الحب التام مع الذل التام والخضوع للمحبوب. تقول العرب طريق " معبد " أي قد ذللته الأقدام وسهلته.

العاشرة: " الخلة " التي انفرد بها الخليلان ، إبراهيم ومحمد عليهما السلام ، كما صح عنه أنه قال: " إن الله اتخذني خليلاً ، كما اتخذ إبراهيم خليلاً " . وقال: " لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لا تخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن صاحبكم خليل الرحمن " والحديثان في الصحيح ، وهما يبطلان قول من قال " الخلة " لإبراهيم و " المحبة " لمحمد صلى الله عليه وسلم.

والخلة: هي المحبة التي تخللت روح المحب وقلبه ، حتى لم يبق فيه موضع لغير المحبوب. وهذا هو السر الذي لأجله والله أعلم أمر الخليل بذبح ولده ، وثمرة فؤاده وفلذة كبده ، لأنه لما سأل الولد فأعطيه ، تعلقت به شعبة من قلبه . و " الخلة " منصب لا يقبل الشركة والقسمة . فغار الخليل على خليله: أن يكون في قلبه موضع لغيره ، فأمر بذبح الولد ، ليخرج المزاحم من قلبه ، فلما وطن نفسه على ذلك ، وعزم عليه عزماً جازماً: حصل مقصود الأمر ، فلم يبق في إزهاق نفس الولد مصلحة ، فحال بيه وبينه ، وفداه بالذبح العظيم . وقيل له: ( يا إبراهيم قد صدقت الرءيا ) الصافات: 104ـ105 ، أي عملت عمل المصدق ( إنا كذلك نجزي المحسنين ) الصافات : 105 ، نجزي من بادر إلى طاعتنا ، فنقر عينه كما أقررنا عينك بامتثال أوامرنا، وابقاء الولد وسلامته ( إن هذا لهو البلاء المبين ) الصافات: 106. وهو اختبار المحبوب لمحبه ، وامتحانه إياه ليؤثر مرضاته ، فيتم عليه نعمه ، فهو بلاء محنة ومنحة عليه معاً. وهذ الدعوة إنما دعا إليها بها خواص خلقه ، وأهل الألباب والبصائر منهم ، فما كان أحد يجيب داعيها ، ولا كل عين قريرة بها ، وأهلها هم الذين حصلوا في وسط قبضة اليمين يوم القبضتين ، وسائر أهل اليمين في أطرافها.

المحبة تعلق القلب بين الهمة والأنس:

قال صاحب المنازل: المحبة : تعلق القلب بيين الهمة والأنس .

يعني: تعلق القلب بالمحبوب تعلقاً مقترناً بهمة المحب ، وأنه بالمحبوب ، في حالتي بذله ومنعه ، وإفراده بذلك التعلق . بحيث لا يكون لغيره فيه نصيب.

وإنما أشار إلى أنها بين " الهمة والأنس " لأن المحبة لما كانت هي نهاية شدة الطلب ، وكان المحب شديد الرغبة والطلب : كانت " الهمة " من مقومات حبه ، وجملة صفاته . ولما كان الطلب بالهمة قد يعرى عن الأنس ، وكان المحب لا يكون إلا مستأنساً بجمال محبوبه ، وطمعه بالوصول إليهة. فمن هذين يتولد الأنس : وجب أن يكونن المحب موصوفاً بالأنس . فصارت المحبة قائمةة بين الهمة والأنس.

ويريد " بالبذل والمنع " أحد أمرين: إما بذل الروح والنفس لمحبوبه ، ومنعها عن غيره . فيكون البذل والمنع صفة المحب ، وإما بذل الحبيب ومنعه ، فتتعلق همة المحب به في حالتي بذله ومنعه.

ويريد بالإفراد معنيين : إما إفراد المحبوب وتوحيده بذلك التعلق . وإما فناؤه في محبته بحيث ينسى نفسه وصفاته في ذكر محاسن محبوبه ، حتى لا يبقى إلا المحبوب وحده. والمقصود: إفراد المحب لمحبوبه بالوحيد والمحبة .

 والله أعلم

وللحديث بقية


طباعة


روابط ذات صلة

  مفاتيح التوبة والإنابة  
   {نــــــدم المــذنبين ودمــــع التـائبين}  
  الدعوه الصالحة بقول المعروف  
  هل فكرت أن تطيل عمرك وتزيد حسناتك ؟؟؟  
  مالي أراك على الذنوب مواظبا !!  
  أين الاستعداد ليوم المعاد ؟!!  
  مراقبة الله تعالى !!  
  (( الحب مشاعر لا تعرف قيود الزمن ))  
  السؤال الفـــواح عـن بلاد الأفـــراح ؟؟  
  (( من حزن قلبي ودمع عيني وآهات صدري ))  
  النجوى في إدراك التقـــــــــــــــــــوى  
  هل جربت الخلوه مع الله ؟؟  
  آفـــــات على طـــــريق الهدايا !!  
  من أحوال العصاه يوم القيامة!!  
  تربيــــة الذات .. لمــــاذا ؟؟  
  وسائل الثبات علي دين رب العباد  
  العبد بين التوبة والاستغفار والإنابة !!  
  مسائل في التوبة !!  
  رقــة القلوب وخشوعها لله .. كيف ؟  
  همسة من محب !!  
  مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ  
  (( حيـــاة القلوب في ذكر ربنا المعبود ))  
  متى آخر مرةٍ دَمِعَتْ عيناك خشيةً وخوفًا منَ الله ؟  
  ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾  
  لَحَظَاتُهِمْ الْأَخِيرَةُ كَمَا تَمَنَّوْا !!  
  الحنين المتجدد والشوق المستمر لخالق الخلائق  
  ليالي الصالحـــين ودآب العابدين !!  
   (( الرحم وصلة الأرحام ))  
  الصادقين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ( 1 )  
  ( أمراض القلوب أم أمراض الأبدان )  
   حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 1 )  
  حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 2 )  
  ((( إحساس مؤلــــم )))  
   (( مهما حدث فلا تبكي ))  
  (( تعلـــم كيـف تصـنع سعادتـــــك ))  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 983747

تفاصيل المتواجدين