بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك .. فكيف بأمة الإسلام؟! ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل من عليه قضاء رمضان يقضيه في شعبان ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رفع الإشكال في حديث " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " . ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || قـوت القلـوب في محبة ربنا المعبـود ( 2 )
::: عرض المقالة : قـوت القلـوب في محبة ربنا المعبـود ( 2 ) :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> الزهد والرقائق

اسم المقالة: قـوت القلـوب في محبة ربنا المعبـود ( 2 )
كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة: 03/03/2016
الزوار: 1536

منزلة المحبة:

وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون ، وإلي علمها شمر السابقون ، وعليها تفاني المحبون ، وبروح نسيمها تروح العابدون ، فهي قوت القلوب ، وغذاء الأرواح ، وقرة العيون ، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات ، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات ، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام ، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام.

وهي روح الإيمان والأعمال ، والمقامات والأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه ، تحمل أثقال الشارين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنس بالغيها ، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبداً واصليها ، وتبوؤهم على ظهورها دائما إلى الحبيب. وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب . تالله لق ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة . إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب . وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة ، أن المرء مع من أحب . فيا لها من نعمة على المحبين سابغة.

تالله لقد سبق القومُ السعاةَ ، وهم على ظهور الفرش نائمون ، وقد تقدموا الركب بمراحل ، وهم في سيرهم واقفون.

أجابوا منادي الشوق إذ نادى بهم : حي على الفلاح ، وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول إلى محبوبهم ، وكان بذلهم بالرضى والسماح ، وواصلوا إليه المسير بالإدلاج والغدو والرواح .

تالله لقد حمدوا عند الوصول سُراهم ، وشكروا مولاهم على ما أعطاهم ، وإنما يحمد القوم السُرَى عند الصباح.

ولما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى ، فلو يعطى الناس بدعواهم لا دعى الخلىُ حرقة الشجي . فتنوع المدعون في الشهود ، فقيل: لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة .(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) آل عمران: 31

فتأخر الخلق كلهم ، وثبت أتباع الحبيب فيي أفعاله وأقواله وأخلاقه. فغرست شجرة المحبة في القلب ، وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب أثمرت أنواع الثمار ، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها . أصلها ثابت في قرار القلب . وفرعها متصل بسدرة المنتهى ، ولا يزال سعي المحب صاعداً إلى حبيبه لا يحجبه دونه شئ (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) فاطر: 10

حدود المحبة:

لا تحد المحبة بحد أوضح منها . فالحدود: لا تزيدها إلا خفاء وجفاء ، فحدها وجودها ، ولا توصف المحبة بوصف أظهر من " المحبة "

وإنما تكلم الناس في أسبابها وموجباتها ، وعلاماتها وشواهدها ، وثمراتها وأحكامها. فحدودهم ورسومهم.

رسوم وحدود قيلت في المحبة:

 قيل : المحبة الميل الدائم ، بالقلب الهائم. وهذا الحد لا تمييز فيه بين المحبة الخاصة والمشتركة ، والصحيحة والمعلولة.

وقيل: إيثار المحبوب ، على جميع المصحوب.

وقيل : موافقة الحبيب ، في المشهد والمغيب.

وقيل: محو المحب لصفاته ، وإثبات المحبوب لذاته. وهذا من أحكام الفناء في المحبة ، أن نتمحي صفات المحب ، وتفنى في صفات محبوبة وذاته .

وقيل : مواطأة القلب لمرادات المحبوب.

وقيل:خوف ترك الحرمة ، مع إقامة الخدمة ، وهذا من أعلام المحبة وشواهدها ، أن يقوم بالخدمة كما ينبغي ، مع وخوفه من ترك الحرمة والتعظيم.

وقيل : استقلال الكثير من نفسك واستكثار القليل من حبيبك ، والمحب الصادق لو بذل لمحبوبه جميع ما يقدر عليه لاستقله واستحيى منه ، ولو ناله من محبوبه أيسر شئ لاستكثره واستعظمه.

وقيل: استكثار القليل من جنايتك ، واستقلال الكثير من طاعتك .

وقيل: استيلاء ذكر المحبوب وصفاته وأسمائه على قلب المحب ، وحتى لا يكون الغالب عليه إلا ذلك ، ولا يكون شعوره وأحساسه بصفات نفسه .

وقيل : أن تهب كلك لمن أحببت ( الرب ) ، فلا يبقى لك منك شئ ، وتهب إرادتك وعزمك وأفعالك ونفسك ومالك ووقتك لمن تحبه وتجعلها حبساً في مرضاته ومحابه ، فلا تأخذ لنفسك منها إلا ما أعطاك ، فتأخذه منه له.

