تعليق الكتاب:
كتاب يبحث في علم التأريخ، أورد المصنف فيه تأريخا" لفترة طويلة منذ خلق آدم عليه السلام وما جرى بعده من احداث ( بشكل مختصر طبعت" ) الى ما قبل ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجزء الاول ، وفي الجزء الثاني أرخ لفترة ما بين ولادة النبي صلى الله عليه وسلم الى القرن الثالث الهجري وبالتحديد الى سنة 259 هجرية وما جرى في هذه الفترة من بعثة وهجرة وخلافة وفتوحات ومعارك وغير ذلك وعلى هذه الطبعة بعض التعليقات والحواشي
عقيدة اليعقوبي:
رأي العلامة (مخمد صالح المنجد) :
عرض اليعقوبيُّ تاريخَ الدولةِ الإسلاميةِ من وجهةِ نظرِ الشيعةِ الإماميةِ, فهو لا يعترفُ بالخلافةِ إلا لعليِّ بنِ أبي طالبٍ وأبنائه, حسب تسلسل الأئمةِ عندَ الشِّيعةِ، ويُسمِّي علياً بالوصي.وعندما أرَّخَ لخلافةِ أبي بكرٍ,وعمر,وعثمان,- رَضِيَ اللهُ عَنْهُم - لم يُضِفْ عليهم لقبَ الخلافةِ, وإنما قال: تولَّى الأمرَ فلانٌ.., ثم لم يتركْ واحِداً منهم دُونَ أنْ يطعنَ فيه، وكذلك كبار الصَّحابَةِ, فقد ذَكَرَ عنْ عائشةَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- أخباراً سيئةً, وكذلك عن خالدِ بنِ الوليدِ, وعمرو بن العاص, ومعاويةَ بن أبي سفيان. وعَرَضَ خبرَ السَّقيفةِ عَرْضاً مُشيناً ادَّعى فيه أنه حصلتْ مؤامرةٌ على سَلْبِ الخلافةِ مِنْ عليِّ بنِ أبي طالبٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- الذي هُو الوصيُّ في نظرِهِ، وبلغَ به الغُلو إلى أنْ ذَكَرَ أنَّ قولَ اللهِ - تعالى- :{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (3) سورة المائدة. قد نزلتْ على أميرِ المؤمنينَ عليِّ بن أبي طالبٍ - صلوات الله عليه- يومَ النَّفرِ" (7). وطريقتُهُ في سياقِ الاتهاماتِ هي طريقةُ قومِهِ من أهلِ التشيعِ والرَّفضِ, وهي إما اختلاق الخبر بالكلية, أو التزيد في الخبر, والإضافة عليه, أو عرضه في غير سياقه ومحله حَتَّى يتحرَّفَ معناه. ومن الملاحظ أنه عندما ذكر الخلفاء الأُمويين وصفهم بالملوك, وعندما ذكر خلفاءَ بني العَبَّاس وصفهم بالخلفاء، كما وصف دولتَهم في كتابه البلدان باسم الدولة المباركة؛ مما يعكس نفاقَهُ وتستره وراء شعار التقية,وهذا الكتابُ يُمثِّلُ الانحرافَ والتشويه الحاصلَ في كتابةِ التَّاريخِ الإسلاميِّ, وهو مرجعٌ لكثيرٍ من المستشرقين والمستغربينَ الذين طعنُوا في التَّاريخِ الإسلاميِّ وسيرة رجاله. مع أنه لا قيمة كبيرة له من الناحية العلمية إذ يغلب على القسم الأول: القصص, والأساطير, والخرافات. والقسم الثاني: كُتِبَ من زاويةِ نَظَرٍ طائفيةٍ حزبيةٍ, كما أنه يفتقدُ مِنَ النَّاحيةِ المنهجيةِ لأبسطِ قواعدِ التَّوثيقِ العلميِّ .
|