بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك .. فكيف بأمة الإسلام؟! ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || ليالي الصالحـــين ودآب العابدين !!
::: عرض المقالة : ليالي الصالحـــين ودآب العابدين !! :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> الزهد والرقائق

اسم المقالة: ليالي الصالحـــين ودآب العابدين !!
كاتب المقالة: منقول
تاريخ الاضافة: 01/11/2010
الزوار: 2404

ليالي الصالحين ودآب العابدين

سبحان مقلب الليل والنهار خالق الظلمات والنور وأصلي وأسلم على النبي المختار صاحب الأنوار وعلى آل بيته وصحبه والتابعين إلى يوم الدين.
 أما بعــــــــــــــــد
مقدمــــــــــه
في الليل تجد كثيرا من الأحوال تتغير مع تغير الناس فمنهم من يخلوه بهواه ومنهم من يضيعه في غناه ومنهم من يتخلص به في لهواه ومنهم من يبكي في ظلماه. والليل منفذ للطالحين وخلوه للصالحين فإذا خلا كل مشغول بمسعاه وكل حبيب بحبيبه تجد الصالحين قاموا وقد نصبوا أقدامهم بين يدى الله ووضعوا جباهم على الأرض تذللا وانكسارا للواحد في علياه . والسؤال الذي يسأله البعيدين عن لذه الدنيا ونسمة الزهاد وطمع العباد هو:
هل من الممكن أن يصير الليل المظلم مُشرق الأنوار ؟أو يتعطر الصمت المطبق بآيات القرآن ؟.
الجـــــــــــــــــــــــــــواب
نعم، يمكن أن يتبدد السكون الموحش بانحناء الأصلاب وسجود الجباه، وبتبلل الجفاف اليابس بدموع الأسحار، وخشوع القلوب، وتزكية الأنفس زكية، وذكر الألسن، وسهر الأعين، وسجود الجباه ، وتجافي الجنوب .
إنه مساء الصالحين وليل العابدين. إنها همة المتهجدين ولذة المتضرعين. إنه أنس المنفردين وحب المخلصين. إنها مجاهدة السالكين ومكابدة المرابطين ؛ الله أكبر، ما أروع هذا الليل وما أحبه وما أمتعه وما أروعه.
أين هذا الليل من نوم طويل وركون ثقيل وغفلة تامة ؟ شتان بين النور والظلمة، وبين السمو والدنو، وبين الثرى والثريا. إنه قيام الليل أيها النائمون، اسمعوا النداء ممن عمروه بالطاعات، وملؤوه بالصلوات.
فهذا "زمعة العابد" كان يقوم فيصلي ليلا طويلا فإذا كان السَحَر نادى بأعلى صوته : "يا أيها الركب المعرسون، أَكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون"، فإذا طلع الفجر نادى: "عند الصباح يحمد القوم السرى" "صفة الصفوة 2/229-230".
ليلة بينهـــــــــم
دعني أريك ليلهم، بل دعني وإياك نقضي ليلة معهم. هذا أبو هريرة رضي الله عنه "كان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثا، يصلي هذا ثم يوقظ هذا" "نزهة الفضلاء 1/199". فالليل كله صلاة ومناجاة، ودموع وخشوع، وذكر وشكر، والشعار لا للفرش الوثيرة، والنوم اللذيذ.
إنهم الموصوفون بأبلغ قول وأعظم صورة في قوله تعالى:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبهُمْ خَوْفا وَطَمَعا} السجدة:16، يرسم القرآن لهم "صورة المضاجع في الليل تدعو الجنوب إلى الرقاد والراحة والتذاذ المنام ولكن هذه الجنوب لا تستجيب؛ لأن لها شغلا عن المضاجع اللينة والرقاد اللذيذ شغلا بربها، شغلا بالوقوف في حضرته، والتوجه إليه في خشية وفي طمع يتنازعها الخوف والرجاء" "الظلال5/2812-2813".
لا أنام الله عينـــــي
استمع إلى يزيد الرقاشي وهو يقول: "إذا نمتُ فاستيقظتُ ثم عدتُ في النوم فلا أنام الله عيني"، وتأمل هذا الحوار مع الفراش حيث كان عبد العزيز بن أبي رواد "يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش ويتحسسه ثم يقول: ما ألينك، ولكن فراش الجنة ألين منك،
ثم يقوم إلى صلاته. هؤلاء القوم مشغولون عن النوم المريح اللذيذ بما هو أروح منه وأمتع، مشغولون بالتوجه إلى ربهم، وتعليق أرواحهم وجوارحهم به، ينام الناس وهم قائمون ساجدون، ويخلد الناس إلى الأرض وهم يتطلعون إلى عرش الرحمن ذي الجلال والإكرام " "الظلال 5/2578".
ولله در الفضيل بن عياض وهو يعرض وضعا شعوريا إيمانيا بديعا؛ حيث يقول: "أدركت أقواما يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة، إنما هو على الجنب فإذا تحرك قال: ليس هذا لكِ، قومي خذي حظكِ من الآخرة.