وقيل: أن تمحو من القلب ما سوى المحبوب ، وكمال المحبة يقتضى ذلك ، فإنه ما دامت في القلب بقية لغيره ومسكن لغيره فالمحبة مدخولة. وسفر القلب في طلب المحبوب والشوق إلى لقائه ، ولهج اللسان والقلب بذكره على الدوام .

وقيل : أن المحبة هي مالا ينقص بالجفاء ، ولا تزيد بالبر ، بل الإرداة والطلب والشوق إلى المحبوب لذاته ، فلا ينقص ذلك جفاؤه ، ولا يزيده بره وليس ذلك بعله

وقيل : عندما جرت مسألة بين بعض الشيوخ في المحبة بمكة المكرمة ، قال تاج العارفين وأمام الزاهدين : أنا عبد ذاهب عن نفسه ، متصل بذكر به ، قائم بأداء حقوقه ، ناظر إليه بقلبه ، أحرفت قلبه أنوار هيبته ، وصفا شربه من كاس وده ، وانكشف له الجبار من أستار غيبه ، فإن تكلم فبالله ، وإن نطق فعن الله ، وإن تحرك فبأمر الله ، وإن سكن فمع الله ، فهو بالله ولله ومع الله.

الأسباب الجالية للمحبة:

من الأسباب الجالية للمحبة ، والموجبة لها ، وهي عشرة:

أحدهما: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به ، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ، ليتفهم مراد صاحبه منه.

الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.

الثالث : دوام ذكره على كل حال ، باللسان والقلب ، والعمل والحال ، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.

الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى ، والتسنم إلى محابه ، وإن صعب المرتقى.

الخامس :مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها ، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها ، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله ، أحبه لا محالة.

السادس : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ، ونعمه الباطنة والظاهرة ، فإنها داعية إلى محبته.

السابع : وهو من أعجبها ، انكسار القلب بكليته بين يدى الله تعالى ، وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.

الثامن : الخلوة به وقت النزول الألهي ، لمناجاته وتلاوة كلامه ، والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.

التاسع : مجالسة المحبين الصادقين ، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر ، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام ، وعلمت أن فيه مزيداً لحالك ، ومنفعة لغيرك.

العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل ، وأشدها اقترف المعاصي .

فمن هذه الأسباب العشرة : وصل المحبون إلى منازل المحبة ، ودخلوا على الحبيب وملاك ذلك كله أمران : استعداد الروح لهذا الشأن ، وانفتاح عين البصيرة

وبالله التوفيق

وللحديث بقية


طباعة


روابط ذات صلة

  مفاتيح التوبة والإنابة  
   {نــــــدم المــذنبين ودمــــع التـائبين}  
  الدعوه الصالحة بقول المعروف  
  هل فكرت أن تطيل عمرك وتزيد حسناتك ؟؟؟  
  مالي أراك على الذنوب مواظبا !!  
  أين الاستعداد ليوم المعاد ؟!!  
  مراقبة الله تعالى !!  
  (( الحب مشاعر لا تعرف قيود الزمن ))  
  السؤال الفـــواح عـن بلاد الأفـــراح ؟؟  
  (( من حزن قلبي ودمع عيني وآهات صدري ))  
  النجوى في إدراك التقـــــــــــــــــــوى  
  هل جربت الخلوه مع الله ؟؟  
  آفـــــات على طـــــريق الهدايا !!  
  من أحوال العصاه يوم القيامة!!  
  تربيــــة الذات .. لمــــاذا ؟؟  
  وسائل الثبات علي دين رب العباد  
  العبد بين التوبة والاستغفار والإنابة !!  
  مسائل في التوبة !!  
  رقــة القلوب وخشوعها لله .. كيف ؟  
  همسة من محب !!  
  مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ  
  (( حيـــاة القلوب في ذكر ربنا المعبود ))  
  متى آخر مرةٍ دَمِعَتْ عيناك خشيةً وخوفًا منَ الله ؟  
  ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾  
  لَحَظَاتُهِمْ الْأَخِيرَةُ كَمَا تَمَنَّوْا !!  
  الحنين المتجدد والشوق المستمر لخالق الخلائق  
  ليالي الصالحـــين ودآب العابدين !!  
   (( الرحم وصلة الأرحام ))  
  الصادقين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ( 1 )  
  ( أمراض القلوب أم أمراض الأبدان )  
   حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 1 )  
  حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 2 )  
  ((( إحساس مؤلــــم )))  
   (( مهما حدث فلا تبكي ))  
  (( تعلـــم كيـف تصـنع سعادتـــــك ))  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 965203

تفاصيل المتواجدين