بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك .. فكيف بأمة الإسلام؟! ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل من عليه قضاء رمضان يقضيه في شعبان ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رفع الإشكال في حديث " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " . ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     حكم تخصيص النصف من شعبان بصيام او قيام ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     يا أهل غزة لا تحزنوا إن الله معكم ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 1 )
::: عرض المقالة : حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 1 ) :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> الزهد والرقائق

اسم المقالة: حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 1 )
كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة: 01/12/2010
الزوار: 2487

 الحبّ في الله عُروة لا تقبل الانفصام

كثيراً ما نسمع هذا المصطلح الحبيب "الحب في الله" وكثيراً ما نتردد في إطلاقه على هذا أو ذاك أو هذين أو أولئك، ولذا وجدتني أمسك القلم وأسطر هنا دلالاته التي ما انفكت عنه عندي، ولك يا قارئي كبير اختيار من أجل ردٍّ أو نقدٍ أو طرحٍ بديل.
الحب في الله إنشاء علاقة مع آخر يؤمن بما تؤمن به، قوامها تبادل الكلمة الطيّبة والفعلة الصالحة الخيّرة، ولا يتوقف التبادل عند جدلية العدّ والأخذ والرد، وواحدة بواحدة، بل هو قائم على المبادرة والتنافس الإيجابي دون حسبان أو احتساب لما مرّ من إحسان أو إساءة، فإحسان المبادِر نسيه المبادِر نفسه، وإساءة الآخر هي في طيّ النسيان بالنسبة لمن أسيء إليه وهكذا... ولا استحضار إلا لواجب الحبّ على كلٍّ منّا تجاه الآخر.
الحب في الله: رضىً متبادل، وتعالٍ على السفاسف، وعفو عن الزلاّت والإعراض عن العتاب، وميل صادق لملامة الذات.
الحب في الله: حبٌّ لأجل الله، ومن أجل الله، ولأن الله يحب هذا الحب، ويحبه عنواناً وسلوكاً وحالاً وقالاً للمؤمنين به حقاً، فهيّا إليه كذلك.
الحب في الله: عطاء بلا حدود، وإيداع ما تملك في حساب مَنْ تحب ولصالح مَنْ تحب، والتوقيع عند الإيداع "محب فحسب".
الحب في الله: شعار ودثار، ومعيّة وإيثار.
الحب في الله: مسؤولية شريفة لطيفة تسرّ القلب وتسعد العقل وتريح الجوارح وتبهج الناظرين، ومن ذاق عرف، وسل الذين أحسنوا في أدائها والقيام بها.
الحب في الله منجمٌ ثرٌّ للراحة والطمأنينة وللأمن والأمان، وكل عماله القائمين عليه في المشقة مسرورون:

عذاب الحبّ للعشاق عذب وأعظم لذّة فيه البكاء
الحب في الله: نور الحياة وضياؤها وسرّها وروعتها، فالحمد لله على محبةٍ فيه، والشكر له على أن زوّد قلوبنا بالاستعداد للحب فيه، وأفضل الصلاة والسلام على سيّد المحبين والمتحابّين في الله، وعلى آله الأطهار ورّاث الأنوار، وصحبه الأخيار، والتابعين الأبرار، وسائر مَنْ على دربهم سار، وبهم استنار.
وليسمح لي المتحابون في الله – أخيراً – أن أجعل مسك الختام حديثاً نبوياً شريفاً موضوعه حب الله للمتحابين في الله:
فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رجلاً خرج يزور أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله عزوجل في مدرجته (طريقه) مَلَكاً فلما مرّ به قال: أين تريد ؟ قال: أريد فلاناً، فقال: للقرابة ؟ قال: لا، قال: فلنعمةٍ له عندك تربّها (تطلبها)، قال: لا، قال: فلمَ تأتيه ؟ قال: إني أحبه في الله عز وجلّ. قال: فإني رسول الله إليك: إن الله عزوجل يحبك بحبك إيّاه منه".
فهل بعد هذا إلا القول: "إن من أوثق عرى الإيمان الحب في الله"، وهل ثمّة أجر أعظم للمتحابين في الله من الاستظلال بظل الله.
قال صاحب المنازل:
فصل ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة المحبة وهي
المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون وإليها شخص العاملون وإلى علمها شمر السابقون وعليها تفانى المحبون وبروح نسيمها تروح العابدون فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام
وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدا واصليها وتبوؤهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائما إلى الحبيب وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب فيالها من نعمة على المحبين سابغة
تالله لقد سبق القوم السعاة وهم على ظهور الفرش نائمون وقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون
من لي بمثل سيرك المدلل تمشي رويدا وتجي في الأول
أجابوا منادي الشوق إذ نادى بهم حي على الفلاح وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول إلى محبوبهم وكان بذلهم بالرضى والسماح وواصلوا إليه المسير بالإدلاج والغدو والرواح تالله لقد حمدوا عند الوصول سراهم وشكروا مولاهم على ما أعطاهم وإنما يحمد القوم السرى عند الصباح
فحيهلا إن كنت ذا همة فقد حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا
وقل لمنادي حبهم ورضاهم إذا ما دعا لبيك ألفا كواملا
ولا تنظر الأطلال من دونهم فإن نظرت إلى الأطلال عدن حوائلا
ولا تنتظر بالسير رفقة قاعد ودعه فإن الشوق يكفيك حاملا
وخذ منهم زادا اليهم وسر على طريق الهدى والفقر تصبح واصلا
وأحي بذكراهم سراك إذا ونت ركابك فالذكرى تعيدك عاملا
وإما تخافن الكلال فقل لها أمامك ورد الوصل فابغ المناهلا
وخذ قبسا من نورهم ثم سر به فنورهم يهديك ليس المشاعلا
وحي على واد الأراك فقل به عساك تراهم فيه إن كنت قائلا
وإلا ففي نعمان عند معرف ال أحبة فاطلبهم إذا كنت سائلا
وإلا ففي جمع بليلته فإن كفت فمتى يا ويح من كان غافلا
وحي على جنات عدن بقربهم منازلك الأولى بها كنت نازلا
ولكن سباك الكاشحون لأجل ذا وقفت على الأطلال تبكي المنازلا
فدعها رسوما دارسات فما بها مقيل فجاوزها فليست منازلا
رسوم عفت يفنى بها الخلق كم بها قتيل وكم فيها لذا الخلق قاتلا
وخذ يمنة عنها على المنهج الذي عليه سرى وفد المحبة آهلا
وقل ساعدي يا نفس بالصبر ساعة فعند اللقا ذا الكد يصبح زائلا
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ويصبح ذو الأحزان فرحان جاذلا
أول نقدة من أثمان المحبة بذل الروح فما للمفلس الجبان البخيل وسومها
بدم المحب يباع وصلهم فمن الذي يبتاع بالثمن
تالله ما هزلت فيستامها المفلسون ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون
لقد أقيمت للعرض في سوق من يزيد فلم يرض لها بثمن دون بذل النفوس
فتأخر البطالون وقام المحبون ينظرون أيهم يصلح أن يكون ثمنا فدارت السلعة بينهم ووقعت في يد أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
لما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي فتنوع المدعون في الشهود فقيل لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
فتأخر الخلق كلهم وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه فطولبوا بعدالة البينة بتزكية يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم
فتأخرا أكثر المحبين وقام المجاهدون فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم.
وللحديث بقية 

طباعة


روابط ذات صلة

  مفاتيح التوبة والإنابة  
   {نــــــدم المــذنبين ودمــــع التـائبين}  
  الدعوه الصالحة بقول المعروف  
  هل فكرت أن تطيل عمرك وتزيد حسناتك ؟؟؟  
  مالي أراك على الذنوب مواظبا !!  
  أين الاستعداد ليوم المعاد ؟!!  
  مراقبة الله تعالى !!  
  (( الحب مشاعر لا تعرف قيود الزمن ))  
  السؤال الفـــواح عـن بلاد الأفـــراح ؟؟  
  (( من حزن قلبي ودمع عيني وآهات صدري ))  
  النجوى في إدراك التقـــــــــــــــــــوى  
  هل جربت الخلوه مع الله ؟؟  
  آفـــــات على طـــــريق الهدايا !!  
  من أحوال العصاه يوم القيامة!!  
  تربيــــة الذات .. لمــــاذا ؟؟  
  وسائل الثبات علي دين رب العباد  
  العبد بين التوبة والاستغفار والإنابة !!  
  مسائل في التوبة !!  
  رقــة القلوب وخشوعها لله .. كيف ؟  
  همسة من محب !!  
  مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ  
  (( حيـــاة القلوب في ذكر ربنا المعبود ))  
  متى آخر مرةٍ دَمِعَتْ عيناك خشيةً وخوفًا منَ الله ؟  
  ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾  
  لَحَظَاتُهِمْ الْأَخِيرَةُ كَمَا تَمَنَّوْا !!  
  الحنين المتجدد والشوق المستمر لخالق الخلائق  
  ليالي الصالحـــين ودآب العابدين !!  
   (( الرحم وصلة الأرحام ))  
  الصادقين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ( 1 )  
  ( أمراض القلوب أم أمراض الأبدان )  
  حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 2 )  
  ((( إحساس مؤلــــم )))  
   (( مهما حدث فلا تبكي ))  
  (( تعلـــم كيـف تصـنع سعادتـــــك ))  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 908804

تفاصيل المتواجدين