ولا تنس أنهم كانوا بذلك التعب يتلذذون، وبالقيام يفرحون، وبعيون غير أعيننا إلى الليل ينظرون. فهو عندهم موطن تنتعش فيه الأرواح، وتبتهج وترتاح، وتتقلب بين مسرات وأفراح، وتكثر من المساءلة والإلحاح. فهي قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وما يَرِدُ عليها في تلك المقامات " "الصلاة والتهجد ص301".
ولذا جاءت وصاياهم وقد عملوا، وتذكيرهم وقد اعتبروا، وحثهم وقد سبقوا، فها هو الحسن ينادي بكم قائلا: " كابِدوا الليل، ومدوا الصلاة إلى السحر ثم اجلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار" "الصلاة والتهجد ص303".
وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ
وقال أبو محمد الجريري: "قصدتُ الجنيد فوجدتُه يصلي فأطال جدا، فلما فرغ قلتُ: قد كبرتَ وَوَهَنَ عَظْمُكَ ورق جلدكَ وضعفتْ قوتكَ ولو اقتصرتَ على بعض صلاتك، فقال: اسكت، طريق عرفنا به ربنا، لا ينبغي لنا أن نقتصر منه على بعضه، والنفس ما حملتها تتحمل، والصلاة صلة والسجود قربة ولهذا قال تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}، ومن ترك طريق القرب يوشك أن يُسلَك به طريق البعد" "الصلاة والتهجد ص309".
ويجدد أبو سليمان الداراني هذا الفقه، ويبين هذا الشعور بقوله: "أهل الليل بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، ولو لم يعط الله تعالى أهل الليل في ثواب صلاتهم إلا ما يجدون من اللذة فيها لكان الذي أعطاهم أفضل من صلاتهم" "الصلاة والتهجد ص 311".
في ظلمة الليل للعباد أنـــــــــــــــــــــــــــــوار ... منها شموس ومنها فيه أقمار
تسري قلوبهم في ضوئهن إلـــــــــــــى ... ذاك المقام ومولاهم لهم جار
تخالهم ويك موتى لا حراك بهم ... وهم مع الله إقبال وإدبـــــــــــــــــــــــــار
إن ينطقوا فتلاوات وأذكـــــــــــــــــــــــــــار ... أو يسكتوا فاعتبار وأفكـــــــــــــــار
مستيقظين لذي الذكرى فكلهــــــــــــم ... لذا التذكرِ أسماع وأبصـــــــــــــــــــــــــــــار
ولم يستثقلوا القيام لأن النفوس راغبة، والنوايا صادقة، والخشية غامرة، "وإذا قوي الباعث وكثرت الرغبة، وعظمت الرهبة، نشطت النفس وخف الجسد، وذل الصعب، وهانت المؤنة" "الصلاة والتهجد ص315".
وإليك الترجمة العملية لذلك فيما قاله رجل لحممة العابد : "ما أفضل عملك ؟ فقال: "ما أتتني صلاة قط إلا وأنا مستعد لها ومشتاق إليها، وما انصرفت من صلاة قط إلا كنت إذا انصرفت منها أشوق إليها مني حيث كنت فيها، ولولا أن الفرائض تقطع لأحببت أن أكون ليلي ونهاري قائما راكعا ساجدا" "الصلاة والتهجد ص316".
شـــوق وظمــــأ
فذلك هو الشوق والتعلق والذوق والتعبد. وتتصل القلوب بالله؛ عندما تراها ظامئة للعبادة، ترتشف ولا ترتوي، تزيد ولا تحيد. وتتلذذ النفوس بالذكر، وتغترف ولا تنصرف، تنصب ولا تتعب، إذ "كان صلة بن أشيم يقوم الليل حتى يفتر فما يجيء إلى فراشه إلا حبوا" "الصلاة والتهجد ص288".
ويقتدي المؤمنون حقا في قيام الليل بسيد الخلق . وقد خاطبه ربه: {يَاأَيهَا الْمُزملُ*قُمِ الليْلَ إِلا قَلِيلا} وناداه مولاه: {وَمِنَ الليْلِ فَتَهَجدْ بِهِ نَافِلَة لَكَ}، فقام ليله بلا مزيد عليه وسئل عن إتعاب نفسه وقد تورمت قدماه فقال - وما أعظم ما قال -: "أفلا أكون عبدا شكورا".
ومن هنا جاء وصفهم بلسان الحسن حيث قال: "صحبت أقواما يبيتون لربهم في سواد هذا الليل سجدا وقياما، يقومون هذا الليل على أطرافهم، تسيل دموعهم على خدودهم، فمرة ركعا ومرة سجدا، يناجون ربهم في فكاك رقابهم، لم يَمَلُوا كلال السهر لما قد خالط قلوبهم من حسن الرجاء في يوم المرجع، فأصبح القوم بما أصابوا من النصب لله في أبدانهم فرحين.
وبما يأملون من حسن ثوابه مستبشرين، فرحم الله امرأ نافسهم في مثل هذه الأعمال، ولم يرض من نفسه لنفسه بالتقصير في أمره باليسير من فعله، فإن الدنيا عن أهلها منقطعة، والأعمال على أهلها مردودة " ثم يبكي حتى تبتل لحيته بالدموع " "التهجد وقيام الليل ص 340-341". وحالهم يطول وصفه، والسعيد من اقتدى بهم، ولي ولكم أقول: "هكذا كانوا.. فهل نكون ؟".
لعلنا نموت ونحن سجود بين يدى الغفور الودود.

طباعة


روابط ذات صلة

  مفاتيح التوبة والإنابة  
   {نــــــدم المــذنبين ودمــــع التـائبين}  
  الدعوه الصالحة بقول المعروف  
  هل فكرت أن تطيل عمرك وتزيد حسناتك ؟؟؟  
  مالي أراك على الذنوب مواظبا !!  
  أين الاستعداد ليوم المعاد ؟!!  
  مراقبة الله تعالى !!  
  (( الحب مشاعر لا تعرف قيود الزمن ))  
  السؤال الفـــواح عـن بلاد الأفـــراح ؟؟  
  (( من حزن قلبي ودمع عيني وآهات صدري ))  
  النجوى في إدراك التقـــــــــــــــــــوى  
  هل جربت الخلوه مع الله ؟؟  
  آفـــــات على طـــــريق الهدايا !!  
  من أحوال العصاه يوم القيامة!!  
  تربيــــة الذات .. لمــــاذا ؟؟  
  وسائل الثبات علي دين رب العباد  
  العبد بين التوبة والاستغفار والإنابة !!  
  مسائل في التوبة !!  
  رقــة القلوب وخشوعها لله .. كيف ؟  
  همسة من محب !!  
  مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ  
  (( حيـــاة القلوب في ذكر ربنا المعبود ))  
  متى آخر مرةٍ دَمِعَتْ عيناك خشيةً وخوفًا منَ الله ؟  
  ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾  
  لَحَظَاتُهِمْ الْأَخِيرَةُ كَمَا تَمَنَّوْا !!  
  الحنين المتجدد والشوق المستمر لخالق الخلائق  
   (( الرحم وصلة الأرحام ))  
  الصادقين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ( 1 )  
  ( أمراض القلوب أم أمراض الأبدان )  
   حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 1 )  
  حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 2 )  
  ((( إحساس مؤلــــم )))  
   (( مهما حدث فلا تبكي ))  
  (( تعلـــم كيـف تصـنع سعادتـــــك ))  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 982247

تفاصيل المتواجدين